مصر الثقافة والتاريخ تستحق أفضل مما هي فيه.. فعلى مدار التاريخ الإنساني عُرفت بعلمها وعلمائها وباحثيها وأدبها الذي وصل الآفاق.. ففي مصر زبدة المثقفين والكتبة ومهرة العلم ممن وصل صيتهم الآفاق، فشرفوا العرب وتشرفوا.. وفي مصر الأزهر منارة الإسلام على مدار الأعوام ينير العالم العربي والإسلامي.. وفي مصر أيضًا تاريخ من الحضارات المتعاقبة يغترف منا البحثة بحوثهم ويدققون حججهم.. ولا تزال عامرة تمدهم بالمزيد ولا تنفذ خزينتها العامرة.. وفي مصر صحافة عريقة وكتاب كبار بنضالات متقدمة وسجل حافل بالعمل الدءوب على درب الكتابة الراقية والتثقيف الواعي والمبهر.. فماذا حدث حتى سطت ثلة من السبابين والشتامين الحاقدين على منصة الإعلام، فعاثت فسادًا في المشهد، حتى أن أحدهم من على برنامجه أخذته عزة الشتيمة بالإثم، فانحدر سبًا وشتمًا في الفلسطينيين والسوريين، وهو يرتكب حماقة تطعن في المصريين والعرب والمسلمين من دون أي حيلة أدبية أو أخلاقية حين ينادي بوقاحة عارية وفجة: ''تحية للخواجة الإسرائيلي على ما فعله بالفلسطينيين.. تعظيم سلام.. خلص عليهم يا باشا".. هل مثل هذا ''المفعوص'' ومن على شاكلته يشرفون مصر وتاريخها وعراقتها؟ إنهم هم أنفسهم من سب وشتم شهداء الجزائر وأساء للفلسطينيين المقاومين.. وكال الشتم الفج للبنانيين.. هم أنفسهم من صغرت نفوسهم، فجرحوا السوريات العفيفات الطاهرات ممن افترشن القاهرة هروبًا من جحيم القتل في سوريا. إن مصر تستحق أفضل من هذه النماذج المنحطة ممن هبطت نفوسهم، فأخذوا يدكون إسفين الفرقة بين أفراد الأمة الواحدة والدين الواحد والمستقبل الواحد والعدو الواحد. مصر تستحق أفضل وأجمل من هذه الوجوه المنحطة السعيدة بغبائها، وهي تمدح المغتصب المحتل وتسب الرفيق والصديق والأخ العزيز.. مصر تستحق الأذكياء النجباء ليتصدروا المشهد وبنصاعة يعبروا عن شخصيتها وثقافتها وعراقتها. إن مصر تستحق أفضل من هذه الغثائيات التي تطلع على الفضائيات فتفعل الأفاعيل.. وتقيم المآتم وتثير الأحقاد وتحيي الضغائن وتنشر الشر المستطير بين العرب والمصريين وبغباء شديد.. تهد الصرح المصري العريق.. وتدمي القلب العربي الذي بقي على الدوام يحن إلى مصر المشرقة، مصر الثقافة والتاريخ والقلب المفتوح. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.