ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مسئولي الإدارة الأمريكية يعربون عن قلقهم الشديد بشأن العنف الدائر والاشتباكات العرقية والقبلية التي تعصف بجانب مترامي من جنوب السودان والمعروف بولاية جونقلي بل أن ما يثير المخاوف لديهم أكثر هو عدم توفر سوى القليل من المعلومات التي يمكن الوثوق بها من المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها في أفضل الأوقات. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم "الاثنين" على موقعها الإلكتروني - إنه بدلا من أن يقوم كبار مسئولي مجلس الأمن القومي الأمريكي بمراقبة الأحداث في هدوء من المكاتب بمبنى المكتب التنفيذي القديم كما يفعلون مع النزاع السوري، دعوا جماعات حقوق الإنسان من أجل إطلاعهم على ما يحدث في جنوب السودان، حيث ناقشوا مخاوفهم مع الصحفيين الأمريكيين والأجانب. وأشارت الصحيفة إلى أن جرانت هاريس وهو مدير كبير للشئون الأفريقية في المجلس قال "إن أكثر من 100 ألف شخص نزحوا، ولا يعلم المجتمع الدولي مكان هؤلاء الأشخاص". وأوضحت الصحيفة أن المسئولين يصفون السيناريو اليائس الذي يختبئ فيه عشرات الآلاف من الأشخاص في مستنقعات دون غذاء أو ماء أو دواء - ويخشون العودة إلى قراهم بسبب الهجمات التي تشنها القبائل المتنافسة أو حتى الجنود المفترض أن يحموهم. ولفتت الصحيفة إلى أنه هدفهم الرئيسي هو وضع النزاع المغلف بالغموض على شاشة رصد عالمية قبل أن يتحول إلى مأساة إنسانية. ونوهت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك فإنهم يعملون أيضا من أجل الحفاظ على واحد من أهم إنجازات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما القليلة في أفريقيا ألا وهو الاستفتاء الذي جرى في عام 2011 وفصل جنوب السودان عن السودان وخلق دولة جديدة. وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الأوروبية أغدقت مليارات الدولارات على جنوب السودان قبل وعقب الاستفتاء لمحاولة تحويل أرض شديدة الفقر بها احتياطيات نفط لكن ذات تاريخ طويل من العنف وقليل من السير بنظام المؤسسات إلى دولة قادرة على البقاء. وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية أيدت بشدة حكومة جنوب السودان التي يقودها سلفاكير ميارديت. واعتبرت الصحيفة أنه برغم ذلك فإن سلفاكير مشكلة في حد ذاته حيث أقال الأسبوع الماضي نائبه الذي هدد بتحديه على قيادة الحزب قبل انتخابات عام 2015، وحكومته بالكامل. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حذر في اتصال هاتفي يوم الجمعة الماضي سلفاكير من تشكيل حكومة جديدة سريعا، مؤكدا ضرورة وقف الاشتباكات العرقية في ولاية جونقلي وشن حملة على جنود جيش جنوب السودان الذين تبين أنهم مدانين في انتهاكات حقوق إنسان. وأوضحت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة كمزود كبير بالمساعدات المالية، لديها نفوذ كبير على حكومة جنوب السودان، لكن بعد أن عمل البيت الأبيض لأعوام من أجل تشجيع الديمقراطية في البلاد، لا يجد استعدادا للانقلاب عليها.