بفضل التكنلوجيا انتقل قيد الحرية من معصم الحكومة الي يد الصحفيين والاعلاميين .. ولم تعد هناك حجة او شماعة نعلق عليهاضعفنا اتجاه مناقشة القضايا الهامة بعمق .. فقد جعلت تكنلوجيا الاتصال من العالم قرية مشرعة بلا أبوواب ولا نوافذ .. وجعلتنا لا نضطر الي أن نقف في طوابير طويلة من أجل الحصول علي المعلومات .. فقد سهل السيد جوجل علينا المهمة .. وزاد المتعة شغفا وابهارا بتعدد المصادر .. وصارت التكنلوجيا الحديثة تتحكم بحياتنا حتى وإن رفضنا فستقتحم حياتنا شئنا أم أبينا. في السابق كانت الحكومات تقوم بعملها في فرض الرقابة علي وسائل الاعلام المختلفة .. الصحافة بالذات .. وكانت الحكومة تقرر ما ينشر وما لا ينشر .. ما يقرأ وما لا يقرأ .. كانت أدوات التحكم سهلة ويسيرة وبسيطة .. وكانت وسائل الاعلام والصحافة محدودة للغاية .. وكانت امكانية السيطرة عليها متاحة .. لكن ثورة الاتصالات غيرت مجري الأمور .. وصار العالم أجمع بين يديك .. بانتظار أوامرك .. وما عادت الحرية حكرا بيد الحكومات .. وصار بامكاننا الحصول علي كافة المعلومات دون عناء .. وصار قيد الحرية بيد من يتعامل مع تلك التكنلوجيا .. وكلما ارتفع سقف الحرية كلما ضاق قيد المسؤولية على ممارسها. وقد صار واضحا في الفترة الأخيرة عجز الحكومات عن التعامل مع وسائل الاعلام بالشكل التقليدي خاصة في ظل الانتشار السريع للمعلومات .. والاتساع الواسع في تداولها عبر العديد من الوسائل الالكترونية التي صارت تحيط بحياتنا اليومية. وفي الواقع فان العديد من الدول العربية عاجزة عن وضع تصور للقوانين والتشريعات التي تمكنها من التعامل مع وسائل الاعلام الالكترونية من مدونات ومواقع وصحف الكترونية وخدمات الرسائل القصيرة وغيرها .. وأظن أن أغلب الدول العربية لا توجد لديها قوانين وتشريعات تنظم العمل وفق الخدمات الالكترونية والتكنلوجية. لقد بات علي الدول أن تغير من منهجها التقليدي في التعامل مع وسائل الاعلام خاصة بعد أن أثبتت فشلها خاصة فيما يتعلق بالرقابة والحجب والمنع وغيرها .. وصارت أمام المهمة الأصعب وهي التوعية .. ففي السابق كان قرار المنع هو القرار الآسهل والأسلم .. ولكننا حاليا بحاجة الي حملات توعية مستمرة للمسؤولية الاجتماعية والوطنية لمن يتعاملون مع النشر الالكتروني .. خاصة وأن المسؤولية الأساسية صارت ملقاة علي عاتق الاعلاميين الذين يجب أن يستوعبوا مدى مسؤوليتهم وحدودها. أصبح الإعلام أخطر وأسرع وأكثر انتشارا .. ويجب أن يستوعب الجميع تلك الخطورة .. ويجب أن نحسن ترويض هذا المارد الذي إن لم نحسن التعامل معه .. كانت أذيته بلا حدود .. ودمتم سالمين. [email protected]