لم يدر بخلد جماهير الكرة المصرية والعربية أن يأتي يومًا يتعرض خلاله محمد أبو تريكة، صانع ألعاب الأهلي والمنتخب الوطني، لحملات التشويه التي تُشن عليه يوميًا، في وسائل الإعلام مقروءة كانت أو مسموعة، ويأتي استغراب الجماهير كون لاعبها المفضل حقق إنجازات محلية ودولية لفريقه والمنتخب الوطني، لٌقب على أثرها بتاجر السعادة والخلوق وأمير القلوب والساحر، وكلها ألقاب تعكس الجانبين الفني والأخلاقي في حياة اللاعب، ولكن أبو تريكة أبى أن يركز جهوده في الملاعب الرياضية، وتحول إلى الملعب السياسي، ليعلن عن تأييده للرئيس المعزول محمد مرسي، وهذا حقه- ولكن الأزمة تكمن في نفي اللاعب القاطع لصلته بجماعة الإخوان المسلمين، إبان نظام حسني مبارك، الذي قابله اللاعب الدولي كثيرًا، وتحديدًا عقب كل تتويج إفريقي مع المنتخب، وكان يصافحه بطريقة تنم عن حب كبير لشخص الرئيس السابق. وترصد "المصريون" المشاهد الرئيسية التي أثرت في مسيرة لاعب الترسانة السابق خلال العاميين الماضيين، وتحديدًا عقب ثورة 25 يناير المجيدة، البداية كانت في سبتمبر من العام الماضي، حيث مباراة السوبر المحلي بين الأهلي وإنبي، والتي اعتذر عن خوضها، متعللًا بخوفه من حدوث مجزرة جديدة لجماهير الأهلي مثلما حدث في بورسعيد –فبراير 2012-، وكذلك رفضه المشاركة في المباريات المحلية، قبل القصاص لشهداء النادي، على رغم من أنه وقتها كان يلعب ويشارك بل ويحتفل بتسجيل الأهداف في اللقاءات الإفريقية، الأمر الذي تسبب في مشاكل عديدة لزملائه أبرزها اعتداء الألتراس على سيد عبد الحفيظ وحسام غالي وأحمد فتحي أثناء مشاركتهم في افتتاح إحدى محلات "الأهلي ستورز"، مما دفع بعض اللاعبين للمطالبة –وقتها- برحيله عن النادي لتسببه في إحراجهم والإساءة لهم، خاصة بعد اقتحام لجماهير لمران الفريق أكثر من مرة، وسب جميع اللاعبين وأعضاء مجلس الإدارة باستثناء أبو تريكة. "الرياضة والسياسة .. دونت ميكس"، تلك هي الجملة التي كان يحاول أبو تريكة تأكيدها قبل ثورة يناير المجيدة، إذ كان يقول دائمًا إنه مجرد لاعب كرة ولا علاقة له بالأحداث السياسية، إلا أنه سرعان ما أعلن عن تأييده لحزب الحرية والعدالة خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية الماضية، على رغم من تشديد إدارة القلعة الحمراء على اللاعبين بعدم التحدث في السياسة. وجاء واقعة أبو تريكة مع ضابط الجيش في المطار أثناء عودة الفريق من الكونغو، لتكون بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، خاصة بعد أن تردد أن اللاعب اعتدى لفظيًا على الضابط بقوله: "أنتم جايبين لنا قوات من الجيش اللي بيقتل الناس عشان يأمننا"، ليفجر بذلك غضبًا كبيرًا بين الجماهير، التي تؤيد الجيش، لدرجة دفعت البعض لشن حملات على اللاعب تطالب خلالها بضرورة تسريحه من النادي الأهلي، على اعتبار أنه نادي الوطنية، خاصة بعد أن تناولت بعض التقارير الإعلامية أن أبو تريكة توسط لدى المعزول للإفراج عن ابن عمه، المتهم في قضايا إرهابية. ويبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تحولًا مهمًا في حياة اللاعب الرياضية، في ظل محاولات مكثفة يجريها المقربون منه، لإقناعه بالتركيز في الملعب حتى ينجح في مساعدة المنتخب للوصول إلى كأس العالم 2014 المقرر إقامته بالبرازيل الصيف المقبل.