(1) إلى شباب «الإخوان» الصرخة المدوية التي أطلقها الشعب المصري في وجه «الإخوان»، افقدت الجماعة توازنها النفسي والسياسي، ثم جاء موقف الجيش ليقضي على ما تبقى لقادتهم من صواب، فكانت الخطب التحريضية التي أشاعها رموز تيار الاسلام السياسي، وكان نتيجتها حرب الشوارع التي شاهدناها جميعا، والدماء المصرية الزكية التي سالت من الطرفين كاستجابة سريعة لدعوات القتل الصريحة التي اطلقها «مصريون» كنا نعتقد انهم سيتوقفون كثيرا قبل ان يطالبوا اتباعهم ومريديهم بقتل اخوتهم واهلهم «المصريين» أيضا. والرسالة التي يجب ان يعيها «الاخوان» هي انهم فشلوا في ادارة مصر فشلا ذريعا مدويا، وضع بلداً بحجم مصر على حافة الهاوية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا ورياضيا.. بشهادة القريب والبعيد، والمؤيد والمعارض، وحتى بعض قيادات الاخوان ومن والاهم،.. ورأى الشعب انه كفى فشلا فلم يعد يحتمل اكثر، دون الدخول في مئات التفاصيل المفجعة وعشرات القرارات الخاطئة، لقد انتهى الأمر، ولن يعود «الاخوان» الآن للحكم. .. ولكن لا يجب ان تصل الأمور الى حد «حفر خنادق الدماء» لتعزل فصيلا مصريا عن نسيج شعب مصر، كما حدث في موقعة «المنيل»، و«سيدي جابر»، و«عبدالمنعم رياض»، حتى نصل بالمصري العادي الى كراهية «الاخوان».. ولفظهم من المجتمع، ليعودوا مرة اخرى للعمل تحت الارض، وفي ذلك خسارة للجميع، .. فكفى «الاخوان» واتباعهم ما حصدوه حتى الآن من «نفور» المصريين، ولا داعي لزرع مزيد من كراهيتكم في صدور أهل المحروسة، فمصر هي الخاسرة في النهاية. وعلى شباب الاخوان ان يعوا ما فعله شيوخهم بمصر وبهم، وان يحكموا عقولهم ويستفتوا قلوبهم قبل ان يمارسوا «السمع والطاعة»، فلا طاعة لغير الله ورسوله و«أولي الأمر»، .. وهذه الأخيرة «أولي الأمر» يجب أن تكون فيما يرضي الله ورسوله، ولا يظنن مسلم عاقل ان القتل وترويع المصريين وقطع الطرق مما يرضي الله ورسوله. والضروري ان يأخذ شباب «الاخوان» استراحة محارب ليعيدوا مراجعة افكارهم، وترتيب اولوياتهم، ويدرسوا الأخطاء التي وقع فيها شيوخهم، حتى يتمكنوا من العودة للدخول في نسيج المجتمع المصري الجديد، والمشاركة في الحياة السياسية، بعد التخلص من اسباب كراهية الناس لهم، ويتخلوا عن العنف والقتل اللذين لا مكان لهما في مصر الجديدة. ولن يغفر التاريخ لشيوخ الاسلام السياسي ما فعلوه بمصر وشباب مصر من اجل مصالح سياسية واقتصادية، لا علاقة لها بجوهر دين، ولا بأركان اسلام، ولن تفلح تسميات مثل «شهداء الشرعية»، و«قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار» في ابعاد غضب الشعب وسخطه عنهم،.. وعليهم أن يوجهوا أتباعهم للكف عن أفعالهم حتى لا تعود وبالاً عليهم وعلى مصر. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. حسام فتحي twitter@hossamfathy66