الصرخة المدوية التي أطلقها الشعب المصري في وجه «الإخوان»، أفقدت الجماعة توازنها النفسي والسياسي، ثم جاء موقف الجيش ليقضي على ما تبقى لقادتهم من صواب، فكانت الخطب التحريضية التي أشاعها رموز تيار الإسلام السياسي، وكان نتيجتها حرب الشوارع التي شاهدناها جميعًا، والدماء المصرية الزكية التي سالت من الطرفين كاستجابة سريعة لدعوات القتل الصريحة التي أطلقها «مصريون» كنا نعتقد أنهم سيتوقفون كثيرًا قبل أن يطالبوا أتباعهم ومريديهم بقتل إخوتهم وأهلهم «المصريين» أيضًا. والرسالة التي يجب أن يعيها «الإخوان» هي أنهم فشلوا في إدارة مصر فشلًا ذريعًا مدويًا، وضع بلدًا بحجم مصر على حافة الهاوية، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ودينيًا ورياضيًا.. بشهادة القريب والبعيد، والمؤيد والمعارض، وحتى بعض قيادات الإخوان ومن والاهم،.. ورأى الشعب أنه كفى فشلًا فلم يعد يحتمل أكثر، دون الدخول في مئات التفاصيل المفجعة وعشرات القرارات الخاطئة، لقد انتهى الأمر، ولن يعود «الإخوان» الآن للحكم. .. ولكن لا يجب أن تصل الأمور إلى حد «حفر خنادق الدماء» لتعزل فصيلًا مصريًا عن نسيج شعب مصر، كما حدث في موقعة «المنيل»، و«سيدي جابر»، و«عبد المنعم رياض»، حتى نصل بالمصري العادي إلى كراهية «الإخوان».. ولفظهم من المجتمع، ليعودوا مرة أخرى للعمل تحت الأرض، وفي ذلك خسارة للجميع، .. فكفى «الإخوان» وأتباعهم ما حصدوه حتى الآن من «نفور» المصريين، ولا داعي لزرع مزيد من كراهيتكم في صدور أهل المحروسة، فمصر هي الخاسرة في النهاية. وعلى شباب الإخوان أن يعوا ما فعله شيوخهم بمصر وبهم، وأن يحكموا عقولهم ويستفتوا قلوبهم قبل أن يمارسوا «السمع والطاعة»، فلا طاعة لغير الله ورسوله و«أولي الأمر»، .. وهذه الأخيرة «أولي الأمر» يجب أن تكون فيما يرضي الله ورسوله، ولا يظنن مسلم عاقل أن القتل وترويع المصريين وقطع الطرق مما يرضي الله ورسوله. والضروري أن يأخذ شباب «الإخوان» استراحة محارب ليعيدوا مراجعة أفكارهم، وترتيب أولوياتهم، ويدرسوا الأخطاء التي وقع فيها شيوخهم، حتى يتمكنوا من العودة للدخول في نسيج المجتمع المصري الجديد، والمشاركة في الحياة السياسية، بعد التخلص من أسباب كراهية الناس لهم، ويتخلوا عن العنف والقتل اللذين لا مكان لهما في مصر الجديدة. ولن يغفر التاريخ لشيوخ الإسلام السياسي ما فعلوه بمصر وشباب مصر من أجل مصالح سياسية واقتصادية، لا علاقة لها بجوهر دين، ولا بأركان إسلام، ولن تفلح تسميات مثل «شهداء الشرعية»، و«قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار» في إبعاد غضب الشعب وسخطه عنهم،.. وعليهم أن يوجهوا أتباعهم للكف عن أفعالهم حتى لا تعود وبالًا عليهم وعلى مصر. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحى
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66