إذا أردت أن تتعرف على حجم الفشل الذي يعانيه ماسبيرو واحتوائه عددًا كبيرًا من اليساريين والعلمانيين كارهي المشروع الإسلامي، فانظر إلى كل من خرج من ماسبيرو من مذيعي ومقدمي برامج ومخرجين، والذين يعملون الآن فى برامج المحطات الإذاعية والتليفزيونية الخاصة، وهي المحطات والقنوات التى تستهدف تشويه الإسلاميين ليل نهار، وتساهم في تعطيل المسيرة السياسية والاقتصادية لمصر، لأن قيادتها إسلامية والحكم فى يد الإسلاميين، وأصبح خريجو التليفزيون المصري من أكبر أبواق الداعين لإسقاط النظام. وأغلب الظن أن العاملين الآن فى الإعلام الحكومي، إنما يصنعون سيرة ذاتية لهم، وهم يساهمون بقوة فى العمل ضد النظام أملاً فى أن تتلقفهم هذه القنوات الخاصة وتغدق عليهم من الأموال التى تتلقاها من هنا وهناك، أموال لا يمكن لأصحاب القنوات الداعمة للنظام والفقيرة أن تقدمها لهم، والتى تعتمد فى أغلب الأحيان على متطوعين. يعلم الجميع أن ماسبيرو يقوده مجموعة من اليساريين والعلمانيين، وهم أعداء النظام، ولو استمعت أو شاهدت التليفزيون الحكومي المصري لوجدت أن القائمين عليه الآن يقدمون أعمالاً تعتبر سيرة ذاتية يريدون تقديمها إلى قنوات الفلول، وهم يقدمون أنفسهم لهذه القنوات أملاً في أن يدفعوا لهم بالدولار والدرهم والريال، وأما ما حدث مع أحد المذيعين ادعى على الهواء كذبًا أنهم قاموا بقوف برنامجه فهي تمثيلية حتى يكون شهيد التليفزيون الذى يتم أخونته، فلقد كشف مدير القناة الثانية فى التليفزيون المصري هذه الحالة التى جعل فيها من نفسه ذبيحًا، ولكن فور حدوث هذا الأمر تلقفت هذه اللعبة قنوات الفتنة لنشرها وتشويه النظام، وهذا من أخطاء وزير الإعلام الذي يبقى عليه وعلى من هو أشر منه. مستقبل ماسبيرو لن يكون بهؤلاء الذين لا يمثلون إلا أقلية علمانية فى مصر نبذها الشعب خمس مرات، ما بين استفتاء وانتخاب، لقد طال انتظار الشعب المصري حتى يكون صوته مسموعًا فى الإعلام الذي ينفق عليه من الضرائب، وأصبح على كل مسئول أن يتحرك لتتحقق مطالب الشعب حتى لو تطلب الأمر إصدار قوانين وتشريعات تزيل ذلك الغضب على ما يحدث داخل هذه المؤسسة الهامة، التى ما زال العاملون فيها يقومون بحرب شرسة فى كل موقع، حتى يتم حجب إنجازات الحكومة والمحافظين، هذا بالإضافة إلى رئيس الجمهورية، ولقد تحولت برامجهم إلى مادة لزيادة الشقاق بين أفراد الشعب وساهمت فى هذا الانقسام. لقد أصبح من الواجب أن يتوقف دعاة الفتنة فى ماسبيرو عن ممارسة كل أشكال العداء للإسلاميين، ولن يكون ذلك إلا بمشاركة الإسلاميين فى كل قطاعات المنظومة الإعلامية للدولة حتى يمكن أن نصل ولو بالتدريج إلى الحيادية التى نتمناها. ومن المؤكد أنه لن يقوم هؤلاء اليساريون والناصريون والعلمانيون وفلول الحزب الوطني، الذين يديرون كل صغير وكبير فى هذا المبنى أن يقوموا بالعمل بحيادية بعد تجربة دامت ثلاث سنوات، ومنذ اندلاع الثورة التى كانوا أحد أسباب قيامها، ومن المؤكد أيضًا أنه لن يصلح لهذه المؤسسة وزير الإعلام الحالي، والذي يشهد الجميع فشله فى أن يصبح هذا المبنى معبرًا عن الرأي والرأي الآخر، أو أن يقدم إنجازات الرئيس والحكومة ومجلس الشورى فى ظل وجود إعلام خاص فاقد المصداقية.