لماذا يستميت البعض في الدفاع عن محمد بركات ..؟ .. ما هي الحدوته بالظبط ..؟ .. اللاعب أخطأ ، سواء في حق جمهوره أو في حق ناديه المتشدق علي طول الخط بالمبادئ والقيم ، وكأن الآخرين بلا أية مبادئ علي الإطلاق ، أو أن الأخلاق حكر عليهم دون غيرهم .. !! ومن يعرف بركات عن قرب يبصم بالعشرة أنه من الممكن جدا أن يفعل تلك الفعلة الخارجه ، ثم أنه لا ملاك ولا هو قديس ، فلماذا كل هذا الدفاع الأعمي من الإعلام الأحمر عن الأفعال المشينة التي تجرح إحساس كل مصري يحترم نفسه وأهل بيته .. طبعا الكل متأكد الآن أن إتحاد الجبلاية لن يوقع أية عقوبة علي بركوته ، وإن حدث ستكون حفظا لماء الوجه فقط ، مباراة واحدة .... أو ربما شوط واحد .. ولو سألتموني رأيي ، أطالب الجبلاوية بألا يوقعوا أية عقوبة علي الحركة الخارجة التي أتاها اللاعب .. بل يجب عليهم أن يشطبوه من سجلات إتحاد الفراولة الحمراء فورا إن كانوا يملكون دماء في عروقهم ، بسبب قسمه بالله كذبا ، نافيا إرتكابه للفعلة التي رأتها مصر كلها بوضوح ، وهو قد أقسم بكل ثقة ، لأنه يعلم جيدا أن عيون مصر الإعلامية لا تري إلا باللون الأحمر .. وستدافع عنه حتي آخر رمق .... لكن كيف يرتضي لنفسه أن يقسم بالله سبحانه وتعالي كذبا الذي راه ولا يغفل ..؟؟ النجومية والتدليل والنفاق والأموال التي بلا حساب أنسوا اللاعبين الأخلاقيات الحقيقية ، فنسيوا ضمائرهم وتدينهم ، وتتعجب عندما تجد اللاعب من هؤلاء يسجد أمامنا شكرا لله ، ثم تسمع بعد ذلك أنه يسهر في مولات المهندسين ومدينة نصر وسط الحسناوات والحسان من لون وشكل ، أو يشير بأصبعه إشارات خارجة ، أو يخدع الحكم ليفوز دون شرف ، ويسب جماهير المنافس ..!! أتحدث عما يحدث وأنا أتذكر فيلم أرض النفاق للراجل فؤاد المهندس ، فعندما شاهدته وأنا صغير ، ظننته مجرد فيلم هزلي فكاهي الغرض منه الضحك والتسلية ، وعندما شببت عن الطوق ، إتضح لي جليا أن أرض النفاق واقع وحقيقة نعيشها في كل تعاملاتنا اليومية ، بصورة فجة مقززة ، لا لشيئ إلا لأن المادة طغت علي كل حياتنا ، فتحول المجتمع المصري تحول أخلاقي رهيب ، ليحل الكذب والتملق والممالأة والرياء ، محل الصدق وقول الحق .. وللحق أيضا لا أجد داعيا لكل ما فعله حسام حسن بعد المباراة ، فلا هو فاز علي الأهلي ، ولا هو فاز بالدوري ، وحتي وإن حدث ، ما كان يجب عليه أن يثير جماهير الأهلي ، أو أن يسجد علي قميص الزمالك الأبيض ، ما هذا الكلام الفارغ ، ملعون أبو الكرة التي تجعلنا لا نفرق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود .. العجيب أنك ستجد فريقا من هؤلاء يساند بركات ، وفريق آخر يساند حسام حسن ، ولا أحد يتوقف أمام الحماقة التي إرتكبها اللاعب والمدير الفني .. تعالوا نفكر بحكمة قليلا ، هل إشارة بركات يرتضيها رجل غيور علي نفسه أو أن يشاهدها أهل بيته ..؟؟ هل سجدة حسام المبتذلة علي قميص الزمالك الأبيض ليقبله حركة تدل علي وعي أو حكمة أو ذكاء وهل تتوافق والوازع الديني بداخل كل منا .. إذا كانت كرة القدم ستصل بنا إلي ما نحن بصدده الآن ، وستخرج بنا من حدود الرياضة التي من المفترض بها أن تهذب النفوس ، لنخلط الجد بالهزل كما رأينا .. فلا داعي منها إذن ، ولنعلنها صريحة أننا إرتددنا للخلف عشرات القرون ، لنعيش عصر التخلف والهمجية بأجلي صوره ، فلا دين ولا حضارة إستطاعت أن تهذب من أخلاقياتنا ، لا في كرة القدم ولا في غيرها ، رغم أننا نمتلك بين دفتي قلوبنا أرقي الأديان وأعظمها ، فلماذا نفرط بكل سهولة الدنيا فيما من الله علينا وإختصنا به دونا عن سائر العالمين ، لنلهث وراء ترهات وهلاوس وسراب كاذب لا نفيد منها إلا فتن ودسائس ومنازعات تفرق بين أفراد الوطن الواحد .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..