تابعت الأداء الإعلامي لجماعة الإخوان طوال يوم أمس الأول 30/6/2013، وبدا كل المتحدثين باسمها، وكأنهم يقرأون من ورقة واحدة وزعت عليهم من مكتب الإرشاد! لم أشعر ولو لحظة واحدة أنهم يشعرون بنبض الشارع، كانوا شبه معزولين، يتحدثون عن "المحنة" و"الاضطهاد" وعن حرق المقار.. ولم يقدموا أي رؤية للخروج من الأزمة الطاحنة. كان في الشارع ما يقرب من 30 مليون متظاهر، ضد الإخوان وضد الرئيس، وهم على الفضائيات، يستدعون أيام السجون والمعتقلات.. ويتحدثون بوصفهم ضحايا "إرهاب " الشوارع. كان الخطاب الإخواني مستفزًا، وعلى ذات الطريقة "التحايلية" التي تتحايل على الواقع بمسحة مكر "مكشوفة" على وجوه المتحدثين. كان من اللافت أن المتحدثين باسم الجماعة، يوم أمس الأول، حظوا بمساحة إعلامية واسعة وغير مسبوقة، على الفضائيات المحسوبة على المعارضة، ولا أدري ما إذا كان ذلك بسبب "التهديد" بغلقها، أم استشعارًا ب"القوة" من التيار المدني، بعد أن نجح في تحريك، الملايين في أنحاء مصر.. حيث بدت مليونية "رابعة العدوية" الثانية، حبة رمل، في صحراء مترامية الأطراف، فاختفت ولم يشعر بها أحد.. غير أنهم رفضوا "الهدية" وأهدروا الفرصة، بصلف اعتدناه منهم عبر سنوات طويلة. المهم أن الخطاب الإعلامي للجماعة، لم يحمل للرأي العام، إلا "بكائيات" مكررة ومملة ولغة "جنائزية" حاولت استدرار تعاطف جماهير خرجت لترفع "الكارت الأحمر" ضدها وضد الرئيس مرسي. الناس انتظرت "حلاً" من الإخوان.. فإذ بالمتحدثين باسمها، يعكسون بؤس "الأرض البور" التي تستعصي على الإصلاح والقدرة على الخيال والإبداع.. فظهر النسق الإخواني: من الاتحادية إلى الإرشاد، إلى الفضائيات، وكأنه كتلة واحدة صماء، فُقد الأمل في أن تأتي بخير يومًا ما. حتى المتحدث باسم الرئاسة، كانت قد تبلدت توقعاته أو إحساسه بدقة الموقف وخطورته، ففيما كان الاتحادية محاصرًا بالملايين الغاضبة، يدعو إلى مؤتمر صحفي، مستخدمًا فيه مفردات "الإرهاب الديني"، مدعيًا بأن الشعب المصري، يؤيد الرئيس، لأنه مع "المشروع الإسلامي".. ملوحًا بالعصا الغليظة للجماعات الدينية المتطرفة، قائلاً إن مؤيدي الرئيس لن يسمحوا بسقوط "الشرعية"، مغلقًا كل أبواب الرحمة في وجه المصريين متمسكًا بعبادة "الصندوق" وحده لا شريك له، قائلاً: من جاء بالصندوق لا يذهب إلا بالصندوق وحده.. فيما كان الشارع خارج قصره المخملي، يتجاوز شرعية الصندوق "المستنزفة"، ليكتب شرعية جديدة أنهت فعليًا كل استحقاقات الانتخابات الرئاسية الأخيرة. الرئيس مرسي.. الرجل الطيب، هو فعلاً ضحية هذه العقول المتكلسة، التي لا تجيد إلا الاحتماء في هذا الصنم السياسي "الصندوق" لمد سنوات الاستمتاع بدفء السلطة، ولو كانت على جثث وجماجم المصريين. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.