حكاية تجميل مظهر الإدارة والحكومة المصرية أصبحت "ماسخة" ومالهاش طعم ولا معني ... فعلي سبيل المثال كان عندنا في مصر قانون أسمه "قانون الأحوال الشخصية" ولأن أمريكا تسمي هذا القانون باسم "قانون الأسرة" فإن حكومة مصر غيرت إسم القانون إلي" قانون الأسرة " ثم قلدت المحاكم الأمريكية فأنشأت محاكم الأسرة ... ثم قلدت أكثر وأكثر فقامت بعرض القضية علي لجان لتسوية النزاع قبل عرض القضية علي المحكمة...لكن هذا التقليد كان في الشكل فقط فلجان التسوية هي لجان صورية ...يجلس أمامها الزوج والزوجة علي " صندوق بيبسي" فاضي وذلك لعدم وجود كراسي...ويرص كل واحد منهما أي كلام ثم ترفع الدعوي إلي المحكمة .. وبعد أن تتعطل لمدة تزيد علي الشهرين في لجان التسوية التي لا فائدة لها...وفي النهاية الأمور تسير كما هي في المحاكم ...والحدائق التي كانت تحكي عنها الست الوزيرة لرعاية الأطفال طلعت خيال في خيال وما زال الآباء يحصلون علي حكم الرؤية في القسم أو في الحزب الوطني أو في نادي الساحة الشعبية...وعلي رأي الست دي أمي " حاولت تقلد الأمريكان لبست برنيطة...ومضغت لبان" ومن أبرز صور التقليد الساذج هو الخط الساخن لنجدة الطفل فقد أعلنت وزيرة الدولة للأسرة والسكان أنها خصصت خطاً ساخناً رقم "16000" لمدة "أربع وعشرين" ساعة لتلقي الاستغاثات بحدوث أي اعتداء علي طفل أو ختان الإناث. وهذا أيضاً من باب تقليد الغرب...بل وهو تقليد أشد سذاجة من أي تقليد...وخذ مثلاً لو إتصل الحاج "حنفي" بالخط الساخن ليخبرهم أن طفله الوحيد وقع في بلاعة الشرابية فماذا ستفعل له وزارة الدولة لشئون الأسرة .أم أن البلاعات لا تشكل أي إعتداءات علي الطفل ..وإذا اتصلت بهم الحاجة "حميده" لتخبرهم أن ابنها الوحيد قد نجح من الصف الأول إلي السادس في مدرسة "العبقرية الابتدائية"..فلما أعطته الخطاب الذي وصل إليها من زوجها الذي يعمل في ليبيا ليقرأه عليها...اكتشفت إن الولد لا يجيد القراءة ولا الكتابة فماذا سيفعل لها الخط الساخن...وهل سيحمي طفلها من الجهل الذي تقوم الدولة بتوزيعه علي الأطفال كما أن الولد الشقي سمير قد أصيب بفيروس في "كليته اليمني" ولا يجد سريراً مجانياً في أي مستشفي فماذا سيفعل له الخط الساخن..سوي أنه سيقول لأبيه "دورلك علي خط تاني " صدقوني أيها السادة الأعزاء ..إن السر وراء هذا الخط الساخن هو الإبلاغ فقط عن "ختان الإناث" .. وقد أقام الغرب الدنيا وأقعدها فجأة ضد ختان الإناث وقاموا بتسليم الجمعيات المصرية والحكومة أيضاً ملايين الملايين لمنع ختان الإناث في مصر....والواحد في حالة إستغراب من هذه الحالة الهستيرية..لدي الغرب..مع إنك لا تجد واحداً من هؤلاء يستطيع أن يفتح فمه عن اليهود وعن الصهاينة المغتصبين لأرض فلسطين رغم أن اليهوديات يتم ختانهن بعد أن تقول الطفلة واء...واء..مباشرة فالغرب الذي يدعي الإهتمام بالمرأة المصرية ..وبقضية الختان لن يبحث السر من وراء إختفاء آلاف الأطفال في البلاعات .. وعلي سطح العبارة "السلام" بل وعلي ظهر مركبة المعادي .. وإصابة الأطفال المصريين بالفيروسات وظاهرة التشرد التي تشمل أكثر من ربع مليون من الأطفال المشردين في مصر .. والجهل الذي يعم المدارس الابتدائية وإدمان الطفولة المصرية لشم البنزين و"الكلا" والنوم تحت الكباري...كل الذي يهم الغرب هو عدم ختان الإناث في مصر وبالذات في مصر..وعلشان أريح دماغك أيها المواطن جرب واتصل بالخط الساخن وقل لهم إن طفلاً لا يجد سريراً للعلاج..وأن في ذلك اعتداء علي حق الطفل...فلن يجيبك أحد لأنك فهمت الموضوع غلط..ولو قلت لهم إنك لا تجد لبناً في الصيدلية للطفل الرضيع..فاعتقد أن الخط الساخن سيتحول إلي أبرد من البرود...وفي النهاية فإن البلد التي تزعم أنها تحمي الأطفال ...تقتل حكومتها آلاف الأطفال جوعاً وجهلاً و مرضاً واسألوا مدارس التعليم الحكومية. وبمناسبة المدارس الحكومية فيروي: أن مدرساً في إحدي مدارس التعليم الحكومية سأل التلميذ عمن اكتشف أمريكا...فصمت التلميذ ولم ينطق.. وهنا استشاط المدرس غضباً وضرب المنضدة بيده وهو يصرخ "كريستوفر كولومبس" فانسحب التلميذ من مكانه مضطرباً فنادي عليه المدرس وسأله عن سبب انسحابه رغم أنه لم ينته من اختباره فهمس التلميذ وقال مرتعشاً: "عفواً يا سيدي ظننت أنك تنادي تلميذاً آخر" وعجبي E-mail : [email protected] [email protected]