ليس غريبا ان تضع لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي مصر في المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول الأكثر انتهاكا للحقوق الدينية لعام 2010 فهذه اللجنة عنصرية تضم في تشكيلها العديد من الشخصيات اليهودية والمسيحية المتعصبة والمتطرفة علاوة علي انها تعتمد في تقاريرها علي أكاذيب كثيرة ومعلومات مغلوطة من أقباط المهجر والبهائيين والقرآنيين وغيرهم. لجنة الحريات الدينية اعتادت في السنوات الماضية انتقاد أوضاع الاقليات في بلاد المسلمين اعتمادا علي أكاذيب ولم يعرف عنها انها انتقدت وضع الاقليات المسلمة في أوروبا وأمريكا عندما وقع حادث نجع حمادي والذي قتل فيه بعض الاخوة المسيحيين قام وفد من أعضاء اللجنة بزيارة مصر ونشر تقارير مغلوطة عن الحادث بينما لم نسمع أي اشارة تنديد من تلك اللجنة المشبوهة عن المذابح الطائفية التي ارتكبت ضد المسلمين في نيجيريا والتي وصل عدد القتلي من المسلمين فيها بالمئات بسبب رغبتهم في بناء مسجد بمنطقة ذات أغلبية مسيحية. اعتقد ان الجميع يعلم ان تاريخ لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي هو تاريخ سييء لأن تلك اللجنة لا تستهدف إلا التشهير بالإسلام والمسلمين وجميع بياناتها كاذبة ومغلوطة علاوة علي ان تقاريرها تعد تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي للبلدان العربية والاسلامية ومنها مصر وهذا أمر مرفوض لا يجب السكوت عليه. المتابع للتقارير السنوية التي تعدها لجنة الحريات الدينية بالكونجرس يعلم تماما انها لجنة عنصرية ومشبوهة وسيئة السمعة فتلك اللجنة لا تنتقد الا وضع الاقليات في البلدان العربية الإسلامية بينما تخرس ألسنة اعضائها عندما ترتكب جرائم وحشية في حق المسلمين.. فعندما قتلت الشهيدة مروة الشربيني بطعنات مسمومة علي يد ارهابي متطرف بسبب مظهرها الديني فقط لم نسمع أو نقرأ عن أي اشارة تنديد من تلك اللجنة ولم يزر أحد أعضاء اللجنة المانيا لبحث الحادث كما حدث عقب حادث نجع حمادي!! لجنة الحريات الدينية لم تنتقد ولو مرة واحدة ما يحدث للمسلمين من اضطهاد في بلاد عديدة منها أمريكا نفسها بسبب عقيدتهم وافكارهم لا أعرف أين كانت تلك اللجنة عندما أغلقت بعض البلدان الأوروبية العديد من المساجد وأين؟ كانت فيما حدث بسجن أبوغريب بالعراق عندما مزقت القوات الأمريكية المصاحف واغتصبت السيدات المسلمات؟ أين كانت هذه اللجنة عندما قتلت نفس القوات المسلمين في مساجد الفلوجة بالعراق؟ أين كانت فيما حدث للمعتقلين في جوانتانامو بكوبا؟ ماذا فعلت لجنة الحريات الدينية مع الصحف الدانماركية الأوروبية التي نشرت الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم؟ ماذا فعلت مع البرلماني الهولندي المتطرف فيلدرز الذي اهان الإسلام؟ أين كانت هذه اللجنة عندما ارتكبت الطائرات الاسرائيلية مجازر وحشية في حق المواطنين الأبرياء في غزة باستخدام اسلحة محرمة دوليا؟ ماذا فعلت تلك اللجنة مع العرب والمسلمين الذين يتعرضون لانتهاكات خطيرة واعتداءات صارخة في الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها والعديد من البلدان الأوروبية؟ وأين كانت هذه اللجنة عندما ارتكبت القوات الأمريكية جرائم بشعة وحشية في حق المواطنين الأبرياء بأفغانستان وباكستان؟ هل لا تعلم تلك اللجنة ان الطائرات الأمريكية تقتل يوميا العشرات من المدنيين الأبرياء في افغانستان تحت زعم مطاردة أعضاء حركة طالبان؟ لماذا لم نسمع كلمة واحدة عن تلك اللجنة عندما يكون المجني عليه مسلما أو عربيا بينما نسمع بيانات كاذبة ومغلوطة عندما يكون خلاف ذلك؟ والواضح بل الأكيد ان لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي تعتمد في تقاريرها علي معلومات مغلوطة وكاذبة مصدرها اقباط المهجر وبعض البهائيين وزعيم طائفة القرآنيين الهارب بالولاياتالمتحدةالأمريكية علاوة علي بعض منظمات المجتمع المدني في مصر التي تستهدف زيادة الدعم المالي الذي تحصل عليه من أمريكا مقابل هذه التقارير الكاذبة. ويمكن القول ان التقارير الصادرة من لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي ما هي الا ابتزاز سياسي للحكومات العربية والاسلامية ولا يجب ان نلتفت إلي مثل هذه التقارير المشبوهة خاصة وان مثل هذه التقارير تعد تدخلا سافرا في الشئون الداخلية للبلدان العربية والاسلامية. حسين فتح الله.. وداعا قبل مرور أسبوع علي رحيل الكاتب الصحفي الكبير والمحلل السياسي والعسكري المعروف الزميل والصديق الاستاذ جمال كمال فوجئنا برحيل زميل وصديق وكاتب كبير آخر هو الاستاذ حسين فتح الله مدير تحرير الأهرام ورئيس قسم الشئون العسكرية. جمال كمال وحسين فتح الله عملا سويا سنوات طويلة كمحررين عسكريين بارزين.. كانت تربطهما علاقة قوية وطيدة.. اختارهما الله إلي جواره في اسبوع واحد.. رحم الله جمال كمال وحسين فتح الله واسكنهما فسيح جناته ولاسرتيهما ولنا جميعا الصبر والسلوان. [email protected]