سادت امس حالة من الهدوء في محيط قصر القبة واستنفار امني منذ الصباح الباكر تحسبا لعودة الاشتباكات .. كما قام عشرات العمال من هيئة النظافة وتجميل القاهرة بازالة آثار الاشتباكات من المنطقة ورفع الطوب والحجارة واطارات السيارات التي اشعل المتظاهرون النار فيها. كما أزال العمال التابعون لرئاسة الجمهورية الشعارات المسيئة التي كتبها المتظاهرون خلال احداث جمعة »كش ملك« وسادت حالة من السيولة المرورية بجميع الشوارع المحيطة بالقصر. جاء ذلك بعد الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن وعدد من المتظاهرين امام قصر القبة الرئاسي في جمعة "كش ملك" اول امس والتي استخدمت فيها الشرطة رش المياه و اطلاق الغاز المسيل للدموع ردا علي القاء الحجارة والمولوتوف من جهة المتظاهرين علي القصر الرئاسي بعد انتشار معلومات تم تداولها علي مواقع التواصل الاجتماعي بأن الرئيس محمد مرسي يمارس نشاطه من قصر القبة. القانون.. متهم! واكدت القيادات الأمنية المتواجدة بمحيط قصر القبة انه تم ضبط 52 من مثيري الشغب خلال احداث الاشتباكات مع قوات الأمن بمحيط القصر اول امس غالبيتهم من الاحداث وصغار السن وبينهم شخصان كانا يحملان اسلحة خرطوش ..واضافت المصادر الأمنية ان القانون احد الاسباب الرئيسية التي تعوق عملية عودة الانضباط الي الشارع حيث ان غالبية المتصدرين لمشهد الاشتباكات مع قوات الأمن من صغار السن والاحداث الذين لا يتجاوزون سن 18 عاما ولا يعاقبهم القانون بالحبس علي هذه الافعال والاكتفاء بتسليمهم الي اولياء امورهم مع كتابة تعهد بعدم تكرار هذه الاحداث.. حيث اكدت تحقيقات المباحث مع المقبوض عليهم خلال احداث الاشتباكات امام القصور الرئاسية الماضية ان غالبيتهم لديهم اكثر من 15 قضية سابقة بين تسول و اشتباك بالطوب والحجارة مع قوات الأمن وتنتهي القضية بالافراج عنهم بضمان ذويهم ومحل اقامتهم ليعودوا مرة اخري للظهور في الاحداث التالية. في نفس الوقت كست علامات الغضب اوجه أهالي منطقة القبة واصحاب المحال التجارية المطلة علي محيط القصر الخارجي بعد انتقال الاشتباكات من محيط قصر الاتحادية الي قصر القبة خوفا من تعرض تجارتهم وممتلكاتهم الخاصة للخسائر والتدمير بسبب الاشتباكات مؤكدين انه في حالة وقوع اشتباكات متتالية امام القصر سيكون مصيرهم كمصير العديد من سكان ميدان التحرير وهو الهجرة من منازلهم وغلق محلاتهم وتعرضها للكساد.. اكد أحمد حسام احد سكان منطقة الرعب المواجهة لقصر القبة ان هناك تخوفا شديدا من صدام وشيك بين أهالي المنطقة المدافعين عن ممتلكاتهم ضد المتظاهرين في حال تكرار الاشتباكات في محيط قصر القبة خاصة لو ظهرت حالات اعتصام و نصب خيام في المنطقة المواجهة للقصر الرئاسي مما سيؤدي لتعطل منطقة حيوية مروريا وتجاريا بما سيضر بآلاف المواطنين نتيجة تعرض ممتلكاتهم للسرقة والتدمير. كابوس مزعج ويقول محمد عطية صاحب احد المحال التجارية بالمنطقة اننا لن نقبل ان تصبح منطقة القبة ومحلاتها التجارية المطلة علي القصر الرئاسي ساحة لحرب شوارع بين المتظاهرين وقوات الشرطة لأن ذلك من شأنه ان يعرض المنطقة بأكملها الي التدمير ويحول حياة سكانها الي كابوس مزعج لن نستطيع التخلص منه بعد ان أصبحت المظاهرات تجر معها الاشتباكات امام القصور الرئاسية ..وبذلك يصبح مصير قصر القبة مثل الاتحادية. ومن جانبه اشار يوسف محمد صاحب احد المطاعم إلي اننا واجهنا خسائر في احد اهم الايام التي نحقق فيها ارباحا وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد لا نستطيع تحمل خسائر بشكل دوري.. مؤكدا علي توافد الباعة الجائلين ببضائعهم الي محيط القصر الرئاسي وسيكونون هم المستفيدين من هذه الاشتباكات وهو ما لن نسمح به.