هل تعلم أن بعض تعليقات الجمهور على الأخبار والمقالات المنشورة فى الصحف والمواقع المصرية والعربية يكتبها ضباط استخبارات إسرائيليون، يكتبونها بأسماء عربية لنشر الفتن وإثارة الصراعات الفكرية والعصبية والدينية فى مصر والعالم العربى؟! إذا كنت لا تعلم فهذا ما أكدته الإذاعة الإسرائيلية علنا، بل نشرت تفاصيل عن "وحدة خاصة" داخل الاستخبارات العسكرية الصهيونية "يختص عناصرها بالتعليق على المقالات والمشاركات فى الصحف العربية ومواقع التواصل الاجتماعى لخدمة الخط الدعائى الصهيونى". هذه الوحدة -حسب التلفزيون الصهيونى- تلعب دورا فى عمليات التجسس واستدراج الشباب من أصحاب الوعى المحدود لتجنيدهم بشكل مباشر أو غير مباشر، لأنهم (الصهاينة) يتخذون لأنفسهم أسماء عربية وهمية وبريدا إلكترونيا مزيفا، وعن طريق ذلك يسربون ما يريدون من معلومات كاذبة أو شائعات أو يدخلون فى صداقات (بأسماء نسائية) مع شباب لبث أفكار وآراء تحريضية، وهناك حسابات كاملة على فيس بوك بأسماء "ثوار" -وهميون بالطبع- يديرها صهاينة!. التليفزيون الإسرائيلى لم يكشف فقط عن وجود هذه الوحدة من رجال المخابرات وعلماء النفس والمستشرقين شكلتها الاستخبارات العسكرية للتدخل فى مواقع الإنترنت العربية وقراءة الحالة المصرية والعربية، ولكنهم سعوا أيضا لتشكيل وحدة لدراسة (البروفايل النفسى) للرئيس مرسى، وإن كان هذا متوقعا منهم. ولذلك لم أستغرب عندما وجدت تعليقات ساخنة أو تحريضية على بعض الأخبار والمقالات، ومعارك كلامية حول قضايا مثل الفتنة بين السنة والشيعة، أو المسلمين والمسيحيين، أو شائعات كاذبة عن قيادات إسلامية، وكان الصوت الصهيونى فيها واضحا لأصحاب الخبرة الصحفية والرصد الدقيق. شبابنا فى العالم العربى فرح كثيرا بموقع التواصل الاجتماعى، وأخذ فى نشر غسيل بيته وبلده وأسرته وصوره عليه، ولكن من كانوا أكثر سعادة هم الصهاينة والأمريكان الذين سخروا أجهزة استخباراتهم لتحليل هذه المعلومات المجانية.. فهناك 22 مليونا عربيا يستخدمون موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، منهم 6 ملايين مصرى، وإسرائيل كانت من أكثر المستفيدين من هذا؛ لأنها أسهل طريقة مجانية للتواصل مع ملايين الشباب العربى للتطبيع والترويج للأفكار وطرح الأكاذيب عبر تقديم أنفسهم كمثقفين عرب أو شباب أو فتيات!. لم يكتف الصهاينة بذلك ولكنهم سعوا عبر عدد من صفحات الإنترنت باللغة العربية للترويج للدولة الصهيونية واجتذاب العملاء أو تلميع الكتّاب العرب الذين يسيرون فى ركاب الدولة الصهيونية، حتى أن وزارة الخارجية الصهيونية لديها صفحة باللغة العربية تنشر مقالات كتاب مصريين وخليجيين يسبحون بحمد تل أبيب وتقدمها وينتقدون المقاومة الفلسطينية و"الإرهاب العربى"!!. عندما اشتدت أزمة الإعلان الدستورى ثم الاستفتاء على الدستور لاحظت أن هناك أصابع تلعب فى الأخبار والمقالات التى تنشر عن هذا، وتدفع باتجاه تأجيج الفتنة فى مصر.. وعندما سعى "باسم يوسف" فى برنامجه للسخرية من الرئيس والتيارات الإسلامية، رحب الصهاينة بما يفعله ونشرت صحيفة "هآارتس" تقريرا عنه وتوجته بصفته (ملك الهزل الساخر للربيع العربى)!. وعندما بدأت صحف الفلول ورجال أعمال الحزب الوطنى تصنع وهْم "إفلاس مصر"، سبقتها هذه الأصابع الصهيونية للترويج لهذه الفزاعة (التى استهدفت دفع المستثمرين للهروب بأموالهم) عبر حسابات مشبوهة وتعليقات على الأنباء والمقالات المنشورة حولها.. أما الجديد فهو التحريض والاستعداد لتحويل الذكرى الثالثة للثورة فى 25 يناير المقبل 2013 لمواجهة جديدة.. فاحذروا!.