الجمعة اليتيمة من رمضان، تذكرنا باليوم العالمي للقدس، من يتذكر القدس أو ذكرى القدس، فقط يتذكر، لا من ينتصر للقدس، فالنصر الآن لا نؤمله من أمة، تحترق فيها القاهرة، وتشتعل فيها سوريا، وتدمر فيها العراق، وتختنق فيها ليبيا، وتضطرب فيها تونس، وتوأد فيها باكستان المسلمة، وتقصف فيها أفغانستان المسلمة، وتهمش فيها إيران المسلمة، وتبقى إسرائيل وحدها في المنطقة في أمن وأمان، وسلم وسلام، وعفو وعافية، وتنام هادئة البال، قريرة العين، لا يؤرقها مسلم موقن بقضيته العادلة ولا عربي تشغله قضيته الأزلية. في الجمعة اليتيمة من رمضان من كل عام نتذكر يوم القدس العالمي.. نتذكر مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.. في يوم الذكرى نتذكر قبلتنا الأولى وقبلة الأنبياء الكرام من قبلنا.. نتذكر أقصانا الأسير الذي عاث فيه أهل البغي كل فساد وتدنيس وتلويث لطهارة المسجد الطاهر المبارك. في يوم الأقصى نتذكر مذابح المحتلين لأهله التي كانت كل مذبحة أكبر من أختها، حتى أن بعض تلك المذابح شهدتها ساحاته الطاهرة واختلطت دماء الشهداء المصلين بأركان المسجد المبارك وقبلته التي يركع ويسجد فيها الناس لرب العالمين.. في يوم الأقصى نتذكر مضايقات المحتل وحرب المحتل للمرابطين حوله والمدافعين عنه، والحافظين لحدوده، على ألا يصل الصهاينة المحتلون إلى مبتغاهم وتحقيق حلمهم الأزلي الزائف المتمثل في هدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.. في يوم الذكرى، دعونا نتذكر فقط، لأن الذكرى كما وصفها رب العباد "تنفع المؤمنين".. نتذكر في وقت عصيب يمر على الأمة تصبح فيه الذكرى نفسها "نسيًا منسيًا"، بعد أن بخلت الأمة على الأقصى والقدس بالذكرى نفسها، فضلاً عن النصر له، أوالجهاد لتحريره، كما كان الجهاد ديدن الأمة وهدفها وشعارها لأكثر من خمسين سنة مضت. الجهاد الذي أصبح كلمة "شبه محرمة" في قاموس الأمة الآن، وأصبحت اللفظة المزعجة لكل بلد مسلم، ولكل قائد مسلم، والمؤرقة لكل من كان ينادي به من قبل، من العلماء والدعاة، ويحث الناس عليه، ويخطبنا باسم الدين وباسم نظام بلده بأنه "فرض كفاية على الأمة"، ويفسر لنا، أي إن قام به البعض سقط عن الآخرين، فانقلب - كما انقلبت أشياء كثيرة - ليصبح معصية لمن يقوم به، وأنه إهدار للنفس والدم، في تغيير جذري لمفهومه، وسبحان الله الذي لا يتغير ولا يتبدل.. في الذكرى دعونا نتذكر وفقط، ولا ندعو لا إلى نصرة القدس ولا إلى حماية المسجد المبارك، ومسرى النبي المبارك، ولا اعتبار أن المرابطين حول المسجد المبارك المدافعين عنه مسلمين، بعد أن ابتدعت أمة من الأمم المسلمة أن التعاون فقط من أجل إعاشتهم ومدهم بما يحتاجونه من مقومات الحياة الرئيسة فقط التي حرمتها منهم إسرائيل، ولا يجدون ملجأ إلا مصر متنفسهم الوحيد، هو تعاون "على الإثم والعدوان"، وأن جريمة مبتدعة اسمها "التخابر مع حماس" كفيلة بأن يكون صاحبها متهمًا وسجينًا. حتى أغانينا الحماسية والوطنية التي كانت تلهب حماس الناس لقضيتهم الأولى، وتذكر الناسي وتعلم الجاهل، وتشعل جذوة الأمل في النفوس، خفتت شيئًا فشيئًا ثم ماتت بعد أن دفنت في أضابير الأرشيف الإذاعي والتليفزيوني.. وإلا فأين رائعة "أخي جاوز الظالمون المدى"؟ التي كانت تشدو بها إذاعاتنا العربية، في أوقات المعارك مع العدو الصهيوني المغتصب لأرضنا وقدسنا وكرامتنا، وهي تستلهم بكلماتها معنى القدس التي أعدى لها الظالمون "المُدَى"- جمع مُدية أي سكين - والتي كانت تشعل الناس حماسًا وهي تصرخ فينا: "فحق الجهاد وحق الفدا".. وأين "القدس لنا، وسبتقى لنا"؟ في يوم ذكرى اليوم العالمي للقدس نتذكر فقط، لا نستنصر، فالنصر له شرطه الذي أوجبه الله علينا بقوله: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، وبدون "تنصروا الله" وهي فعل الشرط، لن يتحقق جواب الشرط: "ينصركم"، وزيادة أخرى من عند الله تعالى تصديقًا للنصر وهي "ويثبت أقدامكم". *************************************************** ◄◄ وفاة "آرئيل شارون" رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق = صاحب أكبر سجل إجرامي ضد الإنسانية في فلسطين، ومشاركته وقيادته في مجازر بشعة شنيعة كان أكثرها بشاعة في مخيم صبرا وشاتيلا.. ومع ذلك لم يسجن ولم يحاكم ولم يلمه المجتمع الدولي ولم تطلبه محكمة العدل الدولية، وغض المجتمع الدولي كله النظر عنه وعن إجرامه.. لكن طلبته محكمة الرب العادلة فأماته الله ثمانية أعوام متصلة - وهو على قيد الحياة - لينطبق عليه آية الله تعالى الكريمة: {ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت}؛ ليريه قدرته سبحانه عليه، ويذيقه بعض عذابه في الدنيا {ولعذاب الآخرة أشق}، حتى استيأس أهله وعصابته منه، فأعلنوا وفاته رسميًا وهو حبيس سرير المرض في مستشفى ببئر سبع.. عليه من الله ما يستحقه من اللعنة، بقدر ما سفك دماء المسلمين الأبرياء، ويتّم الأطفال ورمّل النساء، وخرّب البلاد وشرّد العباد. ◄◄البرادعى يقترح الإفراج عن مرسى فى إطار صفقة كبرى = هل هي فرقعة إعلامية في حديثه أمام "واشنطن بوست"؟ أم أن الرجل ضميره "نقح عليه"، فعلم أن مرسي مظلوم، فأحب أن يبرئ ضميره مما فعله في حقه؟ أم أنه يرى أن حبس مرسي بدون جريمة يعني المزيد من سفك الدماء المصرية على يد أبناء مصر، وهو ما صرح به في عدد من المناسبات؟! ◄◄وائل قنديل: أكبر جريمة لاعتصام رابعة العدوية أنه غير مغطى إعلاميًا = في الوقت الذي صرخ إعلاميو القنوات الخاصة -المعروف توجهها - بأن الاعتصام غير شرعي، وأنه "إرهابي" وأنه وكر للإرهابيين، حتى قال قائلهم: إن من فيه قذارة مثل البلاعات التي انفجرت فيهم، ولم ينصفهم أحد من الإعلاميين إلا وائل قنديل ومن قبله حمدي قنديل على ما أتذكر.. كل من قال كلمة بالخير أو بالشر مسجلة له {عند ربي في كتاب، لايضل ربي ولا ينسى}. قالت الحكماء ◄ "كثيراً ما تجد بين الجهلاء من تعجبك استقامته وبين العلماء من يدهشك اعوجاجه، لا تكن ممن يقضون حياتهم أسرى العناوين وعبيد الألقاب".. (المنفلوطي) دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.