أن أمريكا لم تتحدث عن الانقلاب العسكري بعد ثورة 25 يناير، وكانت تدعم المطالب الشعبية والآن بعد ثورة يونيو التي جاءت امتداد لتصحيح ثورة 25 يناير نسمع صوت الإدارة الأمريكية تتحدث عن انقلاب عسكري، مع العلم أن بعد ثورة 25 كان المجلس العسكري يتصدر المشهد، أما ثورة يونيو رئيس المحكم الدستورية هو الذي يتصدر المشهد، أن أمريكا يجب أن تعلم تماما أن خسارتها للشعب المصري ستكون للأبد إذا استمرت في موقفها الداعم للإرهاب أن كلا من واشنطن وتل أبيب، فقدت نظام "الإخوان المسلمين" الذي حافظ بشدة على الأمن القومي الإسرائيلي رغم التخوفات التي أبدوها في بداية حكمه لمصر. إن الموقف الأمريكي تجاه ثورة 30 يونيو لا يزال مرتبكا، أن أمريكا كانت تدعى بأنها راعية الديمقراطية في العالم ولكنه أتضح أنها راعية "لتيار الإسلام السياسي" في المنطقة لتنفيذ مخططاتها في المنطقة العربية. أن واشنطن لن تجرؤ بالتلويح بمنع المساعدات العسكرية لمصر لأنها الضامن الوحيد لحفاظ مصر على السلام مع إسرائيل، وأنه في حال إلغائها قد تلوح القاهرة بأنها في حل من هذه الاتفاقية. أنه برغم بالتلويح بمنع المساعدات العسكرية إلا أن أوباما لا يستطيع اتخاذ خطوات فعليه في هذا الأمر، حيث أن أموال المعونة العسكرية قد دفعت بالكامل لشركات تصنيع السلاح الأمريكية، وفى حال إلغائها ستخسر تلك الشركات أموال ضخمة. وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي من عزل مرسى، "إن تل أبيب كانت قلقة للغاية في بداية حكم التيار الإسلامي السياسي في مصر ولكن بعد فترة وحماية هذا النظام للمصالح الأمنية الإسرائيلية التي فاقت أي نظام سابق فإن إسرائيل شعرت بالقلق ولكن هذا المرة لرحيل هذا النظام وليس لمجيئه".، أن الموقف الإسرائيلي تجاه ثورة 30 يونيو وإزاحة الإخوان من الحكم على المستوى الرسمي غير معلن حتى الآن، ولكن تل أبيب ترى أن الرئيس المعزول محمد مرسى قدم خدمات أمنية لها ليس لها مثيل. أن تلك الخدمات الأمنية التي قدمها نظام "الإخوان" المعزول في مصر تتمثل في تحجيم الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء وعدم القيام بعمليات إرهابية ضد إسرائيل، وكذلك تحجيم "حماس" في عدم استفزاز إسرائيل من خلال فرض سيطرة تامة على الجماعات الإسلامية المتشددة في قطاع غزة. أن مخاوف إسرائيل ستزداد خلال الفترة المقبلة بعد رحيل نظام كان حليفا لهم من الناحية الأمنية خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة و في الوقت نفسه إن إسرائيل حاليا في مرحلة "جس النبض" انتظار لما سيحدث خلال الأيام القليلة المقبلة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية على طول الحدود. أن علاقة الولاياتالمتحدة بنظام مرسى المعزول قامت على فرض غطاء أمريكي لمرسى لأنه أدى دوره بكفاءة في ملفات الأمن في سيناءوغزة وحماية أمن تل أبيب. ، أن الإدارة الأمريكية جاملت النظام المعزول قبل اندلاع ثورة 30 يونيو ثم تراجعوا لحدوث خلاف شديد بين الخارجية الأمريكية وجهاز إل CIA من ناحية وبين البيت الأبيض والرئيس الأمريكي باراك أوباما ومستشاريه من ناحية أخرى، حيث رأت الخارجية ضرورة رفع الغطاء عن مرسى واحترام إرادة الشعب المصري في التغيير، فيما رأى أوباما أنه قد يستخدم أوراق ضاغطة للضغط على الجيش المصري كالتلويح بمنع المساعدات العسكرية لمصر. أن الإدارة الأمريكية من مصلحتها الحفاظ على العلاقات العسكرية مع مصر وأن تظل جيدة لأن تلك العلاقات هي الضامن الحقيقي لاستمرار مصر في الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل. أن هناك "4 أسباب تدفع تل أبيب لأن تشتاق لمرسى"، وهى أن إسرائيل كانت في مصلحتها استمرار مرسى في منصبه لأنه كان يخدمها في عدة أمور، منها السيطرة على حركة حماس بعدم إطلاق صواريخ على قطاع غزة، وحفاظه على معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية. أن مرسى لم يطالب بتغيير بعض البنود من المعاهدة، كما أنه لم يمارس ضغوطا لاستعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أنا الشعب قد أمر بإسقاط نظام الإخوان فاستجاب الجيش المصري "لأوامر" الشعب المصري و نفذ ما "أمر" به الشعب يحاول الإعلام الأمريكي وفقاً لرغبة الإدارة الأمريكية توصيف ما حدث في مصر على أنه انقلاب عسكري لأنه جعلهم يخسرون أهم عميل لهم في تاريخ علاقتهم بالشرق الأوسط "محمد مرسي العياط" و جماعته و هيفضل الموقف الأمريكي غير واضح لأن عندهم أمريكي.رددة" لتحويل مصر لسوريا جديدة و لذلك وجب خروج الدكتور "محمد البراد عي" في مؤتمر صحفي ليعلن للعالم أن ما حدث في مصر ليس انقلابا عسكرياً لكن أوامر من شعب مصر بإسقاط نظام الإخوان و أن تدخل الجيش كان لتنفيذ أوامر الشعب و ليس للانقلاب على الشرعية . تسعى الإدارة الأمريكية اليوم لهدم الجيش المصري و هو الجيش العربي الوحيد المتبقي و يمكنه تهديد أو الضغط على إسرائيل و ذلك في محاولة منها للحشد العالمي و الإعلامي ضد مصر لتصوير ما حدث على أنه انقلاب و ليس ثورة أسقطت عميل و جاسوس أمريكي . أن الإدارة الأمريكية لا تسمع إلا من الطرف الأقرب لها، وهو جماعة الإخوان المسلمين، وذلك واضح تماما منذ أن ساندت الإخوان في معركة الدستور، فيما يجب أن تعلم الإدارة الأمريكية أن مطالب الشعب المصري هي الأساس في التعامل الخارجي لنا، ويجب أن نبحث على مصالحنا مثلما تبحث أمريكا عن مصالحها. انسحاب مرسي من الحكم بهذه الطريقة سيفتح المجال للتلاعب بإرادة الشعب فأي انتخابات قادمة مهما بلغت من النزاهة ستكون تُهم التزوير جاهزة والأنصار سيتظاهرون في الميادين إن لم تأتي لهم الانتخابات برئيس ينفد لهم سياساتهم في المنطقة وقد تدفع الناس للتخوف من انتخاب إي مترشح أو حزب يحمل مشروع إسلامي بحسب ما يخططون له وقد يدفع بالآخرين في دول الربيع العربي إلى استخدام نفس الأساليب المتبعة في مصر حالياً لإسقاط إي نظام شرعي يأتي معبر عن إرادة الشعوب ، فأمريكا لا تحتمل رؤية شعوب العالم الثالث والإسلامية منها على وجه الخصوص تنعم بحكم أنظمة شرعية تحقق نهضة اقتصادية ، فالديمقراطية والحرية يجب أن تبقى حكراً عليهم وعلى الغرب دون غيرهم من الشعوب وما الدعوة الأمريكية والغربية لإطلاق الحريات وتطبيق الديمقراطية في العالم إلا سلاح يستخدم للتدخل في شؤون الدول وفرض سياساتها وعندما تأتي هذه الحرية والديمقراطية بأنظمة غير مرضي عنها أمريكيا هنا ينكشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية والأهداف الحقيقية من دعوات الزيف والتضليل بالحرية والديمقراطية التي تحقق طموحات الشعوب التواقة للعيش بكرامة وعلى أمريكا إعادة حساباتها فمهما اتفقنا أو اختلفنا مع الحركات الإسلامية لابد أن تحترم إرادة الشعوب ولابد للتجربة الديمقراطية إن تمضي وفق الشروط المتعارف عليها دولياً وأن تعطى الأنظمة الشرعية فرصتها في الحكم إلى حين انتهاء الفترة المتفق عليها دستورياً ثم يترك للشعب الحكم ، ما يحدث اليوم في مصر يؤكد ما ذهبنا إليه سابقاً بأن أمريكا لم تكن راضية عن الثورات العربية التي اقتلعت حكاماً عملت على الحفاظ عليهم في سدة الحكم لعشرات السنين ولم تكن يوماً مؤيدة لحق الشعوب في اختيار حكامهم وفق إرادتهم الحرة .