طالبت جماعة الإخوان المسلمين قوات الجيش والشرطة بالعودة إلى "حضن الشعب" وقالت إن النظام العسكري الذي يحكم البلاد حاليا يقوم بمصادرة الحريات عبر إغلاق القنوات المعارضة وتعقب الصحفيين بالقتل والاعتقال وفرض الرقابة على الصحف والمجلات، واتهمته بإثارة العدواة والبغضاء بين فصائل المصريين حتى يكاد التحريض يصل إلى الحض على الحرب الأهلية. وأضافت الجماعة في بيان لها بمناسبة مرور شهر على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة وسقوط آلاف القتلى والجرحى" اليوم مر شهر على المذبحة الرهيبة في ميداني رابعة العدوية والنهضة، التي لا تزال أحداثها وصورها ومشاهدها البشعة شاخصة في أذهان المصريين ومخيلاتهم تستعصي على المحو أو النسيان حتى نلقى الله .. فالنظام العسكري لا يتورع عن قتل النساء واعتقال الفتيات والسيدات والاطفال لأول مرة في تاريخ مصر، ولا عن حرق المساجد والمصاحف، ولا إغلاق أكثر من خمسين ألف مسجد في صلاة الجمعة". كما اتهمت الجماعة النظام الحالي بالسعي لتغيير موادة هوية الدولة الاسلامية وإلغاء المواد التي تجعل من الحفاظ على الحضارة والثقافة الأخلاق الاسلامية من واجبات الدولة، وكذلك إلغاء المواد التي تحارب الفساد من الدستور . وخاطبت قوات الداخلية والجيش قائلة :" أيها الضباط والجنود لقد خدعكم قادة الانقلاب بأنكم تواجهون الاخوان المسلمين، فها أنتم تواجهون الشعب كله، فهل من مصلحتكم أو مصلحة الشعب والوطن أن تكون العلاقة بينكم وبينهم قائمة على العدواة والمواجهة، ألستم أبناء الشعب ؟ أليس الشعب هو الذي يقتطع من قوت أولاده ليوفر لكم السلاح والعتاد والتدريب والمرتبات كي تحموا الشعب والوطن ؟ ". وتابعت :" إن هؤلاء القادة يعملون لمصالحهم الشخصية ولمصالح جهات لا تريد الخير لمصر.. وخدعوكم مرة أخرى ولا يزالون عن طريق وسائل الاعلام والتوجيه المعنوي حينما قالوا إنكم تحاربون الإرهاب، لقد اعتقلتم عشرة آلاف مواطن أو يزيد، أتدرون من اعتقلتم إنهم وزراء ومحافظون وعمداء ووكلاء كليات جامعية وأساتذة جامعات ونقباء لنقابات مهنية وأعضاء مجلسي شعب وشورى وطلبة وأطباء ومهندسون وصيادلة ومحامون ومعلمون ومن كل المهن وعمال وفلاحون وتجار، وجميعهم مواطنون صالحون يعملون لرفعة البلد، ولكنهم يرفضون الانقلاب العسكري سلمياً، فهل كل من يرفض الانقلاب يعد إرهابياً، وهل دافع أحد منهم عن نفسه وقت القبض عليه فضلاً عن أن يمارس الإرهاب ؟..فيا أيها الضباط والجنود المصريون ويا أيها السياسيون والمواطنون المخلصون، انكشفت الخدعة وظهرت الحقيقة، فعودوا إلى حضن شعبكم الذي يريد العزة والكرامة ولا تمدوا أيديكم إليه بعدوان أو سوء". وأكدت الجماعة في بيانها أنها ستظل تجاهد بكل طاقتها السلمية "من أجل أن تتبوأ مصر مكانها ومكانتها في العالم بعد أن تقيم نظام ديموقراطي دستوري عصري وتتخلص من الانقلاب العسكري الدموي الوحشي" .