إعترف القيادي الصيني السابق بو شيلاي امام المحكمة السبت بأنه "اقترف اخطاء"، ولكنه اصر على نفي كل التهم الموجهة اليه. وقال بو في معرض رده على التهمة الموجهة اليه بالتغطية على جريمة قتل رجل اعمال بريطاني إنه "ارتكب اخطاء جسيمة في التقدير"، ولكنه اصر على ان التهم الموجهة اليه "مبالغ بها." كما نفى بو ان يكون قد اختلس اموالا عامة، وقال إنه لم يعلم ان زوجته كانت تسرق من المال العام حتى بعد حادثة قتل رجل الاعمال. وكانت الفضائح المحيطة بأسرة بو قد أسرت المجتمع الصيني بحسب ما ذكرت البى بى سى. وكان بو قبل سقوطه المدوي يشغل منصب أمين سر منظمة الحزب الشيوعي الصيني في مدينة تشونغتشينغ، وكان من اوسع السياسيين نفوذا في الصين. ولكنه يواجه اليوم سلسلة من الاتهامات التي تضمن الارتشاء والفساد واستغلال منصبه للتعمية على افعال زوجته غو كيلاي التي ادينت بقتل رجل الاعمال البريطاني نيل هيوارد في عام 2011. ويجزم الكثير من المحللين بأن نتيجة محاكمة بو، التي تستأنف الاحد لليوم الرابع، قد حددت سلفا، وانه سيدان حتما. وبكن المراقبين يقولون إن بو دافع عن نفسه دفاعا مستميتا - بالمعايير الصينية على الاقل. ويقول هؤلاء إن المحاكمة تهدف الى التخلص من سياسي يتمتع بشعبية كبيرة مثلما تهدف الى معاقبة مجرم. ولم تسمح السلطات الصينية للصحفيين الاجانب بحضور جلسات محاكمة بو، ولكن المحكمة في مدينة جينان شرقي الصين دأبت على تدوين وقائع الجلسات في موقع سينا ويبو الصيني للتواصل الاجتماعي. وقال بو للمحكمة في اليوم الثالث لمحاكمته "فيما يخص موضوع استغلال السلطة، فقد اقترفت فعلا بعض الاخطاء، مما انعكس سلبا على الحزب والدولة، وانا آسف لذلك. ولكني اعتقد ان التهم الموجهة ضدي بالغت في الدور الذي لعبته في هذه الاحداث." يذكر ان تهمة استغلال السلطة تنبع من الادعاء بأن بو كان على علم بدور زوجته في قتل هيوود في نوفمبر / تشرين الثاني 2011 وانه حاول التغطية على الموضوع. وقال بو للمحكمة إنه قد تداول مع زوجته بشأن هذه التهم، ولكن زوجته اكدت له انها نهم ملفقة. وتمحور جزء كبير من الشهادة التي ادلى بها بو للمحكمة يوم السبت حول اجتماعين عاصفين اجراهما مع مدير شرطة تشونغتشينغ، وحليفه الوثيق، وانغ ليجون في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر يناير / كانون الثاني 2012. واعترف بو، حسب الوقائع التي دونتها المحكمة، بأنه "لم يتصرف بشكل هادئ" عندما اتهم وانغ زوجته غو كيلاي بالوقوف وراء مقتل هيوود. وقال بو للمحكمة إنه صفع وانغ وقذفه بكوب في اجتماعهما الثاني. ونقلت وقائع المحكمة عن بو قوله "لم اتمكن من تمالك نفسي في تلك اللحظة، إذ غلب علي الشعور بأن وانغ ليجون لم يكن صريحا معي. كنت اعلم بأن غو كيلاي ووانغ ليجون كانا قريبين من بعضهما، فقد كانت غو تثق به جدا وتثني عليه امامي." ومضى بو للقول "كنت أظن ان وانغ ليجون كان افضل اصدقاء غو كيلاي، ولكن وانغ اخبرني فجأة بأنها ارتكبت جريمة قتل." وبعد ايام من هذه المواجهة، فر وانغ والتجأ في القنصلية الامريكية في تشونغتشينغ مما ادى الى ذيوع الفضيحة وانتشارها. ولكن بو قال "لم اكن انوي حماية غو، كما لم اكن انوي اجبار وانغ على الهرب." كما ادلى وانغ ليجون بشهادته امام المحكمة في جلسة السبت. وكان وانغ قد حوكم سلفا لدوره في القضية وحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهم الهروب واستغلال المنصب والارتشاء. وقال وانغ في معرض سرده للاجتماع الذي عقده مع بو في التاسع والعشرين من يناير / كانون الثاني 2012 (والذي جرى في مكتب بو) إن بو تفوه بالفاظ نابية لمدة ثلاث دقائق قبل ان ينهض ويواجهه. وقال "ضربني فجأة على اذني اليسرى. لم تكن صفعة، إذ اكتشفت بأني انزف من فمي، كما شعرت بأن مادة ما تجري من اذني." وقال وانغ إنه نصح بو مواجهة الواقع، ولكن بو رد عليه برمي كوب الى الارض والقول بأنه لن يتقبل الواقع ابدا. كما شهدت غو كيلاي ضد زوجها ايضا. وكان بو قد وصف زوجته "بالجنون" لأنها ورطته في فضيحة فساد. وكانت غو قد ادعت أن المتمول الصيني شو مينغ قد اغدق على اسرة بو الهدايا من اجل الحصول على تسهيلات وخدمات. اختلاس كما يواجه بو تهمة اختلاس مبلغ 5 ملايين يوان (524 الف دولار) في عام 2000 كان مخصصا لمشروع في داليان شمالي الصين التي كان بو يشغل منصب عمدتها في التسعينيات. ولكن بو اتهم زوجته بسرقة المبلغ، وقال للمحكمة في جلسة السبت إنه لم يكتشف ذلك الا بعد مضي وقت طويل. ولكنه اعترف مع ذلك "ببعض المسؤولية" لتقاعسه في اعادة المبلغ وقال "إني اشعر بالخجل لذلك." كما سخر بو من شاهد آخر من شهود الاثبات، زميله السابق وانغ زينغانغ، وقال إن الشهادة التي ادلى بها - التي ربط بينه وبين المال المختلس - "تفتقر الى الواقعية." وكان وانغ زينغانغ قد قال في شهادته امام المحكمة إن شاهد وسمع بو يخبر زوجته هاتفيا وبكل وضوح انه سيحول الاموال الى العائلة. ولكن بو قال "هل يتصرف المختلس بهذه الطريقة؟ حتى اشد الفاسدين غباء لا يتصرفون بهذه السذاجة