فى يوم الثامن والعشرين من شهر يناير2011، نزلت القوات المسلحة المصرية إلى الشارع، ووقفت مع الثوار خلال الثورة، وانضمت للشرعية الثورية ضد نظام مبارك ومعاونيه ونجحت فى الإطاحة بالنظام السابق، كما أنها سلمت السلطة إلى أول رئيس مصرى منتخب، وهو الدكتور محمد مرسى فى 30 من يونيه من العام الماضى، وفى نفس اليوم هذا العام، هناك دعاوى كثيرة لعزل الرئيس محمد مرسى، والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، واحتشد المتظاهرون فى كل ميادين مصر، لسحب الثقة من الدكتور محمد مرسى، وعلى الجانب الآخر احتشد الإسلاميون أيضًا للتواجد والدفاع عن شرعية الرئيس الذى أتى بانتخابات حرة نزيهة شهد لها العالم كله بنزاهتها. ولأن الجميع يعلم دور الجيش المصرى فى تفادى الأزمات، والتأكد من أنه القوة الوحيدة التى تستطيع التحكم فى مجريات الأمور، فإن الجيش سيكون له دور هام فى إعادة الاستقرار مرة أخرى، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: مَن الجهة التى سيقف معها الجيش؟ هل هى شرعية الصندوق المتمثلة فى الرئيس محمد مرسى؟ أم مع شرعية الشارع التى تتحرك بالملايين فى الميادين، للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسى، والمطالبة بعمل انتخابات رئاسية مبكرة. وفى إطار ذلك، رصدت "المصريون" مواجهة قوية بين كل من الخبير الاستراتيجى اللواء طلعت مسلم، والدكتور خالد سعيد رئيس حزب الشعب السلفى، حول موقف الجيش من شرعية الصندوق وشرعية الشارع. * اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجى والعسكرى: القوات المسلحة ستقف مع شرعية الشارع لو تحركت الملايين ضد مرسى أستبعد حدوث انشقاقات داخل القوات المسلحة فى حالة الصدام مع الإسلاميين الجيش يستطيع التصدى لأى هجوم من الإسلاميين لو فكروا فى ذلك أستبعد أن تقوم حرب أهلية داخل الأراضى المصرية قال الخبير العسكرى اللواء طلعت مسلم، إن القوات المسلحة تقف دائمًا مع الشرعية، والشرعية هنا تتمثل فى إرادة الشارع، وأستبعد فى نفس الوقت حدوث صدام بين كل من الجيش والإسلاميين، وذلك لأن الجيش المصرى معروف عنه قوته وصلابته، وأن يردع أى محاولة تكون ضده، وأكد صعوبة حدوث حرب أهلية فى مصر. · فى ظل التواجد الكبير من الجماهير الغاضبة من الرئيس محمد مرسى، هل من الممكن أن ينحاز الجيش ويقف مع الشارع المصرى لو تحركت الملايين للمطالبة بإقالة مرسي؟ ** دائمًا وعلى مدار تاريخها تقف القوات المسلحة مع الشرعية، والشرعية هنا تتمثل فى إرادة الشارع، وهى المحركة دائمًا لموقف القوات المسلحة، وستراقب القوات المسلحة الوضع خلال اليومين القادمين، وستقف فى النهاية مع شرعية الشارع المصرى. · لكن هناك حاليًا اعتصامات للإسلاميين، وهناك بعض التصريحات من قادتهم أنهم لن يتنازلوا عن الحكم مهما كان الثمن، هل من المتوقع أن يحدث صدام بين التيار الإسلامى والجيش المصري؟ ** القوات المسلحة المصرية قوية جدًا، ولن يستطيع أحد الوقوف ضدها وستواجهه أى اصطدام بقوة وعنف فى حال التفكير فى مهاجمة أفراد الجيش. · لكنه من الممكن أن يحدث إنهاك للجيش المصرى فى حال حدوث ذلك، مما سيؤثر على قوة الجيش؟ ** لا أعتقد ذلك، فالجيش المصرى مدرب وعلى درجة عالية من الكفاءة، بحيث يستطيع أن يردع أى قوة مهما كانت قوة أى فصيل سياسى. · الجيش المصرى يملك أفرادًا من المواطنين المصريين، فمن الممكن أن ينشق عدد من أفراد الجيش، وينضم إلى التيار الإسلامي.. ** احتمال ضعيف جدًا أن ينشق بعض أفراد القوات المسلحة، فهى هيئات منظمة جدًا والجميع يلزم دوره فيها باستمرار، فكل فرد من أفراد الجيش يلتزم بما عليه من واجبات، فمن الصعب أن ينشق الجندى وينضم للشارع العادي. · من خلال مشاهداتك للواقع الموجود، هل من الممكن أن تحدث حرب أهلية داخل مصر؟ ** من المستبعد جدًا أن تحدث حرب أهلية فى مصر، وذلك لأن الحرب تكون بين جانبين، ويكون كل جانب على جاهزية عالية من التدريب، وأعتقد أن مصر لن تصل إلى هذه المرحلة أبدًا، ولن تصل إلى الحرب الأهلية، خصوصًا أن الحرب الأهلية تكون مبنية على عقيدة أو جنس أو لون، وهنا فى مصر لا يوجد داعٍ لحدوث حرب أهلية. * الدكتور خالد سعيد رئيس حزب الشعب السلفى: القوات المسلحة تقف دائمًا مع شرعية الرئيس المنتخب بالصندوق لا أتوقع حدوث مصادمات بين الجيش والإسلاميين سيدافع الإسلاميون عن شرعية مرسى بكل قوة حتى لو كلفهم ذلك حياتهم من ناحية أخرى، يرى الدكتور خالد سعيد رئيس حزب الشعب السلفى، أن الجيش والقوات المسلحة دائمًا مع الشرعية الممثلة فى الرئيس، ولن يتدخل أبدًا للقضاء على الشرعية، خصوصا أن القوات المسلحة تميل دائمًا إلى الاستقرار وستظل القوات المسلحة مع الشرعية دائما المتمثلة فى الرئيس محمد مرسى. وأضاف أنه من المستحيل حدوث حرب أهلية على الأراضى المصرية، مصر ليس بها إثنيات ولا عرقيات ولا صراع مذهبى، مصر جنس واحد هو الجنس المصرى وشعب واحد، فالمسمون والنصارى دائمًا يعيشون مع بعضهم على مر العصور الماضية، فلن تحدث فى مصر حرب أهلية أبدًا. · من خلال التظاهرات الحالية فى الشارع المصرى، هل من المتوقع أن ينضم الجيش المصرى إلى شرعية الشارع، إذا تحركت الملايين لإسقاط الرئيس؟ ** الجيش والقوات المسلحة دائمًا مع الشرعية، ولن يتدخل أبدًا للقضاء على الشرعية، خصوصًا أن القوات المسلحة تميل دائمًا إلى الاستقرار وستظل القوات المسلحة مع الشرعية دائمًا المتمثلة فى الرئيس محمد مرسى. · لكن هناك بعض الآراء ترى أن الشرعية الحقيقية هى شرعية الشارع، وهى التى سينحاز إليها الجيش وليست شرعية الصندوق.. ** هناك لغط فى هذه الشرعية، فالشرعية الحقيقية هى للصندوق، فضلاً عن ذلك، فالشرعية للملايين الموجودة فى ميدان رابعة العدوية وليس إلى الآلاف البسيطة الموجودة فى باقى الميادين الأخرى، أما ما يقال عن شرعية الشارع وغيرها، فهذه شرعية إعلامية فقط، فالشرعية مع الدكتور محمد مرسى فى جميع حالاتها. · هل من الممكن أن يحدث صدام بين الجيش والإسلاميين فى حال انحياز الجيش للشارع؟ ** لا أتوقع ذلك، أكررها مرة ثانية: الجيش لا ينحاز إلى الشارع، لأن الشارع أقلية قليلة جدًا، وهم عبارة عن مجموعة من بلطجية الحزب الوطنى، ومجموعة من فلول النظام الأسبق. · من خلال المتابعة المستمرة للوضع الحالى، كيف ترى مجريات الأمور فى الأيام القليلة القادمة؟ ** سيحدث مزيد من العنف، وهناك محاولة من الإسلاميين لتفادى الوضع الحالى، وسيدافع الإسلاميون عن ذلك بكل قوة، ولو كلفهم ذلك حياتهم وفقدانهم لكل ما يملكون، فهناك حاليًا تحقير للدين من البلطجية وتعدٍ واضح على الشباب الملتحى والمرأة المنتقية واعتداء على مساجد الله، ومن أجل كل هذا سندافع بأرواحنا عن كل ما هو مقدس. · لكن هناك حالة احتقان شديدة فى داخل الشارع المصرى، هل من الممكن أن تتحول هذه الحالة إلى حرب أهلية؟ ** من المستحيل أن تحدث حرب أهلية على الأراضى المصرية، فمصر ليس بها إثنيات ولا عرقيات ولا صراع مذهبى، فمصر جنس واحد هو الجنس المصرى وشعب واحد، فالمسلمون والنصارى دائمًا يعيشون مع بعضهم على مر العصور الماضية، فلن تحدث فى مصر حرب أهلية أبدًا.