طغى الحديث عن ضرورة انخراط المرأة في العمل السياسي كتفًا بكتف إلى جانب الرجال على كلمات المتحدثين خلال الاحتفالية السنوية بمولد السيدة زينب- رضي الله عنها- التي انطلقت مساء الثلاثاء، معتبرين أن حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم تمثل النموذج للمرأة المسلمة في الاشتغال بالسياسة. فقد اتخذ الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، والنائب عن دائرة السيدة زينب والذي يترأس أيضًا مجلس إدارة مسجدها والدكتور حمدي محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف من السيدة زينب ونضالها ضد الظلم الذي وقع على آل البيت، بعد تنفيذ مذبحة كربلاء وقتل الإمام الحسين وعدد من آل بيته الكرام، منطلقًا للتأكيد على حق المرأة المسلمة في الاشتغال بالسياسة. وأكد سرور في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التموين الأسبق عبد الرحمن الشاذلي بسبب سفره خارج مصر، أن السيدة زينب لعبت دورا سياسيا هاما في عصرها وشاركت في صناعة أحداث سياسية كثيرة، وهو ما يؤكد للجميع بأن من حق المرأة المشاركة في العمل السياسي وشغل عضوية البرلمان. وأشار إلى التعديلات الأخيرة التي أفسحت المجال للنساء لدخول البرلمان، بعد تخصيص 60 مقعدًا لهن "كوتة" اعتبارًا من البرلمان القادم ولفصلين تشريعيين, وقال إن مجلس الشعب حريص جدا على المشاركة السياسية للمرأة أسوة بالصحابيات ونساء آل البيت وعلى رأسهن السيدة زينب التي كانت مثالا واضحا للمرأة المجاهدة والمضحية في سبيل ما تعتقده وتؤمن به من مبادئ. وأكد سرور أن شغف السيدة زينب بالعلم ودراسته وتدريسه في مجلسها العلمي يجعلنا نحرص على التعليم وتطويره في مؤسساتنا التعليمية ليتناسب مع العصر حتى نرتقي بأبناء الأمة خاصة بالمرأة المسلمة التي تفوقت على المرأة الأوربية في العصور الوسطى. وختم رئيس مجلس الشعب كلمته بالابتهال بالدعاء على الصهاينة وكل من يعادى المسلمين وتضرع إلى الله ليقوى ويشد أزر وعزيمة المجاهدين في فلسطين والعراق وجميع بلاد المسلمين وأن يتحرر المسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني. من جانبه، قال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف في كلمة ألقاها نيابة عنه الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل أول وزارة الأوقاف، إن محنة كربلاء وما حدث فيها لآل البيت خاصة الحسن والحسين كانت السبب الرئيس في اشتغال السيدة زينب بالسياسة. وأوضح أن حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم اختارت مصر دون سائر البلاد الأخرى لتقيم على أرضها، بعد أن اتخذ حكام بني أمية قرارا بنفيها من المدينة وخارج بلاد الحجاز كلها، مشيرًا إلى أن مصر ستظل محفوظة دائما وحتى يوم القيامة ببركة وجود آل البيت على أرضها، لافتًا أن المصريين خاصة من العواجز كانوا يلجون إليها، لذلك اشتهرت ب "أم العواجز" كما اشتهرت باسم "رئيسة الديوان"، لأن المصريين كانوا يطلبون منها الرأي والمشورة قبل القيام بأي عمل. من جهته، هاجم إمام مسجد السيدة زينب الذين ينتقدون الاحتفال بموالد آل البيت وبالمناسبات الدينية المختلفة, وأكد أن الاحتفال بهؤلاء العظماء هو شرف لكل مسلم، وأشار إلى أن المصريين يأتون من كل فج عميق للاحتفال بمولد السيدة زينب تقربا لجدها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. يشار إلى أن الاحتفال بمولد السيدة زينب التي يفد إليها آلاف المصريين من مختلف المحافظات كان قد ألغي في العام الماضي، بسبب الخوف من انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير بين التجمعات البشرية الكبيرة التي تتزاحم داخل السرادقات أثناء الاحتفالات. وأثار هذا الأمر غضبا عارما بين مشايخ وأتباع الطرق الصوفية الذين اتهموا الحكومة بالتضييق على الاحتفالات الصوفية بموالد آل البيت ووصل الأمر ببعض المشايخ باتهام الحكومة بمعاداة آل البيت. ومن المقرر أن تستمر الاحتفالات بالمولد هذا العام أسبوعا كاملا حيث سيتم الاحتفال بالليلة الكبيرة مساء الثلاثاء القادم.
