يعتقد البعض ان الخاسر الاكبر بعد الانتفاضة المعجزة للشعب المصرى فى 30 يونيو هو الرئيس المعزول محمد مرسى و تنظيم الاخوان بعد انهيار مشروعهم الاسلامى المزعوم و الذى انهار على اجنحة طائر النهضة المذبوح , و قد يكون الخاسر ايضا حركة حماس و التى تمثل الجناح العسكرى لتنظيم الاخوان المسلمين و التى تتمثل خسارتها فى فقدان حصة البنزين و السولار التى كانت تتدفق على غزة بالاضافة طبعا الى ضياع حلم اقامة امارة اسلامية حمساوية غزاوية فى سيناء كهبة بدون مقابل على دماء ابناء مصر الشرفاء و قد يكون الخاسرايضا و من بعيد هو النظامين الايرانى و السودانى حيث صرح وزير الخارجية الايرانى رفضه لتغيير الانظمة الديمقراطية عن طريق الانقلابات العسكرية و هو تصريح يوضح عدم رضاء الجمهورية الايرانية لانهيار المشروع الاسلامى فى مصر و الذى انهار بسبب الغباء الاخوانى , اما النظام السودانى الاخوانى فقد وقف على الحياد المشبوه و على مسافة واحدة من جميع الاطراف . الخاسر الاكبر الحقيقى هو اوباما و نظامه , حيث تلقت الادارة الامريكية لطمة العمر من الشعب المصرى المعجزة , لقد توهمت الادارة الامريكية الصهيونية انها قادرة على زرع بذور خبيثة للديمقراطية فى التربية المصرية , متناسية ان التربة المصرية تربة اصيلة , لا تنتبت فى بطونها الا كل ما هو شريف و عفيف . لقد اراد العم سام و الذى هو ( سام ) فعلا ان يمرر فوضويته الخلاقة من خلال ارض الكنانة و ذلك عن طريق دعم نظام الاخوان و الذى هو نظام دينى فاشى فاشل كان سيؤدى لو استمر حتما الى مسح الهوية القومية للدولة و تحويلها و تحويل معظم دول المنطقة الى طوائف متناحرة ما بين صراعات طائفية اسلامية – مسيحية او سنية – شيعية , و من ثم تستطيع ان تشكل شرقها الاوسط الجديد . هل يعقل ان السيد اوباما و فريقه الاستشارى لا يعرفون الفارق بين الشرعية الثورية و الشرعية الديمقراطية , لا يعرفون الفارق بين الانقلاب العسكرى المباغت و بين استجابة الجيش لمطلب شعبى جارف بتغيير نظام فاشى , جائر , بالطبع يعرفون , و لكن كان يجب ان تاتى الاشارة من تل ابيب , و التى بالتاكيد طالبت امريكا بالا تعتبر ما حدث فى مصر انقلابا عسكريا و الابقاء على المعونة الامريكية لمصر لان قطع المعونة معناه رفع الراعى الامريكى يده عن معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية , و هو ما يهدد امن و سلامة اسرائيل , و هو ما لاترتضيه ماما امريكا لطفلها المشوه . و كالعادة , و بعد ان جائت الاشارة , باع العم سام اخوانه المسلمون , بل و انكر تماما ان يكون منحازا او مساندا لنظام الاخوان او اى احزاب او فصيل سياسى ---- دخل الثعبان الاكبر الى جحره تاركا ثعابينه الصغار تمزقها الاسود باظافرها . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا