أهالي القليوبية: الحضانات أصبحت "موت وخراب ديار"

بعد تكرار المأساة

مأساة يواجهها الآباء بسبب غلاء أسعار الحضانات وسرعان ما تنطفئ فرحة الوالدين بقدوم مولودهما الغالى بعد لحظات من ولادته عندما يواجههم الطبيب بكلمات تشق صدورهم وتقطع قلوبهم ويبلغهم بأن المولود يحتاج إلى أن يوضع بالحضانة لعدة أيام نظرًا لخروجه ناقص النمو أو أنه به مرض ما، الأمر الذى يستلزم وضعه بالحضانة ومن هنا تبدأ رحلة المأساة للأبوين خوفًا على وليدهما من الوقوع فى براثن الأمراض أو الموت. ويروى محمد عبد القادر يعمل موظفًا بإحدى شركات الملابس بشبرا الخيمة قصته قائلا: "أعيش هذه الأيام فى دوامة غلاء أسعار حضانات الأطفال فأنا أعمل موظف بسيط بشركة ملابس وراتبى لا يتعدى ال1000جنيه ولدى من الأولاد ثلاثة فسرعان ما شعرت زوجتى بآلام الولادة توجهت إلى عيادة خاصة للولادة تحسبًا لأي ظروف ولكن الحمد الله تمت الولادة قيصرية وأخبرتنى الطبيبة بأن المولودة تحتاج بأن توضع بحضانة لبضعة أيام لنقص نموها.
وتابع: لم أتردد لحظة عند سماعى هذا الخبر واتصلت بجميع أصدقائى وأفراد العائلة طالبًا منهم المساعدة فى البحث عن مستشفى تتوافر فيه حضّانة تنقذ طفلتى المولودة، وبالفعل انطلق الجميع فى سباق مع الزمن فى مختلف الأرجاء بحثًا عن حضانة، لكن دون جدوى وفشلوا جميعًا فى العثور على حضّانة مجانية.
وأضاف، سرعان ما ظهرت لنا بعض المراكز الطبية الخاصة التى يوجد بها حضانات أطفال بها توجهت مسرعًا إليهم بتقرير من الطبيبة ولكن عندما قابلت الدكتور المسئول عن الحضانات أخبرنى بأن سعر الليلة الواحدة تبدأ من 500 إلى 1000جنيه، فكان الموضوع صدمة بالنسبة لى لعدم قدرتى على توفير المبلغ.
وفي نفس السياق يقول حسين شحات، بعد وفاة أحد أبنائى فى حادث اليم احتسبته عند الله وبعدها بشهور أخبرنى الطبيب بأن زوجتى حامل فحمدت الله عز وجل وعندما جاء ميعاد الولادة أخبرنى الطبيب بأن المولود يحتاج لتنفس صناعى ولابد من إدخاله حضانة فلم أتردد لحظة، وبالفعل تم إدخاله الحضانة الموجودة بالمستشفى إلا أنه لم يمكث كثيرًا فلاحقه الموت وبعد يومين من مصاريف وتكاليف تقدر بثلاث الآلاف جنيه طالبتنى المستشفى بثمن الحضانة، وهو 1000جنيه فى الليلتين يعنى موت وخراب ديار.
ولا تزال صرخات الأمهات التى تصم الآذان وقلة حيلة الآباء فى توفير مبالغ مالية لحضانة أطفالهم فى الأيام الأولى لولادتهم، حيث يقول مصطفى سالم: طبعا لازم أوافق على أى سعر يطرحه دكتور الحضانة فأنا مضطر فإما أن أرجع بطفلي من المستشفى بشهادة ميلاد له، وإما أن أرجع بشهادة وفاة وطبعًا أنا أعلم جيدًا أن هذا المولود إنما هو رزق من الله عز وجل وأن أعمل ما فى وسعى لإنقاذه، مطالبًا وزير الصحة بتشديد الرقابة على العيادات الخاصة بعد أن أصبح معظمهم جزارين من أجل جني الأموال – على حد قوله.
"احنا بنشوف بعنينا وبنسمع اللى ميتسمعشى من هؤلاء الأطباء الناس مش ملاحقة مصايب لا فيه رقابة ولا فيه رحمة وكل اللى عايز يعمل حاجة بيعملها" بهذه الكلمات بدأ محمد سالم 30عامًا حاملا طفلاً رضيعًا لا يتعدى عمره ساعات أثناء خروجه من مستشفى "التقوى"، لافتا إلى أنه لا يملك الأموال الكافية لكى يضع رضيعه فى حضانة المستشفى، حيث إن سعر الحضانة فى الليلة الواحدة يصل إلى 200جنيه، مضيفًا أن هذا السعر يعتبر أرخص الأسعار الذى حصل عليها فهو منذ الصباح وهو يطوف جميع المستشفيات والعيادات بطفله باحثًا على حضانة مجانا.
من جانبه، قال الدكتور محمد متولى، نائب مدير مستشفى الأطفال التخصصي ببنها، إنه تمت زيادة الحضانات بالمستشفى لتصل إلى 37 حضانة مجانًا وعدد 25 جهاز تنفس صناعى بتكلفة مليون جنيه، نافيًا استقبال حالات بالوساطة وقال من الطبيعى إنه يوجد قائمة انتظار نظرًا لانشغال الحضانات ولكن هذه المدة لا تتعد الخمسة أيام فمن الممكن أن يكون هناك طفل على قائمة الانتظار منذ خمسة أيام وطفل آخر منذ يومين فيتم دخول الثانى قبل الأول رغم قصر المدة، وذلك يكون بسبب أن الطفل قد يحتاج لتنفس صناعى فقط ولا يحتاج لحضانة، أما عن الطفل الذى يحتاج لحضانة كاملة فإن ذلك يكون فور توافر مكان شاغر.
وأضاف الدكتور وليد بكر السيد، نائب المدير العام بالمستشفى، أن المستشفى يستقبل أكثر من 70 حالة تحضين شهريًا وأن المستشفى يستقبل كل حالات الأطفال دون الاستثناء مطالبًا المسئولين بتوجيه الموارد والأموال للخدمات الطبية لأنها الأكثر طلبًا للمواطنين.

شاهد بالصور: