الأهالي يغادرون ويخزنون الأطعمة.. وأصحاب المحلات والشركات: خراب بيوت تحولت دعاوى تظاهرات 30 يونيه لإسقاط النظام إلى مشاعر "رعب" حقيقي لأهالي محيط "ميدان التحرير"، حيث أبدى السكان وأصحاب المحال وشركات السياحة والمطاعم تخوفهم من تكرار أحداث "ثورة يناير"، وما يمكن أن تسفر عنه من أعمال تخريبية وعنف، بدءًا من الاختناقات بالغاز وطلقات الخرطوش ودخان الحرائق، ووصولًا إلى تدمير المحال وإجبارهم على الإغلاق وتحمل خسائر طائلة. "المصريون" رصدت هذه التخوفات، وكانت البداية في الشوارع المحيطة بميدان التحرير التي تعج بالمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي، ومقار لعدد من البنوك على رأسها البنك المركزي المصري، إضافة إلى فروع لعدد من البنوك الأجنبية. عبد العليم الفرماوي صاحب أحد المطاعم بشارع باب اللوق المتفرع من ميدان التحرير أعرب عن تخوفه مما سيحدث في 30 يونيه المقبل، قائلا: منذ الثورة وحتى الآن تدهورت أحوالنا المالية، وقل توافد الزبائن كثيرًا، بسبب تتابع الأحداث الساخنة في الميدان ومحيطه، مضيفًا: قررنا إعطاء إجازة للعاملين في المحل قبل 30 يونيه خوفًا من حدوث أعمال عنف وشغب وحتى نرى ما ستسفر عنه الأوضاع. وقرر أحمد الأسيوطي إغلاق الكافيتيريا التي يملكها والتي تطل على الميدان حتى تتضح الرؤية، متوقعًا أن يعاني سكان المنطقة يوميًا في الدخول والخروج منها بسبب إغلاق الطرق والاشتباكات المتكررة بين المعتصمين والشرطة والمجهولين. القرار نفسه اتخذه صلاح عبد الخالق صاحب شركة "تلستار" للسياحة بميدان التحرير، مشيرًا إلى أن غالبية شركات السياحة الموجودة بالميدان خفضت العمالة لعدم تحملها الخسائر المتوالية. بينما لم يحدد وليد يوسف، صاحب مطعم شهير بمحيط التحرير، موقفه حتى الآن، إلا أنه أعرب عن غضبه واستيائه وتخوفه من توقف عمليات البيع والشراء، قائلًا: ما سيحدث خراب بيوت ووقف لأحوال الناس التي هي مسئولة عن أسر وليس لديها مصادر رزق أخرى". على جانب آخر ، يسيطر القلق والخوف، على سكان محيط ميدان التحرير والشوارع القريبة منه، فتقول "رحاب رزق" ، أرملة لديها أربعة أبناء وتقيم في أحد الشوارع الجانبية المتفرعة من الميدان: مرعوبة بالفعل مما سيحدث خلال الأيام المقبلة، وهناك حالة هلع تعيش فيها أسر كثيرة مجاورة لها، مما دفع البعض إلى ترك مساكنه واللجوء إلى أقاربهم في أماكن بعيدة عن التحرير، مشيرة إلى أنها تفكر في الانتقال مع أسرتها لتقيم عند شقيقتها في مصر الجديدة هربًا من الغاز الخانق. وأكدت " أمينة حسين"، أن تصاعد المظاهرات يدفعها هي وأسرتها إلى عدم الخروج مطلقًا من المنزل، خوفًا من الطلقات الطائشة، خاصة أنها تقيم في شارع محمد محمود القريب من الميدان، وأكدت أن الحياة تتحول إلى جحيم متواصل أثناء الاشتباكات التي لا تتوقف ليل نهار وسيطرة بعض البلطجية على مداخل ومخارج الميدان، بالإضافة إلى دوى الطلقات الذي يصيب أطفالها بالرعب، والتأثير القاتل للغازات التي تصيبهم بالاختناق، وأضافت: نحن وأطفالنا من ندفع ثمن الاشتباكات المتواصلة بين المتظاهرين والأمن. المأساة نفسها، يتحدث عنها عصام أحمد من سكان المنطقة، مضيفًا أن السكان يستعدون من الآن لتخزين احتياجاتهم تخوفًا من حالة الانفلات الأمني التي من الممكن أن تتكرر كما حدث في ثورة يناير.