فجر قرار الهيئة العليا لحزب "الوفد" بفصل النائب محمد عبد العليم داود من كافة تشكيلات الحزب في ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء غضبا شديدًا في أوساط الحزب بالقاهرة والمحافظات، وأصاب خاصة أنصار الدكتور سيد البدوي رئيس الحزب بخيبة أمل في مستهل ولايته، خاصة وأنهم نظروا للقرار باعتباره دليلا على استمرار هيمنة "رجال" سلفه محمود أباظة على سلطة اتخاذ القرار داخل الحزب. وكان الاجتماع الذي شهد التصويت على قرار إسقاط عضوية داود شهد موجة من الجدل الحاد، وتبنى القيادي الوفدي المعروف الدكتور محمود السقا وحده الدفاع عن داود، وهو ما قوبل بموجة من الاعتراضات من قبل جبهة أباظة، إلى حد أنهم أخذوا يطرقون بأحذيتهم أرض غرفة الاجتماع، فضلا عن الصياح والأهازيج والتشويش على السقا. وقاد رمزي زقلمة عضو الهيئة العليا جبهة المعترضين على دفاع السقا مما أفشل مهمة الأخير في توضيح وجهة نظره، في حين التزم كل من الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب ونائبه فؤاد بدراوي الصمت التام، ولم يتدخلا للحيلولة دون صدور عقوبة الفصل رغم مواقف عبد العليم داود المؤيدة لهما خلال الفترة الأخيرة. من جانبه، اعتبر علاء شوالي القطب الوفدي أن قرار فصل داود يصب في مصلحته وقد حوله لزعيم وفدي، لافتا إلى أن هذا التطور المؤسف يقدم دليلا على حالة الانهيار التي يعاني منها حزب "الوفد"، ورفض التعليق على موقف البدوي وبدراوي، مشيرا إلى أن هذا السؤال يوجه لهما. وكان بعض الوفديين المعترضين على فصل داود ربطوا بين قرار الإطاحة بالنائب المعروف بمواقفه الثابتة من الفساد والاستبداد والديكتاتورية وتصديه وبحزم للدفاع عن حقوق المواطنين داخل البرلمان، وانضمام رجل الأعمال والنائب البرلماني السابق رامي لكح للحزب في ظل الاتهامات الموجهة للأخير بالاستيلاء على أموال البنوك وعلاقاته المثيرة بجهات خارجية، والعائد إلى مصر قبل أشهر قليلة. في هذا السياق، أكد النائب محمد مصطفي شردي، المستشار الإعلامي لحزب "الوفد" نبأ انضمام رجل الأعمال رامي لكح إلى عضوية الحزب، لكنه نفى ما أشيع عن توليه منصب أمين التنظيم، وقال بعد يوم من انضمامه إنه لم تسند إليه أية مناصب حتى الآن. ورحب شردي في تصريح لبرنامج "مانشيت" على فضائية "أون تي في" بانضمام النائبين المستقلين جمال زهران ومحمد العمدة إلى عضوية حزب "الوفد"، وقال: "حزب الوفد بيت لكل المصريين ومفتوح للجميع وإذا أراد أي شخص الانضمام إليه يلقي ترحيبا واسعا". في الأثناء، نفى شردي ما أشيع حول إسناد رئاسة تحرير جريدة "الوفد" إليه، وقال: الأستاذ سعيد عبد الخالق هو رئيس تحرير "الوفد" حتى الآن ولا يوجد أي تغير، مؤكدا أن عملية إعادة الهيكلة داخل الجريدة لم تتحدد بعد، وإن كانت عملية التغيير شاملة داخل الحزب والصحيفة لكن ليس الآن. وقال شردي وهو نجل الراحل مصطفى شردي أول رئيس لتحرير لجريدة "الوفد" إن حزب الوفد سينشئ واحدا من أفضل المراكز الإعلامية في العالم بحيث يوفر أي معلومة عن الحزب في نفس اللحظة وسيدرب الصحفيين فيه على أعلى مستوى.