انقسم إسلاميون حول دعوات النزول للشارع والتظاهر بداية من يوم 25 من الشهر الحالي ردًا على حملة "تمرد" لإسقاط النظام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ففي الوقت الذي رفض فيه البعض فكرة النزول للشارع أيدت قوى أخرى التظاهر للتصدى لحملة تمرد ومنعها من الوصول لقصر الاتحادية والانقلاب على الشرعية. وأكد الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي للجبهة السلفية، أن الجبهة ستنزل إلى الشارع من يوم 25 للاعتصام من أجل حماية الدولة وليس فقط يوم 30 يونيه، مشيرًا إلى أنهم يتشاورون مع القوى الإسلامية لتحقيق ذلك. واعتبر أن نزول القوى الإسلامية يوم 30 فقط يمثل رد فعل وسيأتي بنتائج عكسية، مشددًا على ضرورة النزول والاحتشاد قبل 30 يونيه، لأن إخلاء الشارع، فى هذا الظرف، يمثل جريمة كبرى. الأمر ذاته أكده نزار غراب، عضو مجلس الشعب السابق ومحامى الجماعات الإسلامية، معتبرًا أن إحباط مخطط 30 يونيه بقيادة "تمرد" يتمثل فى منعهم من الاعتصام، قائلا: "لا تجعلوهم يعتصمون في التحرير ولا عند الاتحادية ولا في أي مكان حيوي". واتهم غراب السفارة الأمريكية والسفارات الغربية بالوقوف وراء "تمرد"، قائلا: طلبوا منهم تكثير السواد والصمود على الأرض والثبات اعتصامًا لأيام حتى يمكنهم التدخل"، مضيفًا "فلا يفل العدد إلا العدد، ولا العنف إلا العنف إن جنحوا له، فهم لا يثبتون ساعة، والواحد منا بعشرة منهم إن أخلصنا النية، الحر والشمس الحارقة وريح السموم هي من جند الله". وتابع غراب: "والله لا أترك مرسي يسقط أبدًا ولا أمكن أعداءه منه، ولئن أرعى الإبل لمرسي خير لي من أن أرعى الخنازير للبرادعي وصباحي والكنيسة". فى المقابل، رفض الشيخ على حاتم الناطق باسم الدعوة السلفية النزول والمشاركة فى التظاهرات المؤيدة للرئيس محمد مرسى تلبية لدعوة تجرد، لاستشعارهم الخطورة الشديدة، مشددا على ان القاعدة الشرعية تقول "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح". وتوقع حاتم أن يحدث خلال تلك الفعاليات ما لا يحمد عقباه، مضيفًا أن الخروج فى ظروف غير مضمونة وانتشار التوتر بين الطرفين لا يصح أبدًا. وقال "الأولى هو ترك المعارضين ينزلون حتى ينتهى اليوم دون وقوع خسائر"، مشيرًا إلى أن وقوع ما لا يحمد عقباه من عنف وخسائر يتحمل مسئوليته الطرفان. وقال علي فراج، عضو الهيئة العليا ل"الحزب الإسلامى" الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، إن مصلحة الوطن تقتضى عدم تصادم الطرفين، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون أماكن التظاهر مختلفة ومتباعدة، واقترح أن يتظاهر الإسلاميون أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بقيادة الشيخ حازم أبو إسماعيل، لإحداث نوع من التوازن بين الطرفين.