ظل محمد أبو تريكه نجم فريق النادي الأهلي والمنتخب الوطني متربعا علي قلوب كل محبي كرة القدم طوال السنوات الماضية بفضل أخلاقه وسماته الشخصية التي انتشرت عنه بحبه لفعل الخير بكافة اشكاله. وذلك قبل قدراته وإمكانياته الفنية كلاعب محترف تمكن من تحقيق الكثير من الإنجازات للأهلي والكرة المصرية. ومن هنا منحته الجماهير ألقاب عدة كان من بينها الخلوق وأمير القلوب وتاجر السعادة والقاتل المبتسم والساحر وغيرها وحتي هذه الألقاب كانت تشير إلي الجانبين الفني والخلقي لدي هذا النجم. لكن في الفترة الأخيرة بدأت هذه الصورة تهتز لتنتشر أخبار مختلفة تماما عن ما اعتادت الجماهير سماعه عن أبو تريكه. بداية من قيام أبو تريكه بدعم تظاهرات معينة في منطقة رابعة العدوية ثم قيامه بحملة تبرعات بين اللاعبين للحصول علي مولدات كهربائية لهذا الإعتصام ثم دخوله في حالة نفسية سيئة للغاية تحدث عنها الجميع في الكونغو قبل ملاقاة ليوباردز الكونغولي في الجولة الثالثة من دور الثمانية بدوري أبطال افريقيا وطلبه عدم المشاركة في المباراة واتجاه الجهاز الفني بقيادة محمد يوسف علي عدم البدء بها نظرا لحالته النفسية السيئة التي تزامنت مع فض الإعتصام في رابعة. وأخيرا ما تردد عن تطاوله علي أحد ضباط القوات المسلحة أثناء تأمين بعثة الأهلي العائدة من الكونغو قائلا¢ انتم جايبين لنا قوات من الجيش اللي بيقتل الناس عشان يأمن الفريق ¢ في واقعة شهدت الكثير من الجدل خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والتي قد تنتشر خلالها عمليات النيل من بعض الشخصيات أو التشهير بها لأغراض خاصة.. لهذا قامت الكورة والملاعب بفتح هذا الملف في محاولة للإجابة علي هذا السؤال الصعب.. كانت بداية هذه موجة التشكيك في شخصية أبو تريكه مع قراره بعدم المشاركة في مباراة السوبر المحلي بين الأهلي وانبي بسبب عدم صدور أحكام في مجزرة بورسعيد في موقف تسبب في حالة غضب عارم بين زملائه في الفريق وخرجت بعض الأصوات بين اللاعبين تطالب برحيله لأنه تسبب في الإساءة لهم جميعا وكان علي رأس هؤلاء محمد بركات وأحمد فتحي وشريف إكرامي وحسام غالي. إلا أن وائل جمعه كان أول من ساند أبو تريكه في هذه المحنة وكان سببا في الصلح مع زملائه بالفريق بفضل علاقته القوية والممتدة منذ سنوات مع أبو تريكه.. من هنا بدأ البعض يتحدث عن انكشاف الوجة الحقيقي لأبو تريكه والحقيقة أن فكرة هذا الإنكشاف خرجت من داخل النادي الأهلي نفسه وتحديدا من بعض زملائه في وقت غضبهم من تصرفه في هذا الموقف وما سبقه من مواقف كزيارته لأسر شهداء بورسعيد أكثر من مرة في السر دون علمهم وهو ما جعل جماهير ألتراس الأهلي تقتحم النادي وتوجه لكل اللاعبين السباب أمام الجميع وتشيد فقط بموقف أبو تريكه. فمثل هذه الأمور ولّدت قدرا من الغضب لدي لاعبي الأهلي تجاه أبو تريكه الذي يتعمد وضعهم في الحرج. وبداخل الملعب أيضا عندما كان يري الجمهور أبو تريكه يقوم بالتمثيل داخل منطقة الجزاء ليحصل علي ركلة جزاء يسجل من خلالها هدفا كان دائما ما يتم ذكر لقب القديس الذي حصل عليه بكل سوء. أبو تريكه والسياسة ولعل هذا الملف كان أحد الأسباب الكثيرة التي خسارة النجم الأشهر للكرة المصرية الكثير من رصيده لدي الجماهير واعطت الفرصة لمن يكرهون موهبته للسعي لإستغلال أرائه وانتماءاته السياسية المنكشفة حديثا للقضاء عليه كرويا. فقبل ثورة 25 يناير 2011 كان سؤال ¢ ما حقيقة انتماءك لجماعة الإخوان المسلمين؟ ¢ ثابت في كل حوار يجريه أبو تريكه وكانت اجابته أيضا هي النفي القاطع لأي علاقه له بالجماعة وأنه مجرد لاعب كرة فقط وليس له اي انتماء سياسي وهو ما انكشف زيفه بعد الثورة حيث أظهر أبو تريكه تأييدا كاملا للجماعة في انتخاباتها التشريعية أو الرئاسية ومعاركها السياسية رغم الحظر الذي كانت ادارة الأهلي تسعي لفرضه في مثل هذه الظروف ونفس الأمر ينطبق علي هادي خشبة الصديق الأقرب لأبو تريكه في الأهلي ومستشاره في كل أموره تقريبا. ثم كان ما ذكره المستشار مرتضي منصور الرئيس السابق لنادي الزمالك عن أن أبو تريكه سعي بقوة لإخراج ابن عمه ¢ شحته ¢ المحبوس حاليا ويقضي فترة عقوبة لقيامه بالنصب من خلال شركة لرحلات الحج والعمرة وأن يكون هذا الخروج بعفو رئاسي. وقال منصور أنه زامل ابن عم أبو تريكه في السجن خلال العام الذي قضاه في السجن ويعرف كافة التفاصيل عن هذا الأمر. والحقيقة أن أبو تريكه استشاط غضبا بسبب هذه التصريحات لرئيس الزمالك السابق وكتب علي حسابه الخاص علي تويتر موضحا ¢ قل ما شئت عن ادارة الرئيس المعزول السيئة. لكنه ليس فاسد كما أن اخلاقي لا تسمح لي بمثل هذه الأمور ¢. وقال حازم الحديدي صديق أبو تريكه ووكيل أعماله عن السياسة وخسارة أبو تريكه كثيرا بسبب اقحام نفسه بها: هانك من حاول تصوير أبو تريكه علي أنه داعم لفصيل معين لأن الكل يعلم خلفيته الدينية والتزامه. وبعد ثورة 30 يونيو الأخيرة سعي البعض لإظهار أن أبو تريكه ضد ارادة الشعب وهذا لم يكن حقيقي لأنه ليس بالسذاجة التي تجعله يضحي بحب الناس له بهذه الصورة. وأضاف الحديدي: أبو تريكه نجم كرة قدم وعنصر فاعل في المجتمع بأعماله الخيرية التي لا تتوقف كما أنه لاعب أثري الرياضة وكرة القدم وصار له محبين في كل انحاء العالم وهو يعلم ذلك ويتعامل بهذا المنطلق. وأفصح الحديدي أن أبوتريكه انقطع تماما عن السياسة بعد حادث قطار منفلوط نوفمبر الماضي وقرر الإبتعاد عن الحديث فيها بعد زيارته لأسر ضحايا هذا القطار في أسيوط. أما عن الواقعة الأخيرة بعد وصول بعثة الأهلي من الكونغو وما تردد عن تطاول أبو تريكه علي ضابط الجيش الذي كان يؤمن البعثة قال خالد الدرندلي عضو مجلس ادارة الأهلي ورئيس البعثة: أقسم بالله هذا لم يحدث وأبو تريكه لم يتحدث مع أحد حتي ركب اتوبيس الفريق الذي نقلنا إلي أحد الفنادق القريبة من المطار لقضاء الساعات المتبقية من وقت حظر التجول. وقال الدرندلي: أبو تريكه يتعرض لموجة تشهير ضخمة لا أحد يقبلها فهو في النهاية لاعب كرة ملتزم ومتدين ولا علاقة له بالسياسة. الغريب أن أبو تريكه نفسه بعد ما تردد عن واقعته مع ضابط الجيش في المطار كتب علي حسابه علي تويتر جملة غير مفهومة وتم تفسيرها بأكثر من شكل الجملة كانت ¢ عذرا لا يشرفني الاستمرار في صداقة بشر فقدوا ابسط مشاعر الإنسانية ونادم اشد الندم علي هذه الصداقة ¢.. فما الذي يقصده ولمن يوجه كلامه؟ والمعني هنا واضح بأن أحد أو بعض أصدقائه المقربين لديه رأي معين مخالف لما يؤمن به أبو تريكه وسعي لنشر معلومات عنه قد يكون نفسه موقفه مع ظابط الجيش في المطار. ولا ننسي أن هناك الكثير من لاعبي الأهلي أصحاب الإنتماءات الليبرالية والذين يختلفون مع أبو تريكه. في النهاية أبو تريكه نجم لا يختلف عليه اثنان وليس من مصلحة كرة القدم في هذا البلد أن يتم القضاء عليه أو التأثير عليه نفسيا من خلال الأخبار المغلوطة والتي قد يكون الهدف منها فقط التشهير. كما أنه من حقه كأي انسان أن تكون له أرائه طالما أنه لا يؤذي أحدا.