دخلت أزمة حزب الوفد منعطفًا جديدًا، إثر قيام النائب العام أمس بسماع شهادة 75 من أعضاء الحزب في مقدمتهم الدكتور مدحت خفاجة والدكتور محمد عبده والمهندس مجدي سراج الدين ووهيب برسوم ومحمد عبد الله مهلهل رئيس لجنة الوفد بالفيوم حول اقتحام الحزب وإحراقه في شهر إبريل الماضي. وقد اجمع الشهود على تورط جبهة محمود أباظة في إحراق الحزب، مشيرين إلى أن المنطق يمنع نعمان وأنصاره المتواجدين والمتحصنين داخل الحزب من إحراقه، متهمين أباظة وأنصاره بالتورط في هذا الأمر لتشويه صورة الجبهة المعارضة لهم والدخول في صفقة مع النظام، تسهل لهم السيطرة على الحزب وتحويله إلى أداة لخدمة السلطة. فيما كشفت مصادر أن النائب العام سيقوم بالتحقيق في المرحلة القادمة مع تسعة من أنصار جبهة أباظة متهمين بالمشاركة في إحراق "الوفد" وأن هذا التحقيق سيطول أباظة ومنير فخري عبد النور والدكتور سيد البدوي شحاتة حول هذه الأحداث. في سياق متصل، علمت "المصريون" أن جبهة الدكتور نعمان جمعة تسعى حاليًا لاستعادة أرضيتها داخل الحزب عن طريق دعم العناصر الموالية لها داخل الوفد واستغلال وجود مؤيدين لجمعة في دوائر الوفد بالمحافظات للعب دور مهم في الجمعية العمومية القادمة بشكل يجعلهم قادرين على ترجيح كفة مرشح بعينه. ونجحت الجبهة بحسب مصادر في السيطرة التامة على لجنة الحزب بمحافظة الجيزة، وتحاول الجبهة حاليًا تكرار هذا الأمر في لجنة القليوبية، رغم النفوذ التام لمحمد سرحان القطب الوفدي والمؤيد لجبهة أباظة عليها، بالإضافة إلى لجنة الحزب بالفيوم وأسيوط والبحر الأحمر والسويس. من جانبه، أوضح مجدي سراج الدين زعيم "أحرار الوفد" أن المهزلة المسماة بانتخابات رئاسة الوفد المقرر عقدها لن تحل أزمة الحزب ولن تعيده إلى الساحة السياسية، متهمًا جبهة أباظة بتخريب الحزب لخدمة مصالحها الشخصية. وقلل سراج الدين من أهمية التقارير التي تتحدث عن مساعي جبهة الدكتور نعمان جمعة لاستعادة أرضيتها في الحزب مشيرًا إلى أن الدكتور جمعة قد خل في حالة اعتكاف من إطلاق سراحه وأنه لم يعقد أي اجتماعات حتى الآن، إلا أن هذا لا ينفي أن تكون هناك جهود من أنصاره لاستعادة هذه الأرضية. ورجح سراج الدين حدوث خلافات داخل جبهة أباظة في المرحلة القادمة، خصوصًا أن هناك رغبة لدى البعض بالسيطرة التامة على الحزب وهو ما سيرفضه الآخرون.