طالما أن أصوات الناخبين في العالم كله توضع في صناديق الإنتخابات ولدينا فقط في مصر توضع في صناديق القمامة ..حينما نعيش في عصر البلطجة السياسية .. إذن ... لابد أن أكون في الميدان .. إذا كان ( معارضو الرئيس ) يبررون الإنقلاب العسكري للجيش على السلطة المدنية المنتخبة ( والذي أستنكرته أغلب دول العالم واعتبروه فشلا للديمقراطية في مصر ) .. بحجة أنهم حشدوا يوم 30 يونيو الملايين من المعارضين للرئيس ..وأبطلوا الطريق الديمقراطي الذي يعرفه العالم أجمع وهو طريق الإنتخابات ..إذن من حقي أنا أيضا وأنا من مؤيدي الرئيس ومعي الملايين من المواطنين أن نكون في الميدان ..لنطالب بحقنا في عودته .. و إذا كانت نتائج ستة إستحقاقات إنتخابية تم الإلقاء بها في صندوق القمامة , وقام العسكر بعزل رئيس شارك في إنتخاباته خمسة وعشرون مليون مواطن , وأبطلوا دستور شارك في إستفتاء إقراره سبعة عشر مليون مواطن مصري , ثم حل مجلس الشورى , ومن قبلهم .. تم حل مجلس الشعب , ثم جاء العسكر بتلك الدمية ( رئيس المحكمة الدستورية ) التي شبهها الشباب على مواقع التواصل الإجتماعي بشخصية ( محجوب عبد الدايم ) في فيلم ( القاهرة30 ) , ليحكم العسكر البلاد من خلف ستارة مدنية , ثم أرى ( السيد البرادعي ) ممثل الليبرالية ومدعي الديمقراطية يشارك في وضع خارطة العسكر تلك , وهو من كانت كل علاقته بالسياسة المصرية من داخل غرفة نومه عن طريق لوحة مفاتيح حاسبه الشخصي , والذي رفض أن يشترك في أي انتخابات مصرية على مدار تاريخه كله , حتى انتخابات حزبه ..رفض أن تتم ..و قرر هو أن يكون رئيسا أبديا للحزب حتى وفاته , ليضع لنا أولى قواعد الديمقراطية على الطريقة البرادعوية ..وهي أنك لست بحاجة للإنتخابات كي تشارك في حكم بلد كمصر , انت فقط بحاجة لإتصالات بزعماء دول الغرب ليقوموا بالضغط على الجيش لإزاحة الرئيس المنتخب بالقوة ..هذا ما قرره البرادعي بنفسه في لقاء صحفي أجرته معه جريدة ( نيويورك تايمز ) يوم الخميس 4 يوليو 2013 م , وقد قال نصا ( أنه بذل قصارى جهده لإقناع قوى غربية بما أسماه حتمية الإطاحة بالقوة بالرئيس محمد مرسي ) وحينما سئل سيادته عن الإعتقالات لقيادات الإخوان والتيارات الإسلامية فقد برر إياها بإنها ( إجراءات وقائية لتجنب العنف ) ( هكذا قال ) , ( البرادعي ) الذي طالب بحرية البوذيين في إقامة معابدهم على أرض مصر , و وصف من قبل حكم القضاء بغلق قناة الفراعين لتوفيق عكاشة بأنها إعتداء على حرية الرأي والتعبير , يبرر غلق خمسة قنوات فضائية إسلامية وإعتقال مذيعيها , ويصف ذلك بكونه ( إجراءات لابد منها لأمن مصر القومي ) ( ومن لا يصدقني يمكنه الرجوع إلى نص تلك التصريحات في المقابلة و المنشورة في جميع الصحف المصرية ) , هذا المنافق المتلون , فاقد المبادئ , المؤمن بفشله وعدم قدرته على كسب أي صوت لناخب مصري , حينما يأتي إلينا من كوكب تويتر على ظهر دبابة عسكرية ليشارك في عزل الرئيس المنتخب ... فلابد أن أكون في الميدان . حينما يخرج شيخ الأزهر عضو لجنة سياسات الحزب الوطني من قبل , وهو من عينه مبارك في هذا المنصب ..و الذي أصر مندوبه في اللجنة التأسيسية للدستور المصري على وضع مادة وهي ( المادة الرابعة ) والتي تقر بوجوده شيخا للأزهر مدى الحياة ..فهو الذي لم ينتخبه أي مصري وليس من حق اي مصري أن ينازعه مقعده حتى لو كان أفضل منه , الدكتور ( أحمد الطيب ) الذي لم يقر التظاهرات في ثورة 25 يناير على الطاغية مبارك , يخرح علينا هو ونيافة الأنبا ( تواضروس ) بفتوى شرعية ( إسلامية مسيحية ) وهى جواز خلع الرئيس المنتخب ( محمد مرسي ) مبررا إياها بالقاعدة الشرعية ( أخف الضررين ) , ويقر تلك الفتوى معهم ممثل حزب النور ( الحزب الممثل للدعوة السلفية في مصر وشيوخها ) ..والذين حرموا من قبل الخروج على مبارك في ثورة ( 25يناير) ..والتسجيلات بالصوت والصورة لهم تملأ ( الإنترنت ) , حينما يشارك حزب النور المجلس العسكري في وضع خطته لعزل رئيس مصر المنتخب والشرعي , حينما ينقلب الحق باطل والباطل حق ..بل و يتدثر الباطل برداء الدين ..لابد أن أكون في الميدان . حينما توضع كل سلطات الدولة في يد ( دمية العسكر تلك ) ( السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية ) ويحلف اليمين (كرئيس مؤقت للجمهورية )على إحترام القانون و الدستور ( الدستور الذي تم تعطيله أصلا قبلها ) وهو الذي لم يحلف اليمين أساسا كرئيس للمحكمة الدستورية حينما تولى رئاستها يوم ( 30 يونيو 2013 م ) , فيصبح هو رئيسا لشعب لم ينتخبه ولم يختره ..بل لا يكادون يتذكرون اسمه ( كما لن أذكره أنا أيضا في مقالي ) ويبدأ حكمه بإعلان دستوري وقرارات هامة ( كعزل مدير المخابرات المصرية ) وحل مجلس الشورى ( آخر مؤسسة مصرية منتخبة بإرادة الشعب ) ...إذن : لابد أن أكون في الميدان . حينما يقتل العسكر المصريين بدم بارد ..ويستشهد في يومين خمسة وثلاثون مواطن مصري ويجرح المئات , ويلحق هؤلاء الشهداء بإذن الله بضحايا حكم العسكر السابقين الشيخ الشهيد ( عماد عفت ) و شهداء مذبحة ( بورسعيد ) و من تم إلقاء جثامينهم في صناديق القمامة من شهداء ( محمد محمود ) , ثم يأمر العسكر بإعتقال جميع قيادات الإخوان والتيارات الإسلامية ..وبدون تهمة محددة , ونعود لعصر زوار الفجر وبطريقة أكثر فجاجة ووحشية ..حيث يتم تصوير السيد (خيرت الشاطر ) اثناء القبض عليه وهو في غرفة نومه و بملابسه الداخلية ..بعد أن حطموا باب بيته واقتحموه ولم يتركوا الفرصة حتى لزوجته أن ترتدي حجابها .. إذن لابد أن أكون في الميدان .. ليس أنا فقط ولكن معي كل مواطن شريف ..لا يقبل بعصر الفساد والإستبداد , و كل ثائر حر لا يقبل بعودة عصر تكميم الأفواه ومصادرة الحريات , وكل عاقل يفهم أن ما يفعل اليوم بأعدائه ..سيفعل به غدا , فالظلم لا دين له .. أرجوك ..أنس كراهيتك لجماعة الإخوان ولو للحظة .. ولتكن منصفا , انس أخطائهم الآن ..( فسيأتي يوم ونحاسبهم عليها )..وانظر للأمور بعين المنصف الشريف ..لتأخذ قرارك بالنزول معي للميدان ..فقضيتي ليست جماعة الإخوان ( التي لا أنتمي لها ) ..ولا ( الرئيس مرسي ) الذي طالما انتقدت أخطائه ..ولكن قضيتي : هي النزول لإسترداد كرامتنا التي داس عليها العسكر حينما أبطل إرادة المصريين وانقلب على شرعية الحاكم ..( من إختاروه في إنتخابات شهد بنزاهتها العالم أجمع ) , وإخواننا في الوطن من قتلهم وحبسهم العسكر ظلما وعدوانا , وحريتنا التي قام بمصادرتها , والشرعية التي ألقى بها في عرض الحائط ..فكر بعقلك.. وبإنصاف ..لتنزل معي إلى الميدان ..ونهتف سويا : يسقط يسقط حكم العسكر ...و لا أقصد بالعسكر هنا جيشنا الوطني العظيم .. ولكن ( المجلس العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي ) ..و لا نعود إلا ومعنا رئيسنا المنتخب والشرعي ..., و يمكننا بعدها أن نحتكم للوسيلة الوحيدة الديمقراطية والمحترمة التي أقرتها دول العالم أجمع ..لمعرفة رأي الشعب ..وهي ليست الحشود ولا المظاهرات ...بل هي فقط : الإنتخابات ..حيث نجري انتخابات برلمانية تشرف عليها منظمات العالم كله و تأتي لنا بحكومة تعبر عن رأي الشعب وليس العسكر ..و يتمتع رئيسها بسلطات أكبر من سلطات الرئيس ذاته ( وهو ما يقره الدستور ) ..ثم يقوم برلمان الشعب بتعديل مواد الدستور المختلف عليها حتى يصبح عليها توافق من كل الأطياف , وإذا كان الشعب منقسما بشأن بقاء الرئيس يمكننا عمل استفتاء شعبي ...يقرر فيه الشعب ( والشعب وحده ) : هل يستمر الرئيس ( محمد مرسي ) في الحكم أم لا ?? .. أما الآن أرجوكم : إلى الميدان ...