جدد ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" الدعوة إلى الحركة الإسلامية المصرية إلى التخلي عن الرغبة في الوصول إلى السلطة أو المنافسة السياسية مع الأنظمة الحاكمة، وأن تركز بدلاً من ذلك على الدعوة إلى الله والتربية في ظل ما وصفه ب "حالة الموت السريري للدعوة الإسلامية التي تتبناها وزارة الأوقاف"، قائلاً إنها لو أنفقت نصف الجهد الذي أنفقته في الصراع السياسي مع الحكومات المتعاقبة في الدعوة إلى الله لأثمرت نتائج أعظم وأفضل مما حصَّلته من هذا الصراع. دعوة ناجح التي سبق أن طرحها مرارًا جاءت في سياق في مقابلة نشرها موقع "الإسلام اليوم" إن "الحركة الإسلامية المصرية لم تصل إلى الحكم طوال قرابة ثمانين عامًا ماضية، وأظنها لن تصل إليه في القريب العاجل، لا عن طريق الصدام العسكري الساخن، أو السياسي البارد ممثلاً في صناديق الانتخابات". وحتى في حال وصولها إلى الحكم فإنه يرى أنها "سوف تجبر على تركِه، أو تحاصَر بشتى السبل؛ بحيث لا تستطيع أن تقدم لوطنها وللناس ما كانت تريده وتصبو إليه، وحينها ستظهر بمظهر العاجز والفاشل رغمًا عنها، وذلك لظروف دولية وإقليمية ومحلية يعرفها القاصي والداني. في المقابل، دعا الدولة المصرية إلى أن تضع إطارًا قانونيًّا جديدًا للدعوة إلى الله، بحيث يستوعب الطاقات الخلاقة للحركة الإسلامية في بناء المجتمع وتطويره دعويًّا وإيمانيًّا وأخلاقيًّا وتربويًّا إلى الأفضل والأحسن.. وتقوم فيه الحركات الإسلامية السلمية بدور بارز وأساسي للحفاظ على هوية الأمة وثقافتها وأخلاقها الأساسية مع تنمية المجتمع المصري من كل النواحي. وأعرب عن اعتقاده بأن الصراع الذي خاضته الحركة الإسلامية مع السلطة في مصر والذي امتد لأكثر من 80عامًا، لم تجن منه سوى الخسائر تلو الخسائر، ولم تحقق شيئًا يُذكر، بل تقلَّص حجم الموجود من شريعة الإسلام وزاد حجم المفقود منها، لذا يرى أن الانشغال بالدعوة السلمية والتربية يعدُّ حلاً واقعيًّا يعيد مناخ الهدوء والثقة المتبادلة بين الإسلاميين والدولة، ويؤسس لتحالف راشد بين القرآن والسلطان، تحالف تفتح فيه الدولة أبواب الدعوة والإصلاح والتربية في وجه الحركة الإسلامية، وتلتزم فيه الحركة بمنع كافة أشكال الصدام مع الدولة، وعدم المساس بهيبتها وسيادتها، ولو أن الحركة الإسلامية تفرغت لذلك لكان خيرًا لها وقال ناجح إن دعوته هذه سبق أن نادى بها الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة "الإخوان المسلمين" في أخريات حياته بعد تجارب مريرة في السياسة، كما نادى به الشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد سابق والشيخ متولي الشعراوي والشيخ نجيب المطيعي -رحمهم الله جميعًا، وينادي به الكثيرون اليوم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر د. سليم العوا ود. سعيد البوطي وغيرهما. وأشار إلى أن هناك أصواتًا تعالت داخل جماعة الإخوان ذاتها تطالب الجماعة بإعادة النظر في مشاركتها السياسية في الوقت الحالي، حتى أن د. عبد المنعم أبو الفتوح طلب مؤخرًا من الإخوان عدم خوض الانتخابات لعدة سنوات، كما أن توجهات المرشد الحالي د. محمد بديع تنحو نفس هذا المنحى. واعتبر أن هذا الطرح هو نتيجة تراكم خبرات كثيرة جدًّا، وملخصها أن طريق الحركة الإسلامية في مصر إلى السلطة مسدود مسدود مسدود من كل النواحي، فإذا أصرَّت الحركة الإسلامية على الرغبة في الوصول إلى السلطة بعد ذلك كله.. فإنها تضيع وقتها وجهدها وأموالها دون طائل.. وتشحن المئات من أبنائها إلى السجون والمعتقلات دون جدوى. لكنه قال إن دعوته لا تعني عدم الاهتمام بالأمور السياسية أو عدم الصدع بالحق أو السكوت على المظالم، فهذا يختلف تمامًا عن الرغبة في الوصول إلى السلطة، وأضاف: قد جربنا قبل ذلك في مرحلة السادات محاولة الوصول إلى السلطة وإقامة دولة إسلامية في شبابنا عام 1981.. وكانت الدعوة متاحة للجميع وقتها.. فلما قتل السادات ضاعت الدعوة ولم تأت الدولة.. و"من أراد الكل فقد الكل". ومضى قائلا: نحن لا نريد بهذا العرض التقرب إلى السلطة أو أي أحد، ولكننا نريد خير الحركة الإسلامية نفسها، ونريد رقيَّها وتطورها وعدم تشتيت جهودها وتمزيق كيانها فيما لا طائل من ورائه، وعدم ترك الساحة للعلمانيين يصولون فيها ويجولون، بينما أبناء الحركة الإسلامية في السجون. وتابع: لقد كان لغياب حركة الإخوان المسلمين عن الساحة المصرية في الخمسينيات والستينيات أسوأ الأثر، حيث سيطر اليسار على كل مناحي التوجيه والتربية والإعلام والثقافة في مصر، وما زال هذا الوضع شبه سارٍ حتى اليوم، كما أن قتلنا للرئيس السادات أخَّر الدعوة الإسلامية في مصر، وضيَّق كثيرًا على حريتها وأغلق كثيرًا من أبوابها المفتوحة، وما زلنا نعاني من آثار ذلك حتى اليوم.