في 29 مايو الماضي طردت مصر الدبلوماسي الايراني «الجاسوس» سيد قاسم حسيني، بسبب حصانته الدبلوماسية، رغم رصد كل تحركاته من قبل المخابرات المصرية والتأكد من تكثيف نشاطه المخابراتي خلال احداث ثورة 25 واستغلاله حالة الفراغ الامني لجمع معلومات عن الاوضاع الداخلية والامنية في القاهرة وسيناء، وموقف القوى السياسية من «الشيعة» الموجودين في مصر، واثارت القضية ردود فعل سيئة على علاقات القاهرةوطهران، خاصة ان توقيت كشفها تزامن مع اجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، وزيارة وفد مصري ضم أطياف القوى السياسية الى طهران في محاولة لتمهيد الطريق نحو عودة العلاقات. وحسنا فعلت مصر بطرد الدبلوماسي الجاسوس والاحسن في ذلك اسراع القاهرة لتكذيب التصريح «السخيف» للدبلوماسي الايراني الذي رافق الوفد المصري ويدعى «محبتي أماني» الذي زعم فيه كذبا ان القاهرة اعتذرت لطهران على لسان مساعد وزير الخارجية عن تحقيقها مع الدبلوماسي الايراني!! واكدت مصر ان الدبلوماسي تم طرده وترحيله خلال 48 ساعة بتهمة التجسس والتخابر ونقل معلومات عن الاوضاع الداخلية المصرية. وأمس الاول اصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارا بحبس الاسرائيلي ايلان تشايم جرابيل 15 يوما بتهمة التجسس، في صفعة مدوية من جهاز المخابرات المصري للموساد الإسرائيلي، هي الاولى منذ قيام ثورة 25 يناير، وربما يصبح الجاسوس الخائب ايلان هو الاكثر «تلبسا» في تاريخ حرب الجواسيس بين مصر واسرائيل، فحسب المعلومات الاولية تم رصد جميع تحركاته خلال كافة مرات دخوله وخروجه التي بلغت 4 مرات تقريبا، وايضا تم تصويره وهو «يندمج» مع ثوار التحرير في ميدان التحرير، و«يمتزج» مع الشباب ال«كوول» في مقاهي وسط البلد، بل يلقي خطبة داخل مسجد أمام المنبر في مجموعة من الشباب!!!.. والدليل الدامغ الذي سيضعه جهاز مخابراتنا في... «عين» الموساد، هو التسجيلات الكاملة والنسخ المتطابقة لكل ما قام به الجاسوس الاسرائيلي بارساله الى أسياده في تل ابيب. واذا ثبت ضلوع الجاسوسين الايراني والاسرائيلي في اثارة الفتن سواء في «التحرير» أو أمام «ماسبيرو»، أو «إمبابة» - وهي كلها اماكن تم تصوير «الاسرائيلي» على الاقل فيها – عندها يجب التريث في مسألة اعادة العلاقات مع طهران، وايضا التفكير حيويا في اتخاذ خطوات حقيقية نحو خفض مستوى التمثيل مع الكيان الصهيوني، أو طرد السفير وقطع العلاقات، ليعرف الجميع سواء الايرانيون او الاسرائيليون ان اليد التي ستمتد إلى أمن مصر، أو تعبث بمقدرات شعبها أصبح هناك من يقطعها. ولكن لماذا جمعت هنا بين «الجاسوسين» الايراني والاسرائيلي؟ الحقيقة في اعتقادي ان الدولتين لا تريدان خيرا لمصر، ولا للعرب عموما، فإيران لا تنسى أن مصر رفضت ان تصبح دولة شيعية رغم الحقبة الفاطمية الطويلة التي عاشتها، ولن تنسى للعرب القضاء على الدولة الفارسية، اضافة الى النظرة «الفوقية» التي يتعامل بها الايرانيون مع العرب عموما، والمذابح التي ترتكبها ايران في حق سكان «الاهواز» العرب موثقة ولا يمكن انكارها. ومن يمعن التفكير في الامر يجد تطابقا كبيرا بين ايران واسرائيل فيما يتعلق بنظرتيهما الى مصر والعرب، فإسرائيل مهما وضعت من اقنعة الديموقراطية ومساحيق التجميل على وجهها القبيح امام العالم، فستظل دولة عنصرية متطرفة، وما تفعله بأهلنا في فلسطين أيضا موثق ومعلن، واطماعها في مصر والمنطقة معلنة، «فإسرائيلهم» المزعومة من النيل الى الفرات! واعتقد ان محاكمة الجاسوس الاسرائيلي.. وطرد الدبلوماسي الايراني، وما سيتبعهما من تحركات مصرية – باذن الله – ستكون ابلغ رسالة ان مصر ما بعد 25 يناير لم تعد تابعة لامريكا، ولا مهادنة لاسرائيل، ولا خاضعة لاحد. ايها العالم انتبه هناك مصر جديدة يجب أن يعيد الجميع حساباته معها. ... وحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 نحن لا نسألكم إلا الرحيلا وعلى رغم القباحات التي خلفتموها سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا ارحلوا أم تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلا؟ أي إعجاز لديكم؟ هل من الصعب على أي امرئ ان يلبس العار وان يصبح للغرب عميلا؟ أي إنجاز لديكم؟ هل من الصعب على القرد إذا ملك المدفع ان يقتل فيلا؟ أحمد مطر – ارفعوا أقلامكم