الجماعة تتواصل مع السفارة بالقاهرة.. وأنقرة تستخدم المساعدات كورقة ضغط خبير: تركيا تخشى من السيناريو المصري وتسعى لحفظ نفوذها في القاهرة أثار الموقف التركي من التطورات الأخيرة فى مصر ردود فعل رسمية اعتراضًا على تدخل أنقرة فى الشأن المصري، ووجه أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي بمؤسسة الرئاسة، رسالة إلى تركيا مطالبها بأن تتعامل مع مصر على أنها دولة كبيرة. وكشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان المسلمين عن وجود قنوات اتصال تجمع بين الجماعة والسفارة التركية بالقاهرة تعتبر هى السبب وراء الموقف التركي. وأكدت المصادر أن الاتصالات بدأت منذ ظهور بوادر الانقلاب العسكري على حكم الرئيس محمد مرسى، كاشفة عن أن تركيا بادرت بفتح اتصالاتها مع القوات المسلحة المصرية لحثها على التراجع عن الانقلاب، وشددت على أن الموقف التركى بدأ ينحنى نحو التصعيد والفتور فى العلاقات كرد على الإطاحة بحكم جماعة الإخوان. وأوضحت المصادر أن السفارة تضغط الآن بوقف ورقة المساعدات إلى القاهرة، مشيرة إلى أنها لن تكون مجدية فى ظل المساعدات الخليجية التى انهالت على مصر، التى تغنيها عن أى مساعدات خارجية على حد قوله. وأكدت قيادات إخوانية هذا الكلام بحديث عن وجود اتصالات مع السفارة لشكرها على موقف تركيا، الذى وصفته بالإنسانى، متوقعة فتور أكثر فى العلاقات المصرية التركية. وأكد إبراهيم العراقى، عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، أن الحزب في اتصال مع السفارة لتثمين موقف أنقرة الذي يدعم الرئيس الشرعي على حد قوله. وأضاف العراقي أن تركيا تسعى إلى أن تحافظ على الديمقراطية الناشئة فى مصر للوقوف معها ضد المخاطر القائمة فى المنطقة وعلى رأسها الكيان الصهيوني. وأشار إلى أن الجماعة تلقت تحذيرًا قبل الإطاحة بالرئيس محمد مرسى بخطورة الوقوع فى مسلسل الانقلابات العسكرية باعتبار أن تركيا دولة عانت من الانقلابات حتى وصلت إلى الاستقرار الحالى الذى تمر به. واستنكر العراقي الحديث عن اجتماعات فى العاصمة التركية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، مشددًا على أن هذا الحديث لا يمكن وصفه بأى وصف إلا "هرش مخ". من جانبه، اعتبر عمرو زكى، المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، أن الموقف التركى يعد نجاحًا لجماعة الإخوان المسلمين التى تم الاعتداء على حقها فى الحكم، مضيفًا أن الجماعة حشدت فى الفترة الأخيرة للتأكيد للعالم أن ما حدث فى مصر انقلاب. وأوضح أن هذه الجهود ظهرت فى امتناع دول العالم عن الاعتراف بالنظام الجديد، مشيرًا إلى أن 12 دولة فقط هى مَن أيدت التطورات الأخيرة فى مصر من أصل 194 دولة، متحديًا الانقلابيين، على حد وصفه، بأن يخرجوا على الرأي العام بالدول التي اعترفت بهم. وأشار زكى إلى دور الأجانب المتواجدين فى ميدان رابعة العدوية والمشاركين فى الاعتصام لدعم الرئيس محمد مرسى، مشيرًا إلى أن ميدان رابعة يضم جنسيات مختلفة منها المنضم للاعتصام أو الزائر للميدان، مشددًا على أن تلك العناصر غير المصرية تلعب دورًا فى نقل الصورة الحقيقة للاعتصام وتروج له فى ظل تعتيم إعلامى متعمد. وشدد على أن هذه العناصر التي تعد إعلامًا بديلاً وتلعب دورًا للمؤيدين للشرعية تعجز وسائل الإعلام العادية على تنفيذه. من جانبه، حلل أحمد بان، الباحث فى الإسلام السياسي، الموقف التركى، مرجحًا أن أنقرة تبنت هذا الموقف بناءً على تخوف مصير النظام الحاكم فيها من السيناريو المصرى، معتبرًا أن إسقاط حكم الإخوان المسلمين فى مصر سيعد نموذجًا يخشى منه كل الأنظمة الحاكمة فى المنطقة والتى تحمل صبغة إسلامية. وأشار إلى أن الجماعة اعترفت باتصالاتها مع الخارج من خلال تصريحات الدكتور محمد البلتاجى إلى الصحافة الغربية، والتى قال لها إنهم على اتصال بالسفارات الأجنبية فى الداخل المصرى. وأضاف أن تركيا لها أكثر من ورقة للضغط على النظام فى مصر، مرجحًا أن ما حدث يعد بداية لفتور فى العلاقات قابل للتطوير، معتبرًا أن أبرز أوراق الضغط هى المساعدات المالية التى تقدمها إلى مصر.
وقلل من أثر تلك الورقة بسبب المساعدات الخليجية التى دخلت الخزائن المصرية فور إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسى.