أيام قليلة ويشد الوزراء والمسئولون وأهل الحكم الرحال الي شواطئ مصر لقضاء أجازة الصيف..هذا الصيف ليس كصيف السنوات السابقة التي مرت عليهم..اذ ربما يكون هو الأخير - أو قبل الأخير– وهم لايزالون في السلطة..حيث انتخابات مجلس الشعب علي الأبواب..وبعدها بشهور سيحل موعد الإنتخابات الرئاسية..وربما يسبق هذين الحدثين أو يعقبهما تغييرات في بعض مقاعد السلطة..تخيلت فيم يفكر هؤلاء المسئولين وهم يقضون بعض أيامهم علي شاطئ البحر..وكانت هذه التوقعات: 1-فتحي سرور:يعرف أنه سوف يتولي رئاسة مجلس الشعب في الدورة الجديدة فقط..لكنه يعرف أيضا أنه ربما لايستمر بقية دورات المجلس..إذا لم يرشح مبارك نفسه في انتخابات الرئاسة القادمة..لذا ربما يكون هذا المصيف هو الأخير له في رئاسة مجلس الشعب. 2-صفوت الشريف:حاله مثل فتحي سرور..ويمتاز عن الأخير بقربه من دائرة الحكم..لكنه يعلم أيضا أن بقاءه مرهون ببقاء الرئيس مبارك في الحكم..لذا سوف يتمني في مصيفه أن يرشح مبارك نفسه..واذا لم تتحقق تلك الأمنية فربما يكون صيف 2011 هو الاخير له بصفته رئيسا لمجلس الشوري..رغم انتخابه مؤخرا لمدة ثلاث سنوات قادمة. 3-أحمد عز:المؤكد أنه سيكون مشغولا وهو أمام البحر بانتخابات مجلس الشعب القادمة.. حيث التزم أمام قيادات الحزب بأن يحقق الوطني فيها الأغلبية..لكنه سوف يقضي صيفا قلقا..خوفا من غدر الناخبين مثلما جري في انتخابات مجلس الشعب الماضية..مما سيجعل أيامه معدودة سواء رشح مبارك نفسه أو مرشح رئاسي آخر ..المؤكد أن صيف هذا العام ربما كان الأخير له وهو في عزه. 4-جمال مبارك..الأكثر حيرة في هذا الصيف وذهنه مشغول في مستقبله السياسي..فهو الوحيد الذي يعرف نية الرئيس تجاه الانتخابات القادمة..حيث تشير الدلائل الي أن والده سيخوضها..وبالتالي ستنعدم فرصة ترشيحه للرئاسة للأبد. 5-زكريا عزمي..يمكنه أن يستمتع بصيف هذا العام والأعوام القادمة فقد ضمن عضويته كنائب بالبرلمان طوال خمس سنوات قادمة..ويدرك أن مبارك سيرشح نفسه وبالتالي سيظل محتفظا بمنصبه رئيسا لديوان رئيس الجمهورية..لذا يظل زكريا عزمي هو أكثر رجال الحكم استمتاعا بمصيف هذا العام. 6-أحمد نظيف..في كل الأحوال سيستمتع بهذا المصيف وصيف العام القادم أيضا..لأنه يعلم أنه لن يستمر رئيسا للوزراء بعد الإنتخابات الرئاسية القادمة سواء ظل مبارك رئيسا أم لا..اذ سيقدم استقالته بحكم الدستور بعد إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية..بعد أن أمضي سبع سنوات متصله رئيسا للوزراء..لذا سيرفع شعار الاستمتاع أولا حتي لايتطرق النكد الي نفسه. 7-مفيد شهاب..أكثر المسئولين قلقا في صيف هذا العام لأن كل الآمال التي يحلم بها يمكن تحقيقها وفي نفس الوقت ربما لاتتحقق ويجد نفس متقهقرا للخلف..فربما يتولي رئاسة مجلس الشعب وربما يحصل علي حقيبة وزارية مختلفة وربما يختاره الرئيس للمجالس المتخصصة..وربما أيضا يأتي رئيس جمهورية جديد ويبدأ في تغيير الوجوه وسيكون شهاب أحد الراحلين. 8-الدكتور محمد البرادعي:لعله أكثر صيف ساخن مر عليه حيث كان يقضيه في عواصم العالم لكنه سيجلس الآن أمام أحد الشواطيء المصرية..ويستعيد شريط الأحداث منذ فبراير الماضي عندما عاد الي مصر وما أحدثه من حراك..وسيسأل نفسه..كيف ستكون النهاية..المؤكد أنه يعيش صيف قلق ليس كمثله صيف سابق.