"مش عارفه أنا عملت كدا إزاى، أنا ندمانة بمعنى الكلمة، الشيطان زغلل عنيا للحصول على متعلقات أمى الذهبية وأنا كان عليّا ديون كتير فاختمرت فى ذهنى حيلة لسرقة الذهب وتسديد ديونى، لم أفكر فى الجزء الأخير من الواقعة، فقد رسمت سيناريو الحصول على الذهب والهروب به لتسديد ديونى. بتلك الكلمات ودموع منهمرة بدأت "آمال.ش" 43 سنة عاملة بفندق ومقيمة بمنطقة الدرب الأحمر، تسرد أسباب ودوافع ارتكاب جريمتها وكيف تخلصت من أمها المسنة بعدما تجردت من كل مشاعر الإنسانية للاستيلاء على كل متعلقاتها الذهبية. تقول المتهمة: "كانت توجد خلافات شديدة مع أمى المريضة وأنا كنت فى ضائقة مالية وعلىّ ديون كان لازم أسددها فخططت للاستيلاء على ما بحوزتها وصيغتها وكل المشغولات الذهبية. أضافت المتهمة: "أوهمت أسرتى بخروجى للعمل بفندق بميدان العتبة، وانتظرت بأحد الشوارع المجاورة للمنزل واتصلت بوالدى هاتفيًا وعندما تأكدت من خروجه للعمل، عدت إلى المنزل مرة أخرى فوجدتها نائمة فقمت بقص المشغولات الذهبية التى تتحلى بها إلا أنها استيقظت من نومها وحاولت الاستغاثة وأخذت تصرخ بعلو صوتها فخفت من افتضاح أمرى وهممت بكتم أنفاسها بيدي، حتى تأكدت من وفاتها وعقب ذلك قمت بنزع مصوغاتها الذهبية والاستيلاء عليها وأخفيتها بمكتب أحد المحامين بمنطقة عابدين حيث إنني أعمل معه فى الفترة المسائية. استطردت القاتلة: "سوء معاملة أشقائى بسبب أننى مطلقة وكثرة معايرتهم لى ولطفلين معى مما جعلهم يتحكمون فى تصرفاتى وكانوا يعاملوننى أسوأ معاملة كجارية لديهم الأمر الذى جعلنى أفكر فى سرقة والدتى والهروب من المنزل لإيجاد مسكن آخر بعيد عن جحيم الأسرة وجاءت الفرصة عندما تعرضت والدتي لغيبوبة سكر قمت على إثرها بسرقة مشغولاتها الذهبية وبعض الأموال. وعن طريقة التخلص من أمها تابعت آمال: "حظى العثر كان يقف فى نجاح ما خططت له فقد حدث ما لم أتوقعه فقد استيقظت أمى أثناء قيامى بمحاولة الحصول على الحلى الذهبية من رقبتها، ولم أجد أمامى سوى وسادة السرير فقمت بوضعها على وجهها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة ثم خرجت لإبعاد الشبه عنى. تفاصيل الواقعة بدأت خيوطها تتكشف حينما تلقى رجال المباحث بلاغًا من المواطنة نفيسة محمود حسن شحاتة، 42 سنة ربة منزل ومقيمة دائرة القسم، بأنه أثناء توجهها لمقابلة شفيقة محمد إبراهيم، 66 سنة ربة منزل ومقيمة بمنطقة الدرب الأحمر، لإعطائها حقنة علاجية اكتشفت وفاتها ولم تتهم أو تشتبه فى أحد. وبالانتقال والفحص بمعرفة العميد عادل التونسى، رئيس مباحث قطاع الغرب، والعقيد مفيد محمد مفتش المباحث، عثر على الجثة مسجاة على وجهها بصالة الشقة ولا توجد بها إصابات ظاهرية وتبين سرقة المشغولات الذهبية التى كانت تتحلى بها المجنى عليها، كما تبين سلامة جميع منافذ الشقة. وفور إخطار اللواء أسامة الصغير، مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة، أمر بسرعة كشف غموض الحادث، وأسفرت جهود البحث عن أن وراء ارتكاب الواقعة ابنة المجنى عليها (عاملة بفندق) ومقيمة معها بالشقة، حيث تمكن النقباء أحمد التحيوى وأمير العشماوى وأحمد القماح من القبض عليها. وبمواجهتها اعترفت أمام اللواء جمال عبد العال، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بارتكابها الواقعة، وأمر إسماعيل حفيظ رئيس نيابة حوادث جنوبالقاهرة الكلية بإشراف المستشار طارق أبو زيد، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، بحبسها على ذمة التحقيقات لاتهامها بقتل والدتها وسرقة مشغولاتها الذهبية، كما أمرت النيابة بتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة وانتداب المعمل الجنائى ومعاينة مسرح الجريمة، وسرعة تحريات المباحث.