السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, الأستاذة المحترمة / أميمة .. تحية طيبة وبعد،، إسمي أحمد ومشكلتي التي أبعث لكِ بها حقيقة ليست بالهينة فأرجوكِ ألا تراها هينة .. مشكلتي الرئيسية أنني عندما أتعلق بشخص أتعلق به بشدة لدرجة تؤذيني .. لدي صديق بالعمل مهندس .. أنا متعلق به بشكل غير طبيعي .. إذا حدثت أي مشادة بسيطة بيني وبينه أو قال لي كلمة واحدة قد يراها غيري عادية .. لكنها تؤذينني جداً لدرجة أني قد أبكي بشكل هستيري إذا تجاهلني أو زعل مني ..سيدتي الفاضلة .. إني أتألم بشدة خصوصاً مع أي مشكلة تحدث بيني وبينه .. فأنا أنتظر منه الحب كما أحبه والتقدير كما أقدره ولكن أحزن بشدة ولأيام ولكنه يتجاهلني وذلك يؤذيني ويألمني ومع ذلك لا أرتاح إلا عندما تعود العلاقة إلي طبيعتها بيني وبينه .. سيدتي الفاضلة أحياناً يفعل معي أشياء لاتصح ويجب علي أن أخد موقف ومع كل مرة أصمم على ألا أتعامل معه خارج نطاق العمل ومع ذلك لا أصبر دقائق أبعث له برسائل وأتصل عليه وهو ليس لديه أي إحساس بالذنب .. أنا أعزه واحبه ولكن سيدتي الفاضلة يجب علي كل إنسان أن يهمل من يهمله ولكني لا أستطيع .. لا أدري لماذا أنا متعلق به لهذه الدرجة!! .. وأنا أحس بالضعف جداً أمامه ..من الممكن أن هذا الشخص يكون يحبني ويعزني ولكن هذا التجاهل حقيقة يؤلمني. ملحوظة .. أنا مغترب ولم أتعلق بأحد بهذه الطريقة إلا أمي وصديق عزيز علي بمصر ولكنه كان جدير بالصداقة فهو يستحق فلم يكن يؤلمني أو يجرحني بل علي العكس كان نعم الصديق الذي يذكرني بالله دوماً وينصحني ويرشدني إلي الخير... بالله عليكِ إنصحيني فأنا حقاً متعب بشدة. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك يا باش مهندس أحمد.. واضح أنك إنسان مرهف الحس ونقى نقاءً نادراً ،وحقيقةً وصلتنى رسائل عديدة تحمل غالباً نفس المضمون من أصدقاء وصديقات ومثلها من العلاقات الإنسانية..لكن أن تصل معهم إلى حد الهيستيريا ، فوضعك هنا شبه نادر يا مهندس أحمد.. ولذلك فضلت استشارة أحد المتخصصيين حتى يتثنى لنا بعد تشخيص حالتك ،وكيفية توجيهك لتخطى تلك الأزمة النفسية التى تنتابك حين توتر علاقتك بصديقك.. فقمت باستشارة أحد أكبر المتخصصين النفسيين المعروفين بمصر والوطن العربى وهو دكتور / وليد هندى أستاذ علم النفس العلاجى.. حيث تفضل مشكوراً قائلاً:- "أن هناك بالفعل حالات مثلها ، ولكنها متفاوتة فى درجة التعلق بالطرف الأخر، وهذا يرجع إلى أسلوب تنشئته منذ الصغر ومدى تعلقه بأمه أو أباه ..وذكر أنه غالباً التعلق يكون من الفتاة بالأب ومن الأبن بالأم.. وكلما كانت درجة تعلقه بها ثم انفصاله عنها كلما تعلق بالصديق الذى يرى فيه نوعاً من الحنان والشخصية المماثلة لأحد الأبوين.. وهذه الحالة تشخص غالباً على أنها "قصور فى النمو الاجتماعى "لهذا يصعب علاجه عن بعد ، وعليه بالذهاب لمتخصص نفسى حتى يتيسر عليه معرفة تاريخ نشئته وظروفها ويبدأ معه مراحل التحليل والتدريب النفسى المدروس" كان هذا رد دكتور وليد هندى على مجمل الموضوع... *ومن جانبى ...وبعد شكرى الجزيل لدكتور/ هندى..أنصحك مهندس أحمد فى حال إستصعاب الأمر بالنسبة لك للتوجه لمتخصص نفسى نظراً لظروف سفرك..فعليك أن تستعن بالله أولاً وأخيراً ، وتعلم يا أخى أن الله تعالى هو ألطف بنا وأحن علينا من أنفسنا، وأن كل إنسان منا مهما كان له من أشخاص يحبونه ويعطفون عليه ، إلا أننا جميعاً مفارقون لهم لامحالة،وعلينا جميعاً ألا نتعلق بأى شخص تعلقاً شديداً ولهذه الدرجة حتى لا نصدم يوما بسوء معاملة منه أو فراقاً بيننا وبينه يوماً ما...فكما قال حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: " أحبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ".. عليك يا أخى ..أن تبدأ بعزيمة وإرادة قوية فى علاج نفسك بأن تدعم من قوة شخصيتك.. بأن تقتنع تماماً أنك لست أقل من أى شخص فى العالم ، بل على العكس فربما تكون أفضل من ملايين من البشر لم يحظو بقدر من التعليم والمؤهل العلمى مثلما حظيت أنت به، ولا حظاً من العمل مثلك، وأنك مكتمل الأعضاء والعقل ولا ينقصك أى شىء عن أى مخلوق سوى أن تثق بذاتك وبإمكانياتك التى وهبها الله تعالى لك..وأنك لست بحاجة إلى أى مخلوق بالكون ، وقتها ستبدأ بالإستقلال بشخصيك وذاتك عن هذا الصديق وعن كل من حولك، ولن يفرق معك أى شخص، وسيكون الجميع أحبابك طالما يحبونك ويقدرونك ، ومن لم يقدرك فسيكون بتره من حياتك أهون عليك من شربة الماء.. وتعود على أن شخص خلوق مثلك يتمنى الجميع معرفته وصحبته ولابد من أن تشعر أنت بقيمتك هذه حتى تعلو بقوة شخصيتك يوماً بعد يوم.. وإن لم تستطع تدريب نفسك على ما سبق ، واحتجت لدعم أكبر ، فعليك وقتها أن تعتزم النية على الذهاب لمتخصص نفسى لتتعامل معه مباشرةً كما نصح دكتور وليد هندى ........................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل خميس ملحق "إفتح قلبك"ص 7 فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الخميس من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة أو أبياتاً زجلية أو شعرية,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .