من الواضح أن السلطة، والقوى المدنية، تتعاطى مع ملف العنف في سيناء سواء في بعديه الأمني والإعلامي بهدوء وبمسؤولية وطنية، ترغب في المصالحة بدلا من المواجهة. في المقابل، فإن الإخوان، حتى اللحظة الراهنة، لم يصدر منها بيان واحد يدين العنف المنظم في سيناء، بل إن القيادي بالجماعة د. محمد البلتاجي، اقترح مقايضة "العنف" بعودة مرسي إلى الحكم، في إشارة صريحة لا تحتمل تعدد القراءات والتفسيرات، بأن الرهان في هذا الملف تحديدا هو على الجماعة المطاح بها من السلطة. ولا أدري ما إذا كان الإخوان، على وعي بأن ظهور رفع السلاح ضد الدولة في سيناء، على خلفية المشهد في "رابعة العدوية" وفي "النهضة".. يعد وثيقة إدانة صريحة للجماعة، ويطرح السؤال بشأن علاقتها المباشرة بما يحدث في سيناء. ومن اللافت في هذا السياق أن إخوان الأردن وفلسطين، المتاخمتين لسيناء، دخلا على خط الأزمة، وبدا حضورهما أوسع من غيرهما، في حملات "التنظيم الدولي" للإخوان، على الجيش المصري، وعلى الشرطة المصرية كذلك. فمن المعروف أن إخوان الأردن، هم الأكثر تضررا من سقوط حكم الإخوان في القاهرة.. بذات القدر من الخسائر التي منيت بها حركة حماس "الإخوانية" في فلسطين. إذ قطع خروج مرسي من السلطة، الطريق على إخوان الأردن، من استنساخ التجربة المصرية، وكان يعتقد بأن "عمان" هي المحطة الثالثة للصعود السياسي للجماعة، بعد القاهرة وتونس.. ولعل هذا ما يفسر زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله، للقاهرة، بعد أيام قليلة من الإطاحة بنظام الحكم الإخواني، والتي فسرت بأنها زيارة "شكر" و"امتنان"، باعتبار أن انتفاضة 30يونيو، أنقذت مملكته من الوقوع في قبضة الجماعة وبالمثل فإن "حماس" منيت بهزيمة سياسية وإستراتيجية كبيرة، وربما يفتح سقوط الرئيس المصري السابق، ملف دورها المزعوم في اقتحام السجون المصرية، وقتل المتظاهرين السلميين في الأيام التي تلت يوم 25 يناير عام 2011.. فضلا عن تهمة "التخابر" معها، والمتهم فيها الرئيس المعزول، وعدد من قادة الجماعة في مصر. سيناء إذن ربما تكون "المربع" الذي يحاول فيه، التنظيم الدولي للإخوان، استعادة ملكه المفقود في القاهرة.. أو على الأقل معاقبة الطبقة السياسية الجديدة التي ورثت الجماعة، في قصور السلطة، ومعاقبة البلد كله، بحرقه بالكامل، "جزاء وفاقا" على استبعاد الإخوان من السلطة في مصر، ووضع نهاية لأحلام مشابهة لهم في بلدان عربية أخرى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.