أوري اليتسور: لا يمكن إدارة دولة تشهد كل عام مظاهرة لنصف الشعب الخاسر بالانتخابات وإطاحة بالجانب الفائز "ديكتاتورية جديدة"، هكذا بدأ الكاتب الإسرائيلي اوري اليتسور مقالاً له بصحيفة "معاريف" العبرية تعقيبًا على تطور الأوضاع في مصر، مضيفًا أن ما حدث في القاهرة هو انقلاب عسكري أطاح بنظام حكم منتخب، ولا يمكن إدارة دولة تشهد كل عام مظاهرة للجانب الخاسر وإطاحة بالجانب الفائز في الانتخابات. وأضاف "رغم كلى شىء، ما حدث في القاهرة هو انقلاب عسكري أطاح بنظام حكم منتخب، نحن نميل إلى التعاطف مع المتظاهرين الذي يمثلون ثقافة علمانية وغربية أكثر، ونحسبهم ضمن معسكر الديمقراطية والحرية، وعلى العكس نرى في الإخوان المسلمين معسكرًا قمعيًا، لكن هذه المرة يتضح أن الأمر معكوس، ففعليا الجماهير التي احتشدت في ميدان التحرير قبل عامين طالبت بانتخابات ديمقراطية، لكنها شعرت بالصدمة هي والعالم الغربي، عندما أجريت الانتخابات وكانت ديمقراطية وحرة، والنتيجة أن الشعب المصري اختار الإسلاميين، مضيفًا "الجمهور المصري العلماني والمثقف الذي يميل للغرب خسر في الانتخابات، ولم يتقبل النتائج". وبعنوان "هل ينتظر المصريون طاغية جديدًا؟"، قال اليتسور "هل يمكن أن تقوم دولة ديمقراطية تحافظ على كل قيم الحرية، وغير مؤسسة على الحضارة الغربية؟ هل يمكن أن تكون هناك دولة إسلامية وديمقراطية؟، لقد حاول مرسي في شهور حكمه أن يثبت إمكانية ذلك، أنا لا أعرف إذا كان قد نجح في ذلك في الفترة الزمنية التي حاول فيها". وأضاف "الحقيقة أنه لم يتم السماح لمرسي بفعل ذلك"، لافتًا إلى أن الأمر يتشابه مع ما حدث في الجزائر عام 1991 فللمرة الأولى بتاريخها أجريت انتخابات ديمقراطية وديمقراطية في الجزائر والعالم الغربي نظر للأمر بشكل احتفالي وكان سعيدًا بسبب تلك الانتخابات، إلى أن تبين أن الحزب الإسلامي هو الذي فاز بغالبية كبيرة. وقال "الجيش العلماني والذي يميل للغرب ألغى الديمقراطية وسيطر على الحكم بالقوة، وبدعم دول أوروبا وأمريكا كانت النتيجة حرب أهلية استمرت عقدًا كاملاً قتل فيها أكثر من 100 ألف مواطن". واختتم تقريره بالقول: "ربما في مصر لن يتطور الأمر إلى سفك للدماء بهذا الحجم، لكن لا يمكن إنهاء حالة الإحباط وخيبة الأمل والغضب لنصف الشعب والذي أطيح به من السلطة على يد النصف الثاني عن طريق كسر قواعد اللعبة الديمقراطية، لأنه لا يمكن إدارة دولة يقوم فيها النصف الخاسر كل عام في الانتخابات بالتظاهر في الميادين وإقالة النصف الفائز والمنتصر، وقد تكون النتائج في النهاية صعود ديكتاتور يفرض النظام بقوة الذراع ويحكم الدولة مثل مبارك حتى سن الشيخوخة.