أهابت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بجموع الشعب المصري الحفاظ على السلمية في جميع المظاهرات، ونبذ كل أنواع العنف أو التلويح به، وتؤكد أن الدماء لها حرمة لا تنتهك . وأكدت الهيئة في بيان لها أن الانقلاب على الشرعية يؤسس لحكم استبدادي يصادر الحريات ويستهين بعشرات الملايين من المصريين الذين أدلوا بأصواتهم في عدة استحقاقات انتخابية، مما يجر البلاد إلى فوضى لا يعلم مداها إلا الله مستنكره الحملة القمعية على الرموز الإسلامية وغلق القنوات الدعوية في الوقت الذي يَفتح فيه الإعلام أبوابه لمن يطالب علانية بإغلاق المساجد ومنع صلاة الفجر في جماعة ويحرض على العنف والإقصاء ويشوه الحقائق، وتذكر بقول الله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ 0للَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا 0سْمُهُۥ وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ ۚ لَهُمْ فِى 0لدُّنْيَا خِزْىٌۭ وَلَهُمْ فِى 0لْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌۭ } [البقرة: 114].
وأكدت أن الانقلاب على الشرعية وما تبعه من مستجدات هو منكر وخطيئة في حق البلاد يجب السعي في تغييره بكل الوسائل المشروعة؛ ولذا تؤكد الهيئة دعوتها جموع الشعب المصري إلى الاحتشاد السلمي في كافة محافظات مصر حتى تسترد شرعيتها وكرامتها المسلوبة. وطالبت الهيئة الشرعية جيش مصر الوطني الذي هو ملك للشعب أن يحافظ على تاريخه المشرف، وألا يوجه سلاحه أبدا إلى صدور المصريين، وتطالب الهيئة بإجراء تحقيق عاجل وسريع في حوادث قتل عشرات من المتظاهرين السلميين أمام استراحة الحرس الجمهوري وفي جميع المحافظات.
كما استنكرت الهيئة استخدام بعض الجهات للبلطجية في الاعتداء على المتظاهرين السلميين مستخفين بحرمة الدماء وعصمة الأنفس مذكرة بقوله تعالي { مَن قَتَلَ نَفْسًۢا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى 0لْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ 0لنَّاسَ جَمِيعًۭا } [المائدة:32]
كما أكدت الهيئة أن ما يحدث الآن على أرض مصر ليس من باب الفتنة التي تُعتزل، وإنما هو صراع بين حق يجب نصرته وباطل يتعين دفعه ورده، وفي الحديث (لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم).
واختتمت الهيئة بيانها أن الأمر كله لله وأنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة وطاعة قال تعالى { ظَهَرَ 0لْفَسَادُ فِى 0لْبَرِّ وَ0لْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى 0لنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ 0لَّذِى عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، فالواجب على الجميع التضرع إلى الله تعالى، واستمطار رحماته على الأمة في هذا الوقت العصيب { أَمَّن يُجِيبُ 0لْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ 0لسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ 0لْأَرْضِ ۗ أَءِلَٰهٌۭ مَّعَ 0للَّهِ ۚ قَلِيلًۭا مَّا تَذَكَّرُونَ } [النمل: 62]، وثقتنا في الله عز وجل كاملة أنه لطيف بعباده وأنه سيجعل بعد هذا العسر يسرا، ومن هذا الضيق مخرجا.