رفع الدعم تدريجيًا والطاقة المتجددة والضبعة.. مهام ضرورية على المكتب الوزير    توقيع مذكرة تفاهم بين هيئتي الدواء والشراء الموحد لتفعيل منظومة التتبع الدوائي    مصر تستضيف 30 منظم رحلات صيني لتنشيط السياحة    الرئيس الروسي يكشف عن مستقبل اقتصاد عدد من الدول النامية    قبل عيد الأضحى.. أسعار الزيت والسكر والأرز واللحوم اليوم الجمعة 7 يونيو 2024 بالأسواق    محلل إسرائيلي: تل أبيب تتجه نحو فشل ذريع متعدد الأبعاد    بايدن: حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 225 مليون دولار    الأمم المتحدة: شن هجمات على أهداف مدنية يجب أن يكون متناسبا    حضور تهديفي بارز لأجانب الدوري المصري في تصفيات المونديال    استبعاد كوبارسي مدافع برشلونة من قائمة إسبانيا في يورو 2024    الصحة: عيادات بعثة الحج الطبية قدمت خدمات الكشف والعلاج لأكثر من 4 آلاف من الحجاج المصريين في مكة والمدينة    إصابة 4 أشخاص إثر حادث انقلاب سيارة أمام قرية الجديدة في الشرقية    بعد إثارتها الجدل في حفل زفاف جميلة عوض.. تعرف على حقيقة حمل درة    تعرف على موعد عزاء المخرج محمد لبيب    المطيري يلتقي وزيرة العمل الفلسطينية على هامش مؤتمر جنيف    القيادة الأمريكية تعلن نجاح إعادة إنشاء الرصيف البحرى المؤقت فى قطاع غزة    بعثة الحج بوزارة الداخلية تستقبل آخر فوج من ضيوف الرحمن بالمدينة المنورة| صور    توريد 605 ألف طن من الذهب الأصفر لشون وصوامع الشرقية    حسابات الرئيس    متحدث الأونروا ل"القاهرة الإخبارية": أكثر من 179 منشأة للوكالة دمرت فى غزة    مصابة بمرض الباراسومنيا، سيدة تتسوق أثناء النوم    حرمة الدماء والأموال في ضوء خطبة حجة الوداع، موضوع خطبة الجمعة القادمة    بدء تلقى تظلمات الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ الأحد    "البحوث الفنية" بالقوات المسلحة توقع بروتوكول مع أكاديمية تكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة    أول تعليق من وسام أبو علي بعد ظهوره الأول مع منتخب فلسطين    إزالة 465 حالة إشغال طريق مخالف بمراكز البحيرة    تشييع جنازة نادر عدلى في العاشر من رمضان اليوم والعزاء بالمعادى غداً    أحكام الأضحية.. ما هو الأفضل: الغنم أم الاشتراك في بقرة أو جمل؟    مفتى السعودية يحذر من الحج دون تصريح    الأوقاف: افتتاح أول إدارة للدعوة بالعاصمة الإدارية الجديدة قبل نهاية الشهر الجاري    مواعيد صلاة عيد الأضحى 2024    وزارة العمل: توفير 7 ملايين و240 ألفا فرصة عمل فى الداخل والخارج منذ 2014    «التعليم العالي»: تحالف جامعات إقليم الدلتا يُطلق قافلة تنموية شاملة لمحافظة البحيرة    الانتخابات الأوروبية.. هولندا تشهد صراع على السلطة بين اليمين المتطرف ويسار الوسط    "الإفتاء": صيام هذه الأيام في شهر ذي الحجة حرام شرعا    وزير الزراعة يعلن فتح اسواق فنزويلا أمام البرتقال المصري    الموسيقات العسكرية تشارك في المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية    عيد الأضحى- فئات ممنوعة من تناول الممبار    بروتوكول تعاون لاستقطاب وافدين من أوروبا والخليج للعلاج بمستشفيات «الرعاية الصحية»    بعد غيابه عن الملاعب.. الحلفاوي يعلق على مشاركة الشناوي بمباراة بوركينا فاسو    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في موسم ليفربول    الصحف الأوروبية.. تلجراف: روميلو لوكاكو يفتح باب الانتقال إلى دوري روشن السعودي.. ديلي ميل: تشيلسي يرغب في التعاقد مع مهاجم إيفرتون    ضبط المتهمين بالشروع في قتل سائق وسرقة مركبته في كفر الشيخ    في ذكرى ميلاد محمود مرسي.. تعرف على أهم أعماله الفنية    إخماد حريق داخل محل فى حلوان دون إصابات    الأنبا باخوم يترأس قداس اليوم الثالث من تساعية القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر    التعليم العالى: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف QS العالمى لعام 2025    يونس: أعضاء قيد "الصحفيين" لم تحدد موعدًا لاستكمال تحت التمرين والمشتغلين    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    وزيرة الثقافة وسفير اليونان يشهدان «الباليه الوطني» في الأوبرا    علي عوف: متوسط زيادة أسعار الأدوية 25% بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    محافظ أسوان: طرح كميات من الخراف والعجول البلدية بأسعار مناسبة بمقر الإرشاد الزراعي    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن الترابي قبل اعتقاله: نظام مبارك لا يرحب بي بسبب علاقتي بالإخوان المسلمين
نشر في الدستور الأصلي يوم 20 - 05 - 2010

مشكلة دارفور أكثر تعقيدا من مشكلة فلسطين.. ومصر يمكنها أن تحل الأزمة في السودان مثلما حلت الخلاف بين «فتح» «وحماس»! مصر انصرفت لفترة عن السودان وعادت من أجل مياه النيل.. وكنا ننتظر منها دورا أهم في دارفور
الترابى مع محررة "الدستور" قبل ساعات من اعتقاله
كان حليف الأمس.. وبات عدو اليوم... ورغم أنه كان أبرز مهندسي الانقلاب الذي جاء بحزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير إلي سدة الحكم عام 89، فإنه أصبح أكبر الأحزاب المناوئة للنظام بعد انشقاق الإسلاميين عام 99، يصفه البعض برجل المناورات والاعتقالات، ويتهمه البعض الآخر بالضلوع في كل أزمات السودان، فيما ينظر له آخرون علي أنه الأب الروحي للحركة الإسلامية السودانية..ولا يختلف اثنان علي أنه شخصية مثيرة للجدل في كل الأوقات..إنه د. حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الذي فجر الساحة السياسية السودانية باعتقاله قبل أيام في ساعة متأخرة من الليل، وسط أجواء من التكتم والغموض صاحبت اعتقاله... «الدستور» ومن باب الصدفة كان لها آخر حوار معه قبيل اعتقاله بساعات حيث تحدث الرجل عن حوادث اعتقاله السابقة، معبراً عن توقعه لاعتقال لاحق في أي وقت، ولم يبد تفاؤلاً تجاه سياسة جديدة للمؤتمر الوطني بعد العملية الانتخابية الأخيرة.
تباينت آراؤك حول العملية الانتخابية عندما تحدثت عن عدم وجود تزوير، ثم بعد ذلك عدت بتأكيدات علي تزوير بيّن..نريد إيضاحاً حول ذلك؟
- رد بضحكة ساخرة كعادته: الأصح أن تقولي إنني تحدثت في مراحل مختلفة لأن مواقفي كانت متوافقة تجاه العملية الانتخابية برمتها بكل ما جري فيها، وكنت قد اتفقت مع جملة من القوي السياسية الأخري علي أنها انتخابات نظام عسكري جبروتي يتسلط علي الإعلام العام وعلي المال العام ولا مجال فيها لتنافس سوي وعادل بينه وبين الآخرين في عرض كل المناهج ليتخير منها الشعب ما يريد، ولكن رغم ذلك اعتبرنا أن هذه الانتخابات هي إحدي الطرق للتقدم خطوة إلي الأمام لكن كانت هذه مرحلة أولية.
اعتبر البعض مواقفك متناقضة فيما يخص الانتخابات..ما تعليقك؟
- رد متسائلا: « وما هو التناقض..؟ ثم استطرد قائلاً: « والله البشر ديل عجيبين جداً"، ثم ذكر مثالاً: « إذا جاء مريض إلي طبيب وقال لا توجد به علة طبية وبعد قليل جاءه، ووجده قد توالت عليه الأمراض ويزداد مرضاً، فكيف سيكون هذا تناقضًا..؟ بل هي مرحلة مختلفة عن التي سبقتها، وأنا عندما قلت ذلك لم تكن الواقعة قد حدثت، لكن ما جري عندما تم تهيئة الصناديق تماماً وجاء وقت العد ليلاً، هجمت علي كل السودان فرق أمنية من موظفين تم تجنيدهم في نفس أماكن عملهم، وجاء عدد كبير من رجال الشرطة هم الذين دبَّروا كل عمليات التزوير التي تمت في كل أرجاء البلاد عدا مناطق شاذة حرسها أهلها، وجاءتنا أخبارها سراً نسبة إلي علاقات قديمة تربطنا مع أشخاص في جهاز الأمن، وساسة أيضاً ما زالت قلوبهم تميل إلينا ومع ما يرونه حقاً، ولكن مصالح الدنيا ورغباتها ورهباتها تضطرهم لأن يكونوا هنالك..!، وإلي الآن تأتينا حوداث مباشرة برؤية العين، لا لفرد زور اسمه ولكن من نمط اللعب بالصندوق كله وبالأوراق، فوجدت بعض الأوراق التي تم التلاعب بها، قد تركت وأهملت، وشوهدت سيارات الشرطة تأتي من ظهور الأبواب، لأنهم لا يأتون البيوت من أبوابها، كما طرد المراقبون كلهم ليلاً وفُعل بالصناديق ما لم يفعل بها من قبل، ثم بعد ذلك فإن النتائج نفسها بدت شاذة، فالأغلبية قد حصلوا علي بضعة وتسعين في المائة لأناس ليس لهم وضع ولا انتساب ولا تأييد ولا أي وجود سياسي.
لكن البشير في نهاية الأمر حصل علي 68% ولم يحصل علي بضعة وتسعين، فأين التزوير إذن...؟
- البشير حصل علي بضعة وتسعين في المائة ولكن في الشمال، أما الجنوب هو الذي أنقص النسبة التي كان يأمل أن يحصل عليها، لأن آخرين فعلوا في الجنوب ما فعله المؤتمر الوطني في الشمال.
هل تعني بأن انتخابات الجنوب أيضا مزورة؟
- هذه كانت تزور في العلن.. وأحياناً في وضح النهار، لأن الجنوب يحكمه الجيش الشعبي، كما أن إخواننا في الجنوب قدموا مرشحًا للرئاسة لكن بعد قليل سحبوه، فكيف يحصل هذا المرشح علي أغلب الأصوات في الجنوب وبنسبة 92% ،وهو منسحب.
هل حديثك يعني أن الحركة سحبت عرمان مقابل صفقة مع الوطني؟وما هذا المقابل الذي تحدثت عنه؟
- لعلها تقدير منهم أنه لا ينبغي لعرمان أن يحكم الخرطوم، وإلا أصبح بعد ذلك الاتحاد واجباً لا جاذباً، لأن مرشحهم إذا فاز في الخرطوم ،ستكون حينها الخرطوم بلدهم وإذا كانت الحركة تريد الانفصال فهذا الخيار لا يحققه لها، وثانياً سيكون هناك سؤال مهم هو من سيأتي حينها نائباً للرئيس..سلفاكير..!؟ هذا شيء غير منطقي ولا يستقيم عقلاً.
إذن لماذا رشحت الحركة عرمان منذ البداية؟
- لأنه لابد أن يرشحوا أحداً وبعد ذلك تبينت هذه الأشياء أو لأنهم ترددوا جدا بين هذا... وذاك..!
البعض رأي أن ترشيح عرمان كان سيناريو معدًا من البداية؟
- لا أظن ذلك، لأن قرار سحب الحركة لعرمان لم يكن أمراً مرضياً من كل الناس داخل الحركة، بل واجهت هذا القرار أغلبية غاضبة غالبة.
لكن البشير يحظي بالتفاف كبير وإن المؤتمر الوطني كان يتوقع أن يحصل علي أكثر من 60% في الجنوب؟
- رد ساخراً: البشير لا يملك أن يمد يده إلي الجنوب وهو ليس لديه أي شيء هناك، فالجنوب الآن يحكم مستقلاً.
من الآن..ولكن...؟
- رد مقاطعاً: الجنوب يحكم مستقلاً منذ الأمس وليس الآن، منذ توقيع اتفاقية السلام عام 2005، فالجيش هناك واحد، والسلطة واحدة، والوزراء الاتحاديون للسودان لا يبلغون الجنوب أصلاً فالجنوب الآن مستقل واقعاً لا قانوناً.
يري المراقبون أن الحركة الشعبية بدأت تركز طاقاتها في الآونة الأخيرة علي الجنوب استعداداً لسيناريو الانفصال..ماذا تري أنت؟
- ليس في الفترة الأخيرة فقط، بل من أول توقيع اتفاق السلام، فرئيس حكومة جنوب السودان والنائب الأول لرئيس جمهورية السودان نادراً ما يأتي إلي الخرطوم ،رغم أنه من المفترض أن يكون معنياً بكل ما يجري في السودان، وهذه مسائل تتراكم منذ عشرات السنين والغضب من ظلم الشمال والظلمات تراكمت، وأثقلت عليهم والاتفاقية نفسها تم تدبيرها من أجل الانفصال وقيل فيها ما قيل من طيبات القول للدعاية حول دعم الطرفين لتشجيع خيار الوحدة، لكني أكاد أثق من ذلك لأني سمعت منهم عندما كنا شيئاً واحداً، من الرأس في الحزب بأنه يريد الانفصال.
هل تعني أن الوطني هو الذي يسعي للانفصال أكثر من الحركة نفسها؟
- المؤتمر الوطني لا يستطيع أن يسعي له أو عليه..، فهو عاجز تماماً عن ذلك ولا يملك شيئاً في الجنوب، لكن الآن من هو منسوب إلي الوطني في صحيفة تابعة له وللنظام الحاكم، ولا يمسها رقيب ولا حسيب أصلاً فهي انفصالية محضة، ونحن لا نتحدث عن بعد من خلال التحليلات أو سماع الروايات، ولكن نتحدث عن بيّنة في الواقع، لأننا لدينا فروع هناك ونعرف كل فئات المجتمع ونعرف كذلك مساجدهم وكنائسهم ولدينا حزب وفروع في الجنوب.
لكنه قال إن الجنوب زور الانتخابات وأكد أن البشير كان متقدماً علي مرشح الحركة في عدد من الولايات؟
- ما العائد لأهل الجنوب لكي يصوتوا للبشير...؟ ماذا فعل لهم لكي يصوتوا له..؟ فلا يمكن أن يصوت أهل الجنوب للبشير علي الإطلاق.
أملاً في الوحدة مثلا؟
- حياتهم كلها حرب أهلية بسببه، فكيف يأملون في الوحدة الآن بعد نصف قرن من الحرب الأهلية والتوتر، فكيف يزول كل ذلك لينتهي بأملً زائفً في الوحدة.
ولمن كان سيصوت أهل الجنوب ومرشحهم للرئاسة منسحب؟
- كان هناك مرشح آخر جنوبي هو «عبد الله دينق نيال"، لكن لم نتوقع أن يتركوا له فرصة في الجنوب، لأنه إذا فاز جنوبي هنا في الشمال معني ذلك أن كل جنوبي من الممكن أن تكون له آمال في الوحدة باعتبارها خياراً جاذباً في هذا الوضع.
بم تفسر سياسية المؤتمر الوطني تجاه المؤتمر الشعبي بشكل خاص؟
- إن سياسة المؤتمر الوطني تجاهنا كما أنه يعتبر المؤتمر الشعبي العدو اللدود والأكبر له من بين بقية الأحزاب، لأنه لا يريد أن ينافسه أحد لاسيما المؤتمر الشعبي الذي هو ضد سياسات الوطني الديكتاتورية وضد مركزية السلطة ورقابة الصحف وضد الاعتقالات التي يمارسها علي خصومه السياسيين، لذا عندما نتحدث عن الحقائق التي لا يرضونها يأتون منازلنا في منتصف الليل ويعتقلوننا.
هل تتوقع أن يغير المؤتمر الوطني سياساته بعد الانتخابات؟
- لا أتوقع ذلك، لأن المؤتمر الوطني حزب شمولي لا يريد أن ينافسه أحد، فعندما نتحدث عن مالا يرضونه يرسلون إلينا أجهزة الأمن وهي إذا أمرت بشيء تأتيه بوجه قبيح، وأنا أتوقع أن يتم اعتقالي طوال الوقت.
بم عادت العملية الانتخابية علي القوي السياسية؟
- الأحزاب استفادت من الانتخابات، وتبين لنا الزور عن تجربة لا عن ظن وبإجماع من جميع القوي السياسية، كما وسعت قواعدنا ووجدنا شهرين من الحرية، قبل هذه الفترة لم يكن لنا مجال لا في صحف أو ندوات ولا في أي شيء ولا ندري هل ستستمر هذه الحرية حيناً من الدهر أم ستعاد علينا قواسم الظهر من جديد فالانتخابات كانت موسمًا من الحرية.
الأحزاب السياسية ظنت أن إصرارك علي خوض العملية الانتخابية ربما يكون محاولة لوحدة الصف الإسلامي من جديد، كما ترددت أحاديث علي أنك ستكون رئيسًا للبرلمان؟
- رد مستنكرًا: ليست هذه الأحزاب المسكينة فقط، وإنما قوي كثيرة في العالم ظنت ذلك، أما عن البرلمان فهو ليست له سلطة في السودان وهؤلاء لا يفهمون شيئا، فهم يقدرون قيمة وقوة المناصب بإمكانياتها البروتوكولية، رد ساخراً: هذا غباء هذه المجتمعات المتخلفة، لكن لا قيمة له رئيس المجلس وصوته لا يرجح أحدًا، وأغلب الحين لا يتكلم كثيرا وإنما يعطي الفرص للآخرين، هم لا يفهمون شيئا في هذه الحكومة لكن نحن نفهمها جيداً فقد كنا شيئا واحدا في يوم من الأيام، والواقع أن قوي كثيرة داخل السودان وخارجه ظنوا أن خوضنا للانتخابات ربما يوحدنا من جديد لكنهم لا يعلمون فيما اختلفنا، هم فقط يظنون أننا اختلفنا في السلطة ونريد أن نشترك في السلطة من جديد، وبقدر ما حدثناهم عن القضايا التي اختلفنا عليها فهم لا يفهمون لها مغزي، فنحن اختلفنا علي الحريات وعلي الشوري.
ولكن هل حاول المؤتمر الوطني ذلك؟
المؤتمر الوطني لم يمد إلينا لا طرف لسان ولا طرف يد، وهذه الأيام تحديدا هناك قطيعة كاملة بيننا وبينهم لأنهم يستحون مما جري في الانتخابات، وكانت في السابق هناك علاقات اجتماعية بيننا تسلك عبر الخلافات الحزبية لكن الآن الخجل قتلهم وبعضهم قال لنا انه زج به في هذه الدائرة، لكنه في ظاهر الآن اكتسح بعشرات الآلاف.
ترددت أنباء عن دعوة الوطني إليكم للمشاركة في الحكومة الاتحادية؟
هذا لم يحدث المؤتمر الوطني لم يعرض علي أي حزب مشاركة في الحكومة الاتحادية وهذه واحدة من التزويرات، لكي يداري بها عملية التزوير الكبيرة.
لكن كان هناك لقاء بين قيادات من الوطني منهم ابراهيم غندور الأمين السياسي للحزب..الم تتم دعوتكم في هذا اللقاء للمشاركة في الحكومة الجديدة؟
هذا كان لقاء خاصًا بقضية امن، لضمان استمرار الأمن بعد العملية الانتخابية وكانت هذه الزيارة بمثابة إنذار لنا فقط إنذار ولكن بلطف.
وماذا عن الحكومة العريضة الواسعة التي دعي إليها الوطني؟
واسعة عنده هو فقط، فالمؤتمر الوطني قال انه حصل علي 90% من أصوات الشعب السوداني، إذا مثلهم سيعد ذلك أعرض تمثيل في العالم كما يدعي.
أريد توضيحا؟
اقصد أن الأمر مجرد تمثيلية وليس تمثيلاً، فإذا كان الوطني حصل علي 90% في بلد فلا يوجد شيء أعرض من ذلك.
لكن الحزب الاتحادي أشار إلي إمكانية مشاركته في الحكومة الجديدة مما يعني دعوة الوطني للمشاركة؟
لم يقل ذلك بعد، فالحزب الاتحادي دائما ما بين لا ونعم وليس لديه موقف واضح، بعضهم يقولون لم يعرض علينا.
دعي الأمام الصادق المهدي لتكوين مائدة مستديرة سودانية وطنية تجمع القوي السياسية، قبل الحديث عن حكومة جامعة..كيف تري ذلك؟
حديث المهدي مجرد شعر فقط...الآن المجلس كله 90%، والسلطة كلها بين الحركة والمؤتمر الوطني، هناك بعض نواب أفلتوا من عملية تدبير الصناديق، لكن المؤتمر الوطني ليس بحاجة لحكومة جامعة لأنه جمع كل الشعب السوداني بحسب ادعاءاته.
كيف تري الفرق بين انتخابات الشمال والجنوب؟
الشريكان نمطهم واحد، فالمؤتمر الوطني يريد السلطة أبدا، وذلك يريد سلطة نحو الانفصال، وهناك ثمة أشياء تجمعهم وضع الواقع بالقوي لا بالخيارات، رغم أن الانتخابات قائمة علي اختيار الناس بين هذا وذاك، لكن ما يرون أنه الحق فهو الحق دون نقاش.
وماذا بعد الانتخابات في رأيك؟
السودان يغلب أنه سينفصل الجنوب منه، ومسألة دارفور ستتفجر أكثر من ذي قبل، وإذا اشتد واحتد القتال أكثر من ذلك لربما تنشأ النزعة الاستقلالية في دارفور.
هل تقصد أن دارفور قد تطالب بتقرير المصير أيضا؟
القتال في الجنوب فتح شهية الانفصال، والجنوبيون أخذوا حقهم بالبندقية رغم أنهم تظلموا منذ الاستقلال دون نتيجة لكن عندما مسكوا البندقية استكان الآخرون، وأخذوا حقوقهم، لذا دارفور لابد وأن تقاتل فإذا انفصل الجنوب لربما ينفصل أهل دارفور أيضا، ولربما تشتعل حرب في السودان، غالباً البترول سيذهب إلي الجنوب ونحن كل صادراتنا غير البترول ماتت ومشروعات الزراعة كلها ماتت وانهارت، الصمغ والذرة والسمسم، ودائما الدول التي يأتيها البترول تترك كل شيء وتعول علي البترول وبالتالي موازنتنا التجارية ستنهار تماما، ستزيد أزمات السودان في الجنوب وفي دارفور، والمشكلة الاقتصادية، وهناك احتمالات أن تمتد الحرب من دارفور إلي كردفان إلي النيل الأبيض إلي النيل الأزرق إلي القضارف عبر السودان لان أهل دارفور يمتدون في كل هذه المناطق ومن الممكن أن السودان كله يشتعل حربا أحد وأخطر من الصومال.
إذا انتقلنا إلي دارفور، هل نستطيع أن نعتبر تعليق العدل المساواة للتفاوض أن منبر الدوحة فشل؟
أصلا كل الحركات المسلحة كانت ضد الانتخابات وكانت تريد تأجيلها، وعندما كنا في جوبا طالبنا باستعجال تسوية أزمة دارفور وتأجيل الانتخابات ليتم إلحاق الدارفوريين بها، رغم أن تأجيلها معناه أننا نحتمل دكتاتورية علي السودان علي رؤوسنا شهورا لكن من أجل أن يدخل أهل دارفور في الانتخابات، لأن دخولهم في العملية الانتخابية سيكون ذلك علاجًا لأغلب المشكلات.
كيف؟
تأجيل الانتخابات لدخول أهل دارفور في الانتخابات سيكون ذلك علاجاً لمشكلات عديدة، وكان رئيس الجمهورية الذي كان سيأتي سيكون منتخبا من السودان وفيه صوت ذو وزن من دارفور، وسيكون رئيسا قومي النزعة لأنه لم يصوت له الأمن في الصناديق، ولا جاءت به كتيبة عسكرية ليلاً.
هل نستطيع أن نعتبر أن منبر الدوحة فشل في حل أزمة دارفور؟
عادة الدبلوماسيون لا يحبون كلمة فشل، لكن واقع الحال يقول أنه استمر لأعوام، ونحن العرب دائما لدينا تصور دائم بأن القضايا تستمر لعدة سنوات ولم تفشل بعد ولن تفشل ولكنها تستمر هكذا.
وما رؤيتك لمستقبل مفاوضات الدوحة هل من الممكن أن تفضي بحلول إيجابية؟
من العسير أن أتنبأ بالمستقبل، لكن حيثيات الواقع الحالي لا تبشر بحلول لا في الدوحة ولا في القاهرة
وكيف تقيم زيارة خليل للقاهرة؟
القاهرة حيرها السودان تماما لأن الماء يأتيها من السودان والسودان قامت فيه ديمقراطية مثل الغربية ومثل الاسلامية الراشدة فهي خطر أن تنتشر في العالم.
الديمقراطية خطر أن تنتشر في العالم..ماذا تعني؟
نعم الديمقراطية خطر أن تنتشر في العالم العربي طبعا خطر علي الحكام وحدث ذلك في فلسطين، المكبوتون ظنوا أنهم لم يجدوا شيئا لكنهم لو ترك لهم الأمر لفازوا بالأغلبية.
هل تري أن مصر من الممكن أن تكون بديلا لمنبر الدوحة لحل أزمة دارفور؟
مصر كانت منبرا لمفاوضات حماس وفتح، لكن دارفور أكثر تعقيدا من قضية فلسطين لان هناك وطأة للتحدي الصهيوني الإسرائيلي يضاغط الأطراف بأنها عدو مشترك قاس غليظ، ومصر من الممكن أن تنجح في حل أزمة دارفور مثلما نجحت في حل الأزمة بين فتح وحماس.
وهل خليل يتحرك كل هذه التحركات دون مشورتك وهناك اتهامات بأنه الجناح العسكري لحزبك؟
خليل مثل عمر البشير، كنا نحن الثلاثة شيئاً واحداً واختلفنا علي اللامركزية، والبشير لا يريد اللامركزية يريد أن يعين كل شيء لأنه الحاكم، وخليل يريد اللامركزية لكنه يرون العسكري لا يمكن أن تتفاهم معه بالحوار بل بالبندقية.
وما الفرق بينك وبين البشير وأنتم كنتم حلفاء الأمس؟
كنا ولكن الآن الوضع اختلف فعندما أتحدث البشير يسجنني وهكذا وأنا أستعمل لساني فقط، لكنني وخليل متفقان علي اللامركزية، وأنا خليل متفقان علي اللامركزية وأنا وسلفاكير متفقان علي اللامركزية لكني لست انفصاليا
هل مصر من الممكن أن تنجح في حل أزمة دارفور؟
من العسير لأن ليبيا حاولت والأمم المتحدة حاولت وقطر ولم يتم حل حتي الآن، مع نظام ديكتاتوري لا توجد هناك طريقة لاقتسام السلطة ولا الثروة ومصر لن تقول للبشير اذهب إلي لاهاي، رغم أن قيام حكومة ديمقراطية سيحل أزمة دارفور في يوم وليلة، وحل المشكلة لن يحدث سوي بإقامة نظام ديمقراطي في السودان.
وهل تري أن مثول البشير للجنائية هو الحل لأزمات السودان؟
هذه أقدار يعرفها الله، لكن وجود نظام ديكتاتوري للبلد هذا يناقض تماما فكرة اللامركزية.
القوي السياسية السودانية رأت أن دور مصر تجاه السودان جاء متأخرا..ماذا تري أنت؟
مصر انصرفت لحين عن السودان وكانت قبلتها شمالا، لكن الآن جرتها إلي السودان قضية المياه وقضية الأمن الوطني، لكن مصر لم تدخل في قضية الجنوب، وقضية دارفور إلي الآن لم تدخل فيها.
لكن مصر بذلت جهودًا تجاه دارفور ولها دور أيضا في الجنوب؟
هناك جهود تشادية ونيجيرية وليبية، وخمسين دولة لكن مصر دولة قريبة ومصالحها مرتبطة بالسودان وكان يجب أن يكون لها دور أكبر من ذلك، والصين نفسها دخلت ولديها مفوض في دارفور لكننا كنا نتوقع دورًا أكبر من مصر لأنها جارة.
كانت هناك زيارات لوفود مصرية إلي السودان والتقت أغلب القيادات السودانية إلا أنت لماذا في رأيك؟
السلطات المصرية تتحاشي لقائي في زياراتها للسودان، لأن في مصر هناك صراع بين النظام والإخوان المسلمين، والإسلاميون في كل مكان سواء كانوا في حماس أو السودان أو في كل مكان يعتبرون من ذات المد.
وهل هناك تواصل بينك وبين الإخوان المسلمين في مصر أو زيارات؟
نعم هناك تواصل فكري، لكن كيف نلتقي وهم دوما داخل السجون وفي معتقلات النظام المصري.
كان هناك حديث عن زيارتك للقاهرة..ماذا حدث في هذا الأمر ولماذا تأخرت؟
لم نرتب زيارة للقاهرة، وأنا ممنوع الخروج أولا ولا أسافر للعالم كثيراً.
وهل تتوقع أن ترفض السلطات المصرية زيارتك للقاهرة؟
لا أظن..ولكن عندما كنا نذهب لا يلازمنا سياسي من الحزب الحاكم لأنه ليس لديه علاقة بالأحزاب والقوي السياسية بالعالم، وإنما المسئول عن هذه الملفات هو الأمن، ودائما الوجود المصري في السودان يتم بشكل أمني وهذا خطأ منكر لأن أجهزة الأمن لا تهتم بالسياسة فكل أجهزة الأمن في العالم تكون محدودة الأفق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.