قال الدكتور محمد البرادعى ان المشهد السياسى الان يشهد حالة من استقطاب، والانسداد في العمل السياسي علاوة على العنف الموجود اليوم في الشارع، مشيرا الى ضرورة العمل على ايجاد حل سريع لانهاء هذا الوضع الذى لا يمكن أن يكون مستداما ،واوضح فى حوارله مع "الشرق الاوسط" أن تظاهر انصار الرئيس المعزل محمد مرسى ليس سلميا، لكنه تظاهر مصحوب بعنف، ولا يمكن لأي دولة أن تسمح بأن تكون هناك مجموعات أيا كانت مطالبها مشروعة أو غير مشروعة تستخدم العنف في عملية ابتزاز وترويع للمواطنين. واضاف توجد الان جهود مكثفة لإنهاء اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى أو على الأقل تحجيم الاعتصام، والعمل على أن يكون اعتصاما سليما ولا يخرج إلى ما هو خارج الإطار السلمي مثل قطع الطرق وترويع الناسموضحا الى انه إذا استمرالاعتصام فليستمر كاعتصام سلمي في ميادين محددة ولا يعطل حياة الناس، فنحن بلد ديمقراطي، وسنستمر في الحوار حتى تنتهي كل هذه الاعتصامات سواء اعتصامات «الإخوان المسلمين» أو الاعتصامات لأغراض فئوية وغيرها،مشيرا الى أن هذا الأسبوع سيكون أسبوعا حاسما حتى نهاية العيد بخصوص الاعتصام. وتابع : آمل، كما فهم نظام حسني مبارك أنه لا رجعة للوراء آمل أن يفهم «الإخوان» أيضا أنه لا رجعة إلى الوراء. وأعتقد أن قيادات «الإخوان» المعتدلين قد فهموا أنه لا عودة إلى الوراء، وأن عودة مرسي غير مطروحة. وفي محاورتهم مع الناس لا يتحدثون عن عودة مرسي، وإنما يتحدثون عن الدستور وعن البرلمان. كما آمل أن يكون هناك واقع جديد نشأ بعد 30 يونيو، ونحن لا نعمل على إقصائهم كما كانوا يفعلون بإقصاء غالبية الشعب المصري، ونقول لهم نحن نمد أيدينا إليكم لكي تشاركوا على أساس واقع جديد، لتأسيس بيت جديد حتى بأسلوب عقلاني وواقعي مثل باقي الديمقراطيات في العالم، حتى ننطلق معا، وأنتم لكم رأيكم وآيديولوجيتكم، ونحن لنا رأينا وآيديولوجيتنا. وبخصوص قرض صندوق النقد الدولى أكد البرادعى انه حين تهدأ الأمور سنتفاوض مع صندوق النقد الدولي. مشير الى ان المجتمع الدولي كله يرغب في أن يتفاوض مع مصر اليوم وكذلك صندوق النقد، وأعتقد أنه سيكون أكثر مرونة وفهما، اليوم لا نريد من صندوق النقد 4 مليارات، ولكن شهادة ثقة في الاقتصاد المصري. وأنا أرى إلى أي حد كبير يمكن أن ينطلق الاقتصاد المصري. الأموال ستتدفق، والسياحة ستعود، لكن بشرط حل المشكلة الأمنية، وأن يشعر الناس بالاستقرار. هنا يمكن أن ينطلق الاقتصاد بسرعة كبيرة جدا. الناس أصابهم الملل بعد عامين ونصف العام (من الإطاحة بنظام مبارك)، ولم يروا شيئا إلا غياب الأمن وغياب الاقتصاد، ولا بد أن أعطيه الأمل وأعطيه الحلم. وعن سؤاله إذا ماكان هناك أطراف سياسية أخرى ترى أن تيار "الإخوان" أو حتى تيار الإسلام السياسي كله خسر بشدة فلماذا تمنحه حبل نجاة ؟ قال أنا لا أعطيه حبل نجاة، أنا أعطيه حقه كمواطن، ولا أتعامل فقط معه كفصيل سياسي، بل أتعامل معه كجزء من المجتمع المصري وأقول إن هناك حقوق كونية، ولا بد أن أعطيه حقه في أن يكون جزءا ويشارك في كل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ما دام يلتزم بالقواعد التي اتفق عليها المجتمع، والتي نأمل أن تكون بالتوافق. وأعرب البرادعى عن أمنياته فى أن يشارك السلفيين والإخوان فى الدستور، وأن تكون هذه المرة بالتوافق حتى نستظل جميعا بهذه القيم سواء كنا من اليمين أو من اليسار أو من الوسط، متوقعاً أن يكون الأسبوع الحالى حاسما فى حل الأزمة السياسية فى مصر مع الإخوان، مشيرا إلى أنه يجرى العمل فى اتجاه أن يكون هناك إعلان لوقف العنف من جانب الجماعة، وكذلك تخفيض عدد الموجودين فى الميادين، وبعبارة أخرى تخفيض "درجة الحرارة".