اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بأن "الحرب" في أفغانستان أصعب مما كان يعتقد, فيما قال حلف شمال الأطلسي (الناتو): إن تصعيد العمليات العسكرية ضد حركة طالبان يقف وراء الارتفاع المطرد في عدد "الضحايا". وفي الوقت نفسه, زعم المسئول الأمريكي أن إستراتيجية الاحتلال الأمريكي في أفغانستان تبقى الأفضل, حتى وإن كان تطبيقها صعبا. وقال مدير المخابرات الأمريكية: "إن السؤال المطروح هو عن مدى قبول الحكومة الأفغانية تحمل مسؤولياتها ومحاربة طالبان بعد انسحاب القوات الدولية". وكانت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية قد أوردت أن استقالة قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال جاءت بعد تأكيده أنه على الناتو ألا ينتظر أي تقدم في أفغانستان خلال الأشهر الستة المقبلة. وتأتي هذه التطورات في وقت أعرب فيه قائد قوات الاحتلال البريطاني في أفغانستان ديفد ريتشاردز عن اعتقاده بقرب بدء مفاوضات مع حركة طالبان كجزء من إستراتيجية الانسحاب. وقال ريتشاردز: "إن أي حملة ضد – ما أسماه - حركة تمرد عبر التاريخ كانت تشهد في وقت ما حوارا بين الجانبين". وفي المقابل شدد ريتشاردز على ضرورة "مواصلة العمل الذي تقوم به القوات الدولية في أفغانستان, حتى لا تفكر حركة طالبان في أن القوات الدولية تغادر", على حد قوله. يشار إلي أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عرض خطة للسلام بأفغانستان تقضي بتسليم سلاح مقاتلي حركة طالبان مقابل إدماجهم في المجتمع، وضمان لجوء قادتهم إلى إحدى الدول الإسلامية، وهو ما رفضته الحركة. وفي سياق متصل, أعلن قوات احتلال حلف شمال الاطلسي "ناتو" في أفغانستان عن مقتل ثلاثة من جنود القوات الدولية بأفغانستان -أمريكيان وثالث لم تعلن جنسيته- خلال عمليات متفرقة, مما يرفع حصيلة قتلى هذه القوات خلال الشهر الحالي إلى 93 عنصرا. وقال ناطق باسم الحلف الأطلسي: "إن ارتفاع عدد الضحايا يعتبر مؤشرا على نجاح القوات الدولية التي نقلت المعركة إلى مناطق طالبان, من خلال نشر آلاف الجنود في هلمند وقندهار جنوب البلاد". وأضاف أن "ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية وامتدادها إلى مناطق جديدة سيؤدي حتما إلى ارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف القوات الدولية". وقد أثارت الحصيلة الثقيلة لقتلى قوات الاحتلال العديد من التساؤلات, خاصة أن الإحصاءات تشير إلى مقتل 313 عنصرا بأفغانستان خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي, وهو ما يرشحه لأن يكون أسوأ الأعوام لهذه القوات على الإطلاق.