كانت وزارة الأوقاف في العهد البائد كغيرها من الوزارات فقد بلغ الفساد ذروته وطغت المحسوبية والرشوة في قطاعات الوزارة الدعوية والخدمية ، فالأئمة في أواخر القرن العشرين إلى يومنا هذا يعينون عن طريق مسابقة لاختيار أفضل المتقدمين في الظاهر وفي الباطن يتم اختيار كثير منهم عن طريق الواسطة والمحسوبية والرشوة ولم يقتصر الأمر على مسابقات الأئمة بل امتد إلى مسابقات المفتشين ومديري الإدارات ورؤساء الأقسام والوكلاء فهم ينتقون انتقاء قائما على الواسطة والرشوة وتزكية من أمن الدولة لهم وكانت تقام لهم اختبارات روتينية ولكن كل ذلك يتم بحرفية قانونية قائمة على التدرج في الوظائف وهذه الفئات تختار بعناية وتثقف قانونيا وإداريا وسياسيا لتواكب المرحلة التي تمر بها وولاؤها للدولة وللحزب الوطني أولا وكثير منهم كان متمكن في حفظ القرآن وتجويده وخاصة مديرين الإدارات ورؤساء الأقسام والوكلاء . وبعد الثورة حلمنا بأن يتغير الوضع إلى الأحسن ولكن لم تتغير الأمور عما كانت بل توغلت الواسطة أكثر مما كان وصار المعيار للإختيار يعتمد على الولاء للجماعة ومسابقة الأئمة الأخيرة خير مثال فقد أعلنت النتيجة واعتمدت أسماء الناجحين واستبعدت أسماء لانتمائها لتيار معين وأدرج آخرون تابعون للحزب الوطني الجديد وعندما انتفض المستبعدون وتظلموا لجأت الوزارة إلى حيلة لإسكاتهم حتى لا يتسرب الأمر للصحافة وللإعلام فأصدرت الوزارة بيانا بوجود أخطاء مطبعية في أسماء الأئمة الناجحين وستقوم الوزارة بتصحيح الأخطاء لتحفظ ماء الوجه الذي ذهب وفعلا تم إدراج ما يقارب من مائة إمام من المستبعدين وإسقاط مثلهم ممن وضعوا زورا وبهتانا وتم اعتماد النتيجة نهائيا . وبما أن الوزارة يصرف أمورها الإخوان عن طريق رجالهم الدكتور جمال عبد الستار والشيخ سلامة عبد القوي فهما الوكيلان المتصرفان في كل شئون الوزارة وبيدهما الحل والعقد والوزير نحسن الظن فيه بأنه لا يعرف كثير عن أمور الوزارة وتخفى عنه أمورا كثيرة فقد إبتدعوا بدعة جديدة في الترقي في الوظائف الإشرافية في الوزارة حتى يسيطر الإخوان على كل مفاصل الوزارة ويوجهوا الأئمة من خلال هذه العناصر فيما بعد فقد أعلنوا عن مسابقة لاختيار مديرين الادارات على مستوى الوزارة يتقدم فيها جميع الأئمة بشرط أن يكونوا على الدرجة الثانية فقط ولم يشترطون تدرج المتقدم في الوظائف التي تسبق تلك الوظيفة فقديما كان هناك إماما ثم مفتشا ثم مفتش أول ثم مدير إدارة وهكذا أما في عهد الإخوان فالترقي بسرعة الصاروخ كما يقول بذلك مشروع النهضة وفعلا تقدم الكثير ونجح الكثير واختير الإخوان بفضل الواسطة والانتماء للجماعة وفوجئنا بنجاح العدد الكبير الذي يفوق عدد إدارات المحافظة ففي الدقهلية على سبيل المثال نجح ثمانية وأربعون شخصا منهم من يستحق ومنهم لا فمنهم الإمام ومنهم من نجح في مسابقة التفتيش منذ شهرين أو ثلاثة تقريبا فأحد الأشخاص في إدارة أوقاف نبروه ويدعى الشيخ باسم ، س ، ع نجح في المسابقتين في خلال أربعة أشهر معدودة بفضل خاله الإخواني القيادي في الجماعة في المنطقة ويدعى ك م وهو غير حافظ للقرآن بل لا يقرأ من المصحف قراءة صحيحة وآخر من نفس الإدارة وهو محسوب على الجماعة ومعروف عنه المتاجرة في العقود والشهادات المزورة ولعب الميسر ويدعى الشيخ محمد ع ع من نفس بلد القيادي الإخواني فهل تنهض الدولة بمثل هؤلاء ؟ فأين العدالة وأين التدرج الوظيفي يا وزير الأوقاف ؟ فيا وزير الأوقاف أدرك وزارتك قبل فوات الأوان وقبل أن تصاب بسرطان الإخوان فأنت المسئول أمام الله .