لست من المنزعجين من برنامج باسم يوسف الساقط –لا الساخر– وأرى أن ما يعرضه من غثاء وسخافات فى برنامجه، تسخر من الرئيس ومن التيار الإسلامى عموما، لا يستحق عناء تضييع الوقت للتعليق على ما يفعله من الاستهزاء بالدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، والاستخفاف بما يفعله من إنجازات لا يعرف الجهّال قيمتها؛ لأن مثل هذه البرامج السخيفة تنقرض مع الوقت وينصرف عنها المشاهدون. ويكفى د. مرسى أنه حمل كفنه على كفيه وألغى –بشجاعة لم يكن غيره من السياسيين يجرؤ عليها- الحكم العسكرى الذى جثم على صدر مصر 62 عاما وأعاد الجيش إلى دوره الطبيعى فى حفظ أمن الوطن، ويكفيه أنه نقل مصر من الانزلاق فى أوحال التردى فى الفترة الانتقالية إلى أرض صلبة تقف عليها بمؤسسات منتخبة، ويكفيه مشروع تنمية قناة السويس الذى سينقل مصر إلى مستقبل أفضل، فهذا هو ما يبقى، أما غثاء "يوسف" فسيذهب ويهيل الزمن عليه التراب. ولكن ما دفعنى للتطرق إلى لعب العيال الذى يفعله "يوسف" فى برنامجه لينتزع الابتسامات هو أننى لاحظت أنه سعى فى حلقة الجمعة 11 يناير لرد الجميل للصهاينة الذين أشادوا به وببرنامجه، عندما أفردت له صحيفة "هاآرتس" الصهيونية يوم 18 ديسمبر الماضى 2012 تقريرا مطولا لتشيد به وببرنامجه الذى يهاجم الرئيس والإخوان والتيار الإسلامى عامة مقلدا بطريقة فجة أسلوب الأمريكى "جون ستيوارت" فى برنامجه «The Daily show»، وقالت له إن الصهاينة مبسوطين منه أوى، وشد حيلك شوية، وأسبغت عليه لقب "ملك الهزل الساخر للربيع العربى"!! الصهاينة أشادوا بباسم يوسف وقالوا إن برنامجه "مناصر للثورة" ضد الإخوان، وامتدحته بشدة، فرد لهم باسم يوسف الجميل فى حلقة أول أمس وارتكب سقطة أخلاقية عندما سخر من مساندة الرئيس مرسى لغزة ضد العدوان الصهيونى، وسخر من تصريحات سابقة للرئيس عن ضرورة مواجهة العدو الصهيونى وطرد السفير الصهيونى من مصر، مع أن الرئيس سحب سفير مصر من تل أبيب وأوعز للخارجية لتوبيخ السفير الصهيونى بالقاهرة حتى اضطر لمغادرة مصر ولولا الموائمات السياسية لقطع العلاقات مع الصهاينة. هنيئا لباسم يوسف بالدعم الصهيونى اللامحدود، وهنيئا له ما يقدمه للصهاينة من دعم ضد المقاومة الفلسطينية، وانضمامه إلى كتيبة المؤيدين للعدو الصهيونى مثل مايكل نبيل الذى احتفوا به فى تل أبيب الأسبوع الماضى أيضا، وضموه لكتيبة العملاء، بعدما ذهب ليعلن من هناك إسقاط الرئيس مرسى، ويقول إن دولة إسرائيل "بريئة" من دماء الفلسطينيين والمصريين والعرب الذين ذبحتهم! هنيئا لباسم يوسف دخوله موسوعة "الشرف" الإسرائيلية والاحتفاء به وببذاءاته ضد الرئيس والتيار الإسلامى على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وانضمامه إلى كتيبة المصريين والعرب الذين يهاجمون بنى جلدتهم وينتقدون المقاومة الفلسطينية ويحتفون بالصهاينة فى مقالاتهم فاحتفت به الخارجية الصهيونية فى قسم خاص على بوابتها الالكترونية ونشرت مقالاتهم التى تقطر عمالة للصهاينة وحقدا على المصريين والعرب!. لست من أنصار منع هذا الغثاء الذى يسمونه (إبداع) أو (برامج ساخرة) من نوعية برنامج باسم يوسف بقرارات إدارية أو قضائية، لأنه كالإناء ينضح بما فيه ويفضح نفسه بنفسه بدليل الحفاوة الصهيونية به، ولذلك لم يزعجنى رفض محكمة القضاء الإدارى وقف بث برنامج باسم يوسف فى الدعوى التى أقامها محمود حسن أبو العينين المحامى بسبب سبّه لشخصية الرئيس ورموز سياسية أخرى وتلميحات جنسية تجاوزت حدود النقد المباح والموضوعية، وأرى أن الأفضل أن نترك البرنامج يُسقط نفسه بنفسه طالما ارتضى التصادم مع رموز سياسية بأسلوب متدنٍ ومنحط متصورا أنه ينتزع بذلك ضحك الجمهور.