تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية اليوم الخميس، عن إمكانية أن يهدئ عرض الحكومة التركية بإجراء استفتاء من غضب المتظاهرين مع سقوط 4 قتلى وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين خلال المظاهرات المستمرة منذ أسبوعين. وأفادت الصحيفة على موقعها الإلكتروني بأن الحكومة التركية عرضت أمس الأربعاء أول بادرة ملموسة تهدف إلى إنهاء ما يقرب من أسبوعين من الاحتجاجات في الشوارع التركية، باقتراح إجراء استفتاء على مشروع التنمية في أسطنبول الذي أدى إلى اندلاع المظاهرات التي أصبحت أكبر تحد لفترة حكم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التي امتدت لعشرة أعوام. وذكرت أن المتظاهرين، برغم العرض الحكومي، أعربوا عن شكوكهم من العرض واستمروا في الاحتشاد بحديقة جيزي في ميدان تقسيم، مركز التظاهرات المناهضة للحكومة التي بدأت في اسطنبول منذ 13 يوما وانتشرت في جميع أنحاء البلاد، والتي تفضها الشرطة أحيانا باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي. وقد اندلعت المظاهرات في 31 مايو الماضي بعد العنف الذي قامت به الشرطة التركية في قمع النشطاء السلميين الرافضين لمشروع التطوير الذي سيحل محل حديقة جيزي بصورة طبق الأصل من ثكنة تعود للحقبة العثمانية. وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة استخدمت في مناوشات الليلة الماضية في أنقرة، الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لفض حوالي 2500 متظاهر أقاموا متاريس في الطريق المؤدي إلى المكتب الحكومية. ولفتت "كريستيان ساينس مونيتور" إلى أن اقتراح الاستفتاء جاء بعد التقى أردوغان الذي كان حريئا وعنيدا في الأيام الماضية، مع مجموعة من 11 ناشطا، بما في ذلك أكاديميون وطلاب وفنانيون، في أنقرة، ومع ذلك، فإن الجماعات التي شاركت في التظاهرات في ميدان تقسيم قاطعت اللقاء ، وقالوا انه لم يتم دعوتهم وأن الذي حضروا اللقاء لا يمثلونهم. واستطردت الصحيفة أن هذا القرار هو أول إشارة إلى أن أردوغان يبحث عن مخرج من المواجهة الحاسمة، ويأتي بعد ساعات من إعراب عدد من القادة الأوروبيين عن قلقهم من تكتيكات الشرطة التركية المسلحة بقوة، معربين عن أملهم من أن يخفف رئيس الوزراء التركية من موقفه. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي قوله إنه يجري النظر في إجراء استفتاء على مشروع التنمية، لكنه استثى من الاستفتاء مخطط إزالة المركز الثقافي الذي يعارضه ايضا المتظاهرون، مصرا على انه في منطقة معرضة للزلازل ويجب أن تتم إزالته. ونقلت "كريستيان ساينس مونيتور" عن أحد المتظاهرين قوله "إنني لا اعتقد أن شيئا سيتغير، وإننا لا نعتقد أنه سيقوم بذلك، إنني أعتقد أنه (أردوغان) يكذب"، مؤكدة أن بعض لمتظاهرين يرتابون من سير عملية التصويت حال إجرائها، ونقلت عن أحدهم قوله "أنني أعتقد أنه سيكون هناك استفتاء ولكنه لن يكون نزيها، وسيقولون غن الناس يريدون أن تصبح حديقة جيزي مركزا للتسوق إنهم سوف يخادعون".