زار وفد من جماعة "الإخوان المسلمين" ظهر أمس الحزب "العربي الناصري" حيث التقى عدًا من قيادات الحزب، في إطار مبادرة الجماعة لإنهاء الخصومة السياسية مع الأحزاب، والاتفاق على توحيد الجهود في معركة الدعوة لإجراء حزمة من التعديلات الدستورية، وخلق مناخ سياسي أفضل. وضم وفد "الإخوان" كلا من الدكتور محمد مرسي، رئيس القسم السياسي والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، والدكتور أحمد دياب الأمين العام للكتلة البرلمانية للجماعة، والمهندس علي عبد الفتاح القيادي بالجماعة، بينما ضم وفد الحزب "الناصري" أحمد الجمال نائب رئيس الحزب والدكتور محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب، ومحسن عطية أمين التنظيم، وتوحيد البنهاوي الأمين العام المساعد، والدكتور محمد سيد أحمد وأحمد عبد الحفيظ عضوَي المكتب السياسي. وتوج اللقاء بإعلان ممثلي الطرفين في مؤتمر صحفي عن الرغبة المشتركة في طي صفحة الخلاف الماضية والاتفاق على ضرورة تغليب المصلحة العليا للوطن على الاختلافات الفكرية. وقال الدكتور محمد مرسي إن اللقاء أظهر الاتفاق على ضرورة إجراء تعديلات دستورية حقيقية وتحقيِق مصلحة الوطن العليا وإيجاد نهضة وتنمية تتبوأ مصر بهما مكانها المناسب واللائق بين الأمم، مشددا على أنه لم يتم التطرق إلي من نقاط الخلاف ولم يحدث أي خلاف تجاه أي قضية، وأن اللقاءات بين الجانبين مستمرة، معبرا عن رفض الطرفين فساد الحكومة والنظام واستبدادها. من جانبه، لم يستبعد أحمد الجمال إمكانية التنسيق بين الجانبين في الانتخابات البرلمانية القادمة، إلا أنه أكد أن اللقاء لم يتطرق إلى تفاصيل إجرائية للانتخابات، وقال إن الطرفين لديهما القدرة على التفاهم فيما يتعلق بأية مشكلة قد تواجههما. وأكد الدكتور محمد البلتاجي عضو الكتلة البرلمانية ل "الإخوان" ل "المصريون" أن هدف زيارة وفد الجماعة إلى حزب "الناصري" هو التواصل والتفاهم والتنسيق المشترك في العديد من القضايا، مثل الحريات العامة، والتعديلات الدستورية الواجبة والشفافية الانتخابية، وقانون مباشرة الحقوق السياسية. وقال إنه كان مقررا أن يحضر الاجتماع لكنه غاب لظروف طارئة حالت دون حضوره اللقاء، مشيرا إلى أن الزيارة القادمة للجماعة ستكون إلى حزب "الوفد"، والمبدأ سار على كل الأحزاب والقوى السياسية، مع الوضع في الاعتبار الظروف والأجواء التي تمهد لإتمام هذه الزيارات. وعلق علي تصريح لمصطفى الطويل الرئيس الشرفي لحزب الوفد "بأنه من المستحيل مشاركة حزب "الوفد" الجماعة في أي فاعليات أو اتفاقات أو إدارة حوار في الفترة المقبلة، قائلا إنه إذا كان هذا قرار مؤسسات الحزب فنحن نحترمه ونقدره. وعن التلاسن الإعلامي بين الجماعة والأحزاب التي بادرت الجماعة بزيارتها أو أعلنت أنها ستبادر بلقائها، أكد البلتاجي أن تلك الأخبار والتقارير الصحفية مختلقة ولا أساس لها من الصحة، ولا رغبة لدي الإخوان لعقد صفقات مع أي حزب من أجل الانتخابات القادمة. وقال إن ما يدور بين الجماعة وتلك الأحزاب ما هو إلا حوار حول نقاط محل اتفاق، وتم الاتفاق علي أن كل فصيل يعود لتنظيمه ومؤسساته التنظيمية ويعرض عليها مجمل الحوار لرؤية إمكانية التنسيق فيما هو قادم وإمكانية استمرار الحوار. وشدد على أن أي قوي سياسية أو مجتمعية أو إسلامية أو مسيحية تتحدث عن الإصلاح العام في الشأن المصري ومن خلال وسائل سلمية فلن تكون بمنأى عن التواصل مع "الإخوان المسلمين" ولن يكون الإخوان بمنأى عن التواصل معهم. من ناحيته، أكد المهندس سعد الحسيني النائب وعضو مكتب الإرشاد أن الجماعة مع مبدأ الحوار والتعاون مع أي جهة وطنية طالما في ذلك صالح مصر، لكنه اعتبر الحديث عن أن الجماعة تسعى من خلال تلك الحوارات لعقد صفقات هو حديث باطل ولا أساس له من الصحة. من جهته، قال الدكتور حمدي حسن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية ل "الإخوان" إن الجماعة ستمضي قدما ولن تلتفت إلى من يتصيد في الماء العكر الذين يسوءهم أن يحدث توافق ما بين الجماعة وبقية الأطراف السياسية. وأوضح أن "الإخوان" لا يسعون من وراء اللقاءات مع الأحزاب المختلفة التنسيق خلال الانتخابات التشريعية القادمة، وأن الجماعة تسعى لما هو أكبر من ذلك وهو تنسيق العمل الوطني بشكل يقلل من تغول الحزب "الوطني" على الحياة السياسية، ومن يريد المشاركة فأهلا به، ومن لا يريد المشاركة فهو حر.