وبقيت وحدي في الطريق الجهم أدأب في المسير.. وأدوس أشواك الحياة بقلبي الدامي الكسير.. وأرى الأباطيل الكثيرة والمآثم والشرور.. ومذلة الحق الضعيف وعزة الذل القدير.. وأرى ابن آدم سائرا في رحلة العمر القصير. بهذه الأبيات الباكيات الشاكيات الحسرات..لأبى القاسم الشابى أنهى النائب البرلماني حمدى الطجان وجوده فى الحياة العامة..وبعد أن استقر في يقينه أن الخطر يحدق بمصرمن كل جانب وأن مجلس الشعب غيرقادرعلى مقاومة الفساد والمفسدين..قال الرجل فى لقاء مع إحدى الفضائيات كلاما يرهق العزائم ..ويحطم حتى الحروف التى تشكل كلمة الأمل: *الفساد أصبح هو العملة الرائجة والبرلمان غير قادرعلى محاسبة الوزراء أو المسؤولين رغم توافرالأدلة الدامغة التي تدين البعض منهم. *القضية في مصر حالياً ليست قضية نظام أو حكومة بقدرما هي قضية أفراد وأن الأفراد أو الحكومات لا تستطيع أن تجعل الشعوب تتقدم إلا بقدرة الشعوب على فرض هذا التقدم على الحكومات. *ظللت أنا وآخرون نقدم الاستجوابات تلو الاستجوابات التي تدين المسؤولين بالأدلة الدامغة غير أن أحداً لم يلاحق بل كان هناك اطمئنان كبير يهيمن بأنه في مأمن من الملاحقة. *لا سبيل إلى الإصلاح إلا من خلال مجلس شعب قوي ينتخب انتخابا حرا وقادرعلى تأدية دوره التشريعي والرقابي في محاسبة الحكومة.. البرلمان في وضعه الحالي لا يصلح للقيام بأي دور. *نظام التصويت على القرارات في البرلمان يتم بعشوائية حتى آلة التصويت الإلكتروني التي تم تركيبها رفض المجلس الإعتداد بها بل تم رفعها بدون أسباب. *الدورالرقابي لمجلس الشعب غائب تماماً حتى في القضايا الكبرى التي يتابعها باهتمام الرأي العام وقد أغرى ذلك المتجاوزين بأن يتمادوا في غيهم لأنهم على يقين بأن هناك مظلة تحميهم وكل ذلك أسفر عن مزيد من الانهيار في سلطة وشرعية الدولة وباتت مصر على موعد مع الأقدار الكبيرة بعد أن تآكلت سلطة الدولة وشعور الناس بأن هناك قانونا للخاصة وآخرللعامة وأن هذه المسائل لا تحل إلا من خلال الرقابة الحقيقية من المجلس على الحكومة. *الحكومة هي المشرع الحقيقي وأن دور النواب يقتصر على تعديل مادة أو إعادة صياغة أو إضافة بنود وأن النواب والأحزاب يحتاجون أن يعملوا بشكل مؤسسي . التغيير قادم لا محالة لأننا في أزمة حقيقية و لسنا في حاجة إلى زعماء سياسيين لكننا في حاجة إلى حكماء ليدرسوا لنا كيف نخرج من أزمتنا وعلينا أن نتبع النتائج التي يتوصلون إليها أن تموت واقفا خيرمن أن تستمرمنكسرا.. حقيقة ادركها جيدا النائب الشجاع الذى يعلم جيدا تبعات قراره ونتيجه اقرارة .. النائب الشجاع لم يكن خاملا فى الخاملين ولا مهملا فى المهملين .. كان رئيس لجنة النقل والمواصلات وكتب تقرير العبارة الشهير الذى راح ضجيته 1400 مصرى ثم هرب الجانى (عضو مجلس الشورى ) الى لندن مخرجا لسانه لكل المصريين الطيبين .. يئس الرجل من الاصلاح وانتهى الى أن الحل هو أن(يهاجر)من مدينه الفساد الى(ربه) كما فعل النبى الكريم لوط عليه السلام ..واختار ان يقول كلمته من أقصى المدينة ليكررالحقيقه التاريخيه عبر القرون الغابرة .. (لاتستبقوا فاضلا بينكم)هكذا قال الملأ عبرالتاريخ..ولتتأكد الحقيقه القرأنية(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء..)ومن الكفر الى غيرة من المأثم تتحرك طوابيرشياطين الفساد والفساد المحيط .. د.حلمى مراد حكى فى مذكراته انه أعاد الى مجلس الوزراء الهدايا التى أهديت اليه وقت أن كان وزيرا للتعليم..لانها اهديت الى صفته وليس الى شخصه فجاءة صوت مرعب(هو انت الى ابن ناس واحنا اللى ولاد كلب)..ودوا لو تنهبوا كما نهبوا فتكونون سواء . هل يمثل ما فعله النائب الشجاع نموذجا لمن يأملون فى الإصلاح بالمشاركة؟ الذين يستعدون من الأن لخوض انتخابات مجلس الشعب... ألا تمثل لهم كلمات حمدى الطحان إنذارا هاديا وهديا منذرا .؟ ألا فلتعلموا جميعا أن مجاورة الظالمين ظلم .انتم تضحكون على أنفسكم وعلى التاريخ بمقولات من عينة ..رفض السلبية.. وفضح النظام .. وتعرية الاستبداد والتزوير..ثلاثة عقود من خداع النفس والناس..مثل الاحمق الذى ضرب 20 مره على( قفاه) على حين غرة..!! لن يرحمكم التاريخ بمنحكم شرعية للنهب العام وافقار الناس و تبديد ثروات الوطن . لن يرحمكم التاريخ بمنحكم شرعية لنظام يتأكل داخل هياكله الضيقه ويزداد قوة على القريب وضعفا أمام الغريب. ومن يقول أنه يخوض الانتخابات بغرض تدريب كوادرة والاحتكاك بالجماهير..اذكره بقاعده درء المفاسد مقدم على جلب المنافع والتستر على التزوير بالمشاركة المسرحية من اعظم المفاسد.ناهيك عن البيوت التى ستنتهك والسجون التى ستمتلآ والدم الذى سيراق والمحصلة النهائية صفر كبيروابتسامه ساذجة بأن هذا هو طريق الاصلاح..لا تكونوا كمن يأكل النار ويكتسى بالعار ... نسير نسير ولا يبدو أمامنا غير الطريق..وطريق الاصلاح هذا يفكرك بعمليه السلام .. !! سيظل طريق الاصلاح ممدودا للأمام أبد الدهر طالما خلا من استراتيجيه المراحل المبشرة.. وستظل عمليه السلام تدورابد الدهر طالما خلت من استراتيجية المقاومة الضاغطة.. لتعتبروا بما فعله النائب الشجاع..واصدقوا مع الله ومع انفسكم ومع الناس . رحلة العمر قصيرة ولن يبقى لكم الا شرف العمل الصالح النافع . [email protected]