كشف يوسف حسين يوسف صديق حفيد يوسف صديق أحد "الضباط الأحرار"، أن جده خطط للقيام بالثورة في مايو 1950م قبل انضمامه للتنظيم الذي أطاح بأسرة محمد علي من الحكم في 23 يوليو 1952، كاشفًا أن جده الذي يعرف عنه بأنه كان ذو توجه يساري انضم لفترة من الزمن لجماعة "الإخوان المسلمين". وأضاف: كان آنذاك في السودان واصطدم بقائد عام القوات المصرية الذي كان يصر علي الانحناء وفتح باب سيارة قائد القوات البريطانية، فتم نقله إلي منقباد وفي منقباد في مايو 1950م فاض به الكيل ففكر في تحريك قواته نحو القاهرة خلال إحدى المناورات ومهاجمة رئاسة الجيش واحتلالها. وكان تقديره أن الحركة قد تؤدي إلي تحرك وحدات أخرى- كما يقول حفيده ناقلاً عنه- وكلف الضابط المختص بالفعل بإعداد تقرير عن حالة المعدات العسكرية، وتضمن التقرير الإشارة إلى سوء حالة المركبات مما جعل يوسف صديق يرجئ تنفيذ إلي فرصة أخرى مواتية. وقال في تصريحاته ل "المصريون"، إن السيدة علية توفيق جدته سطرت مذكرات جده أثناء وقبل الثورة بوقت طويل، مشيرا إلى أنه كان يحترم جميع التيارات السياسية في مرحلة من قبل الثورة، خاصة في فترة الإعدادية والثانوية، وعلى رأسها "الوفد" و"الإخوان المسلمون" و"مصر الفتاة" والشيوعيون، لكن "الوفد" كان الأقرب إلى قلبه فهو الذي ألهب مشاعره في مقتبل حياته. وكان ذلك عندما زار أحد أقاربه بالقاهرة واستمر بضعة أشهر، حيث كان حريصا علي سماع خطب الزعيم الوفدي سعد زغلول، لكن وجد حزب "الوفد" اختلف بعد وفاته فانتقل بحكم جذوره الريفية المتمسكة بالدين إلى "الإخوان" وساعده في ذلك صديقه رشاد مهنا وضابط بوليس آخر يدعى لبيب كان مسئولا عن تجنيد ضباط "الإخوان" لكنه لم يستمر طويلا، بحسب رواية حفيده. وعقب ذلك انضم إلى حزب "مصر الفتاة"، ثم التحق بعد ذلك ب "الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني" المعروفة باسم "حدتو" (شيوعية)، وكان انضمامه إلى "الضبط الأحرار" في أكتوبر 1951م عندما كان في القنطرة يشغل منصب قائد ثان الكتيبة الأولي مدافع مكينة مشاة وفي إحدى الأيام زاره الصاغ وحيد جودة رمضان في الكتيبة وعرض عليه الانضمام إلى التنظيم. وتابع: عندما قرر منشوراتهم وجدها تضمن خطا وطنيا فوافق على الانضمام وفي الإجازة التالية قابل جمال عبد الناصر بكلية أركان حرب، حيث كان يعمل مدرسا فيها، وفي ذلك اللقاء أكد له جمال أن احترام الرتبة العسكرية سيكون له اعتبار بعد نجاح الثورة. لكنه وبعد قيام الثورة اصطدم بمجلس قيادتها لأنه دعا إلى عودة الحياة النيابية والتعددية الحزبية إلى أن أعلنت الثورة أنها ستجرى انتخابات في فبراير 1953م، غير أن المجلس بعد ذلك تجاهل هذه الأهداف حتى ثار فريق من الضباط الأحرار علي المجلس يتزعمهم اليوزباشي محسن عبد الخالق، وقام المجلس باعتقال هؤلاء. وأوضح أنه في أعقاب ذلك اتصل بجمال عب الناصر وأخبره أنه لا يمكن أن يبقي عضوا في مجلس الثورة وأخبره أنه مستقيل واستدعاه للقاهرة ونصحه بالسفر للعلاج في سويسرا عام 1953م وبعد عودته عام 1954م ألقي القبض عليه وأفرج عنه عام 1955م وتوفي عام 1975م.