بعد المستوى المطمئن الذي شاهدنا عليه نجوم مصر في مباراة زيمبابوي شعرنا بعدها بنوع من التفاؤل والأمل وأن اليوم قطعًا غير الأمس فربما أخيرًا يتحقق الحلم ونتأهل للمونديال وربما يتحقق أكثر من التأهل ويصدق حلم ابني الصغير عمرو خالد، الذي استيقظ اليوم من نومه ليخبرني أنه رأي وهو نائم إن مصر اجتازت الدور قبل النهائي وصعدت للنهائي لتقابل إسبانيا حاملة اللقب بل وتتغلب عليها 1-0 في نهاية الشوط الأول وعندها استيقظ صغيري من نومه وهو يداعب جفونه هذا الحلم الجميل ويردد قائلًا يا رب يا رب. هذه أحلام ولكنها بالطبع مشروعة فلما لا؟! ونحن نمتلك المقومات التي تؤهلنا لتنفيذ هذا الحق فلدينا الأبناء المصريون الغيورون على وطنهم وعلى تاريخهم وعلى إثبات الذات. ربما الأحداث التي تمر بها مصر الآن من مشاحنات وتناطح وتناحر وتشاجر وشقاء يكون انتصار كرة القدم هو بسمة الأمل المنتظرة التي يضعها نجومنا الأبطال على شفاه الشعب المصري البائس الذي أنهكته الخلافات وأتعبته الصراعات. فقد أخبر الرسول الكريم عن مصر بأن فيها خير أجناد الأرض فهل الجنود الأبرار أعضاء الفريق المصري وعلى رأسهم الابن البار محمد أبو تريكة والجميل محمد صلاح وجميع أعضاء الفريق الوطني يسارعون بحمل اللواء؟ ويصولون ويجولون في مباراة موزمبيق القادمة ومن بعدها غينيا من أجل تحقيق المشاركة في المونديال ورد الجميل لهذا الشعب الجميل الذي طالما صبر على أبنائه، فهل جاءت اللحظة التي يرد فيها الجميل؟ يا رب يا رب. وأنا كمواطنة مصرية أتمنى على المستوى الشخصي أن يكلل الله سبحانه وتعالي جهد هذا اللاعب الراقي الموهوب أبو تريكة بمشاركته في كأس العالم فهو يستحق أن يكون في هذا المكان لأنه علامة من علامات الكرة المصرية والكرة الإفريقية فعلى قدر عطائه والتزامه وأخلاقه يستحق أن يكون في عداد النجوم العالميين يا رب يا رب. مصر ولادة مليئة بالأبناء لا تقف على شخص ولا على نجم فقد صبغها الله بصبغة نهر النيل الذي يجري فيها فدماء أبنائها متجددة فدومًا وأبدًا لا تنتهي الموهبة الكروية في الملاعب المصرية فعندما أحسسنا أن أبو تريكة آخر الرجال الموهوبين وجدنا صلاح يخبر عن نفسه وبقوة ويقول في مباراة زيمبابوي "نحن هنا" لينبئ عن مولد نجم جديد سيكون بمشيئة الله له باع طويل في المستطيل الأخضر فدائمًا هي مصر عظيمة بأبنائها عظيمة بنيلها حفظها الله ورد عنها كيد الحاقدين والحاسدين.