جذب سماح السلطات في البوسنة بارتداء الحجاب داخل الجامعات مئات الطالبات التركيات اللاتي تركن ديارهن للالتحاق في ثلاث جامعات دولية في سراييفو مَوَّلت تركيا اثنتين منها. وافتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاثنين الماضي رسميًا حرمًا جديدًا لجامعة سراييفو الدولية على مشارف العاصمة البوسنية، وقال في حفل الافتتاح: "آمل أن تمثل هذه الجامعة جسرًا حضاريًا يربط الناس ويضمن إقرار السلام في البلقان". وأضاف: "لا يهم ما إذا كانت بيننا حدود مشتركة. أشعر أنّ هذا البلد هو أقرب جار ونحن لن نتخلّى عن البوسنة بسبب مسئوليتنا التاريخية". وما زالت تركيا دولة علمانية وتُمنع النساء فيها من ارتداء الحجاب في الجامعات، على الرغم من محاولات أردوغان المتكررة لتغيير الدستور بشأن هذه القضية. لكن في البوسنة لا يوجد مثل هذا الحظر وهذا من بين الأسباب التي يوردها الشبان الأتراك لقطع هذه الرحلة القصيرة لاستكمال دراستهم في ثلاث جامعات دولية في سراييفو موّلت تركيا اثنتين منها. وقال أنيس جيجي من اسطنبول وهو طالب هندسة في جامعة سراييفو الدولية: "يوجد الكثير من المساجد هنا"، فيما أكّد محمد جونير من مدينة بورصة التركية الذي يدرس الاقتصاد في سراييفو "الدراسة هنا أوفر من الذهاب إلى الولاياتالمتحدة أو كندا أو أي دولة أوروبية لذلك اخترتها". ومن جانبها قالت جاهدة نور جونوك التي تدرس الهندسة: "جئت إلى هنا بسبب مشكلة الحجاب" وأوضحت أنها لم تتمكن من الالتحاق بأي جامعة حكومية أو خاصة في تركيا بعد تخرجها في مدرسة ثانوية دينية. ونسبة كبيرة من الطلاب الأتراك في سرييفو من النساء ويرتدين الحجاب ويَقُلْن: إنهن لم يتمكن من الالتحاق بالجامعات التركية بعد تخرجهن من مدارس دينية وهي المدارس الوحيدة التي يسمح لهن فيها بارتداء الحجاب. ويلتحق العديد من الأتراك بالمدارس الثانوية الإسلامية التي تخصص 40 بالمائة من مناهجها للمواد الدينية والباقي للمواد العلمانية. وجامعة سراييفو الدولية هي الأكبر بين الجامعات الثلاث التي تمثل ما قد يصبح أكبر مجمع للكليات الخاصة في المنطقة. أما الجامعة الأخرى التي تمولها تركيا فهي جامعة بورتش الدولية. وأسّس جامعة سراييفو الدولية مجموعة من رجال الأعمال والشخصيات العامة من تركيا والبوسنة. أما جامعة بورتش الدولية فأقامتها مؤسسة الصحفيين والكتاب في اسطنبول التي أقامها الداعية التركي فتح الله غولن إلى جانب مؤسسات أخرى. والجامعة الثالثة التي يقام مبناها الجديد على مسافة بضع مئات من الأمتار من جامعة سراييفو الدولية هي جامعة سراييفو للعلوم والتكنولوجيا وهي معتمدة من جامعة بكنجهام البريطانية. وترتبط البوسنة مثل بقية دول البلقان التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية على مدى قرون بعلاقات وثيقة بتركيا.