يبدو أن الله قد قيض وزير الثقافة د.علاء عبدالعزيز، كى يكشف للعيان حقيقة الحملات المتوالية ضد التيار الإسلامى وضد الرئيس المنتخب، بدأ الأمر بردود الأفعال الهيستيرية بمجرد إعلان اسم الوزير من خارج شلة فاروق حسنى وصبية سوزان مبارك، وحين تأكد لهم أن الرجل جاد فى الإصلاح بلا مواربة وعازم على التطهير بلا هوادة، جُن جنون شرذمة من بلطجية الشيوعية وكومبارس الفن الساقط، فاقتحموا مكتب الوزير فى مشهد مسرحى يجسد الانحطاط الأخلاقى والسقوط إلى سلوك قطاع الطرق، بل واعتصموا هنالك مطالبين بإقالته، مهددين الرئيس والحكومة بالويل والثبور وعظائم الأمور ما لم يختر وزيراً من طغمتهم الفاسدة. انطلقت تصريحات هؤلاء ليصفوا الرجل بأنه إسلامى فاشى وأنهم وحدهم المثقفون، بل زادوا بأنهم يفعلون ذلك خوفاً من تغيير الثوابت الوطنية لدى الأجيال القادمة، وذلك وفقاً لتصريح مخرج الأفلام الساقطة خالد يوسف!! فأى ثقافة تلك التى يدَّعون الحفاظ عليها؟ هل هى ثقافة الحرية الفوضوية والإباحية الجنسية فى روايات الهيئة العامة للكتاب وفيما تسمى بمجلة (إبداع) ولا توزع ما يزيد عن 7% من أعدادها؟ أم أنهم يريدون مواصلة نشر حرية الكفر ومباركة الإلحاد وسب الإسلام والتهكم على آيات القرآن والخوض فى النبى الأعظم صلى الله عليه وسلم؟ نعم فهؤلاء يدافعون عن روايات مثل (وليمة لأعشاب البحر) التى طبعوها من خزينة الدولة، وبها سب صريح لكل ما يمت للدين بصلة، بل ودافعوا عنها ورفضوا إيقاف نشرها!! إن هؤلاء الشرذمة لم يحركوا ساكناً حين مُنحت جوائز الدولة للمتطاولين على دين الأغلبية بل ومنتحلى شهادات الدكتوراه المزورة مثل المدعو سيد القمنى !! أما عن مسرح الدولة الخاوى على عروشه، فحدث ولا حرج، ولا تسل عن قصور الثقافة المهجورة التى لا تؤدى أى دور فى محو الأمية أو تنمية الوعى الثقافى والعلمى بين الشباب، ولا تناقش جدوى صحيفة القاهرة الشيوعية التى لم تشعر بعد بوجود ثورة فى مصر والتى لا يتجاوز توزيعها 30% من المطبوع، بينما تنهال المكافآت على كتبة الحظيرة، ورئيسهم الماركسى صلاح عيسى. خيراً صنعوا هؤلاء اليساريون والشيوعيين، فهم بحماقاتهم المتزايدة وبتصريحاتهم الفجة وباعتدائهم بالضرب على مؤيدى الوزير، يكشفون عن جوهر المعركة الدائرة الآن، ليس ضد وزير الثقافة فقط وإنما ضد الرئيس الشرعى وضد اختيار الشعب الحر منذ استفتاء 19 مارس 2011 وحتى الآن، فهى ذات المعركة حول الهوية الإسلامية لمصر، والتى فى سبيلها قام كتبة أمن الدولة وفنانو الإسفاف بمباركة الاستبداد والقمع والاعتقال والتعذيب، بل والقتل على الهوية تحت دعوى مكافحة الإرهاب ومواجهة قوى الظلام!! إنها الحرب على هوية الأمة يخوضها من يدعون أنهم طليعة التنوير، وهم دعاة الظلام سفراء الغزو الثقافى والاستعمار الفكرى ودعاة الانعتاق من أسر القيم الربانية إلى الغرق فى مستنقع الغرائز الحيوانية، وتصريحاتهم فى ذاك أكثر من أن تحصى منها، حين صرح مخرج البورنو الشيوعى خالد يوسف بأن (شرع ربنا بيدمر الفن)، وفسر ذلك بأن الدين يقيد حرية الفن!! أما أحدث سفاهاتهم فهو تصريح الروائى المدعو حامد عبدالصمد فى ندوة أقامتها حركة علمانيون بتاريخ 3 يونيه، بأن تاريخ الفاشية الدينية يبدأ مع حركة سمت نفسها الإسلام!! وتحديداً حين فتحت مكة وهدمت الأصنام وفرضت ديناً واحداً على أهلها بالقوة الفاشية بعد أن كانت الكعبة مثالاً للتعددية الدينية (عبادة الأوثان) لدى قبائل العرب!! تكمن حقيقة هذا المشهد العبثى فى كون الثقافة المصرية قد رزحت لعشرات السنين تحت نير احتلال ماركسى شيوعى وليبرالى علمانى معادٍ للإسلام، ولتشويه الوعى الجمعى للمصريين سلمت مقاليد الصحافة والفن والإعلام والثقافة، بل والتعليم بالكامل إلى عبيد الغرب ومثقفى الحظيرة، وهو ما أثمر نجومًا زائفة ونماذج صارخة فى الاعتداء على مقدسات الأمة أمثال (فرج فودة – سعيد العشماوى – فريد زكريا – جابر عصفور - عبدالمعطى حجازى – نصر حامد أبوزيد – سيد القمنى – نوال السعداوى – إقبال بركة ... وغيرهم). على هؤلاء المتشنجين أن يدركوا أن زمانهم التعيس قد ولى، وأن الثورة كانت إيذاناً بتطهير مؤسسات الثقافة من الفساد الذى ينخر فيها على أيدى صبيان فاروق حسنى وعبيد المخلوع، وأن هوية الشعب المصرى ستسود على الثقافات الغربية الدخيلة، أما المبدعون والطامحون من الشباب المغمور فسينالون أخيراً فرصتهم بعيداً عن ديناصورات الحظيرة البائدة. فنداء إلى الإسلاميين والوطنيين المخلصين، أن ساندوا وزير الثقافة وادعموه ليمضى فى سبيل التطهير والإصلاح بعيداً عن الحملة الفلولية الإعلامية الفاجرة، فمعركة الهوية الثقافية لمصر هى معركتنا جميعاً منذ القرن ال19، بدأت بالمستشرقين ثم تولى كبرها بنو جلدتنا من آباء العلمانية أمثال (سلامة موسى، أحمد لطفى السيد، قاسم أمين، طه حسين)، ثم انحدر الأمر حتى تحكم فى الثقافة والإعلام المصرى قوادو المخابرات (صفوت الشريف) وتلاميذ اليهودى الشيوعى هنرى كوريل. والآن والأمة تلتقط أنفاسها وترنو لاستعادة هويتها ما أحوجنا إلى استحضار روح مصطفى صادق الرافعى لا ضلالات طه حسين، ونشر إبداعات العلامة محمود محمد شاكر لا خرافات لويس عوض. @ShahinFawzy