قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن قيام واشنطن بإيفاد مسئول رفيع بوزارة الخارجية إلى القاهرة يحمل رسالة واضحة، وهي أن الولاياتالمتحدة ترغب في رؤية عودة لحكومة ديمقراطية ووضع حد للعنف المستمر في مصر في أقرب وقت ممكن. وأضافت أن زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ويليام بيرنز، للقاهرة والتي استمرت يومين لم تقتصر فقط على إجراء محادثات مع الحكومة المؤقتة المدعومة من قبل الجيش في مصر، ولكنها شملت أيضًا لقاءات مع عدد من كبار رجال الأعمال المصريين للتأكيد على أن النهوض بالاقتصاد المصري مرة أخرى والاستجابة لمخاوف المصريين بشأن أمور حياتهم اليومية سيكون مفتاح الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد. وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، فإن زيارة بيرنز للقاهرة من المفترض أن تؤكد دعم الولاياتالمتحدة للشعب المصري، ولوضع حد للعنف، ولفترة انتقالية تؤدي لحكومة مدنية منتخبة. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس أوباما أيضًا تستغل زيارة بيرنز لتصعيد الضغوط على "السلطات الانتقالية الجديدة في مصر" لاتخاذ خطوات من شأنها أن تساعد واشنطن على الاستمرار في تقديم الدعم العسكري السنوي لمصر والبالغ قيمته 1,6 مليار دولار. وكان البيت الأبيض قد قال، الأسبوع الماضي، إن تعليق المساعدات لمصر لا يصب في مصلحة الولاياتالمتحدة، وفي الوقت نفسه، قال مسئولون أمريكيون إن هناك مراجعة تتم لوضع مصر لتحديد ما إذا كانت ستستمر في تلقي الدعم الأمريكي. ويضغط عدد من النقاد في الكونجرس من أجل تعليق الدعم الأمريكي لمصر وذلك وفقًا للقانون الأمريكي الذي يحظر تقديم الدعم للبلاد الذي يطيح فيها انقلاب عسكري بحكومة منتخبة ديمقراطيًا. ويقول أنصار تعليق المساعدات إنه ليس هناك أدنى شك أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي تم إسقاطه بانقلاب عسكري، فيما يسعى آخرون من رجال الأعمال المصريين الأمريكيين والجماعات المؤيدة للديمقراطية للتأكيد علنًا على أن الإطاحة بمرسي كان فصلًا جديدًا في الثورة المصرية، وأن تدخل الجيش جاء فقط استجابة لرفض الشعب المصري لقائد يتجه بشكل متزايد نحو الديكتاتورية. كما تسعى الولاياتالمتحدة من خلال زيارة بيرنز إلى التخفيف من حالة العداء المتصاعد تجاهها في مصر، وذلك بعدما أصبحت السفيرة الأمريكية في القاهرة، آن باترسون، كبش فداء ومصب لغضب كل من المؤيدين والمعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي. فمؤيدو مرسي يتهمون الولاياتالمتحدة بتمكين الجيش المصري من الإطاحة بالرئيس المنتخب، فيما يتهمها المعارضون بالتحيز لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين على الرغم مما أظهروه من ميول استبدادية. واختتمت الصحيفة قائلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت زيارة بيرنز للقاهرة وتواصله مع القادة الجدد ستخفف من المشاعر المناهضة للولايات المتحدة أم أن وجه نائب وزير الخارجية الأمريكي سينضم إلى وجهي السفيرة الأمريكية والرئيس أوباما على اللافتات التي يحملها المتظاهرون في ميادين مصر تعلوها علامة (X).