حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأن الولاياتالمتحدة تعترضها قدماً "أياماً صعبة" في أفغانستان، حيث تتواصل ضربات المقاومة الأفغانية ومقاتلي طالبان دون هوادة، لافتاً في ذات الوقت، إلى أن التهديدات التي تمثلها خلايا القاعدة بكافة أنحاء العالم "لن تزول قريباً". وتزامنت تصريحات أوباما مع مصرع ثلاثة من قوات الاحتلال "إيساف" التابعة للناتو في هجومين منفصلين جنوبي أفغانستان، وهجوم آخر استهدف به مقاتلي طالبان قاعدة للحلف الأطلسي في قندهار، في هجوم مشابه لآخر وقع الأسبوع الماضي هاجم فيه 20 مسلحاً قاعدة باجرام الأمريكية. وبرر الرئيس الأمريكي، في كلمة أمام خريجي كلية "ويست بوينت" في نيويورك، الاحتلال الأمريكي لأفغانستان في أواخر عام 2001 بالقول: "الحرب بدأت لأن مدننا ومواطنينا تعرضوا لهجمات من قبل عنيفين يخططون من على بُعد، والأمر يستمر فقط لأن التخطيط متواصل حتى يومنا هذا." وتواجه قوى الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة، في أفغانستان مقاومة شرسة من حركة طالبان التي لم ينجح التحالف الغربي في قمع قواها العسكرية أو تحييدها رغم قرابة تسعة أعوام من الغزو والعمليات العسكرية المتواصلة. وأشار أوباما إلى أنه مع نهاية الحرب في العراق، فإن السبيل أمام الولاياتالمتحدة هو "الضغط قدماً في أفغانستان، محذراً من أيام عصيبة "ومعارك صعبة" ضد مسلحين أذكياء. وقال: إنه على الرغم من تغير طبيعة الحرب خلال الأعوام التسعة التي استغرقتها، إلا أنها تظل على نفس القدر من الأهمية كما كان الحال بعد هجمات 11/9 عام 2001 على الولاياتالمتحدة، مضيفاً: أطحنا بنظام طالبان، والآن علينا كسر زخم مقاومة طالبان وتدريب قوات الأمن الأفغاني"، إلا أنه شدد على صعوبة المهمة قائلاً: "ستعترضنا أيام صعبة قدماً." وفيما يخص القاعدة، شدد الرئيس الأمريكي أن الحركة تواصل جهود تجنيد عناصر للانضمام إلى صفوفها، وأشار في هذا الصدد إلى المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة في مدينة "ديترويت" بالإضافة إلى محاولة تفجير سيارة مفخخة في "تايمز سكوير." وتعتقل السلطات الأمريكية النيجيري عمر الفاروق بتهمة محاولة تفجير طائرة أمريكية في ديترويت عشية ما يسمى ب"أعياد الميلاد"، كما تحقق مع الأمريكي، من أصل باكستاني، فيصل شاه زاد، بتهمة محاولة تفجير الساحة التي تعد من معالم نيويورك بسيارة مفخخة. وتأتي تصريحات أوباما إثر مخاوف من نقل حركة طالبان ضد الولاياتالمتحدة إلى خارج الأراضي الباكستانية، بعدما رجحت أجهزة استخبارية أمريكية بقوة أن حركة طالبان باكستان تخطط بنشاط وفاعلية لضرب المصالح الأمريكية وأهداف أمريكية ما وراء البحار، وفقاً لما ذكره مسئول أمريكي لشبكة "سي إن إن". وعلى الصعيد الميداني، هاجمت مجموعة من المسلحين قاعدة قندهار الجوية مساء السبت، وقالت مصادر عسكرية: إن مجموعة من المسلحين حاولت اقتحام القاعدة، التي تعرضت لهجمات صاروخية، لكن قوات الاحتلال نجحت في صدهم. ويذكر أن الهجوم هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أيام تتعرض له قاعدة عسكرية للاحتلال، بعد مهاجمة عشرات المسلحين لقاعدة باجرام الأمريكية في كابول، في هجوم أسفر عن مصرع العديد من قوات الاحتلال.